ذكرت مصادر محلية أن اجتماعا موسعا بين قيادات عسكرية روسية وأخرى كردية، جرى في مدينة
عفرين، في ريف
حلب، مؤخرا.
وكان نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، قد نشروا صورا لمدرعات عسكرية مرفوع عليها العلم الروسي، وهي تتجول في شوراع مدينة عفرين، الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وذكر عضو "تنسيقة التآخي الكردية" شيرو علو، أن زيارة الروس لعفرين ليست الأولى من نوعها، وقال لـ"عربي21" إن الملفت بالزيارة الأخيرة، أنها لم تكن سرية كسابقاتها، فالعربة التي كانت تقل الروس كانت تتجول بشوارع المدينة بطريقة علنية.
وعن أهداف وأجندات الاجتماع الذي ضم قيادات عسكرية روسية وكردية، رجح علو أن يكون الاجتماع مخصصا لبحث مستقبل المدينة عسكريا، في ظل فصل عفرين جغرافيا عن الكانتونات الكردية في شرق
سوريا بشكل كامل، والتطورات العسكرية الأخرى الناجمة عن التدخل العسكري التركي المباشر، بعد الإعلان عن عملية درع الفرات.
وألمح إلى أن الهدف من المباحثات قد يمهد للإعلان عن مدينة عفرين، على أنها مدينة تحت الحماية الروسية، من دون أن يستبعد من احتمال دخول قوات "البيشمركة" إلى المدينة، كما قال.
من جهته، وصف عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، عبد الرحمن آبو، اجتماع الروس بقيادات من حزب الاتحاد اليدمقراطي، بأنه "لقاء أمني بين مفردات من الفريق ذاته".
وقال لـ"عربي21": "مثل هذه اللقاءات تمثل التفافا على دماء شهداء الثورة السورية"، لكنه رأى أنها "لن تثمر"، مضيفا: "إن ما يجري في الشمال السوري هو صراع المشاريع، وأعتقد أن الوجود الروسي لن يدوم طويلا في الشمال السوري، مع وجود الولايات المتحدة في المنطقة"، على حد تعبيره.
وعلى الصعيد ذاته، قال الناشط السياسي الكردي محمد أبو سيامند، إن "حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب المحسوب على المحور الإيراني الروسي في المنطقة، يسعى من خلال محاولته جلب الروس إلى مدينة عفرين، إلى تعزيز وجوده العسكري المهدد من قبل الأتراك، وفصائل المعارضة التي تحيط بالمدينة، وهو يحاول أن يصور الأمر على أنه خطوة استباقية"، وفق تقديره.
ورأى أبو سيامند، في حديث لـ"عربي21"، أن "الأمر أشبه ما يكون بتبادل الأدوار، بين حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري والروس، لأنهم في سلة واحدة، وبالتالي فإن وجود طرف منهم في المنطقة يعني ضمان بقاء الأطراف الأخرى"، كما قال.
ولم يعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عن الهدف من دخول وفود عسكرية روسية إلى عفرين، كما لم يصدر أي توضيح من الجانب الروسي بعد.