قتل 16 مدنيا على الأقل، السبت، في قصف جوي استهدف بلدة تسيطر عليها فصائل معارضة في الغوطة الشرقية قرب
دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بمقتل 16 مدنيا، بينهم طفل، وإصابة نحو 50 شخصا آخرين بجروح، في غارة استهدفت شارعا رئيسا في بلدة الحمورية، في الغوطة الشرقية.
وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود جرحى بحالات خطيرة.
ولم يتمكن المرصد من تحديد إن كانت طائرات حربية روسية أو سورية شنت الغارة، مشيرا في الوقت ذاته إلى قصف "عنيف" يستهدف الغوطة الشرقية.
ووضعت في سيارة إسعاف، جثث قتلى لفت بشراشف بيضاء مغطاة بالدماء، في حين عمل متطوعو الخوذ البيضاء، على إسعاف الجرحى، وإخراجهم من بين الأنقاض.
وتعد الغوطة الشرقية، أبرز معاقل الفصائل
المعارضة قرب دمشق. ويسيطر فصيل "فيلق الرحمن"، المشارك في جولة مفاوضات السلام الجارية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، على بلدة الحمورية.
ويأتي القصف على الحمورية غداة استعادة جيش النظام السوري المواقع كافة التي خسرها في شرق دمشق، بعد ستة أيام على هجوم مفاجئ شنته فصائل معارضة، بينها "فيلق الرحمن"، انطلاقا من حي جوبر الذي تتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة عليه.
اقرأ أيضا: الثوار يتقدمون في جوبر والنظام يتجه لاستعادة ما خسر (شاهد)
وتركزت المعارك، وهي الأكثر عنفا في دمشق منذ عامين، خلال الأسبوع الأخير، بين حي جوبر والقابون (شمال شرق).
وكانت الفصائل تهدف من خلال هجومها الربط بين مناطق سيطرتها في الحيين.
تأجيل إجلاء المعارضة من حمص
في سياق آخر، أعلن مسؤول سوري كبير، السبت، أن المرحلة الثانية من إجلاء مقاتلي المعارضة من
حمص بموجب اتفاق لتسليم جيب الوعر، آخر جيب للمعارضة في المدينة، إلى النظام السوري قد تأجلت إلى يوم الاثنين.
ونقل مسؤولون في المدينة عن محافظ حمص، طلال البرازي، قوله، إن العملية ستستأنف يوم الاثنين، بعد أن قال في وقت سابق إنها ستمضي قدما، كما هو مقرر لها اليوم السبت.
وقال المرصد السوري، إن عملية الإجلاء تأجلت بسبب القتال الذي بدأ يوم الثلاثاء في محافظة حماة، بين مقاتلي المعارضة والجيش.
وقال ناشطون في المعارضة إن مغادرة المجموعة الأولى من المسلحين وعائلاتهم من
حي الوعر بدأت قبل أسبوع، وإنه من المتوقع أن تكون عملية الإجلاء واحدة من أكبر العمليات من نوعها.
وبموجب الاتفاق المماثل لاتفاقات سابقة تتعلق بالجيوب المحاصرة، فسيتمكن المسلحون من المغادرة مع أسلحتهم الخفيفة إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في شمال
سوريا، بصحبة عائلاتهم ومدنيين آخرين، اختاروا الرحيل.
اقرأ أيضا: اتفاق بحي الوعر لإخراج مقاتلي المعارضة من آخر نقاط سيطرتهم
وقال المرصد وناشطون في المعارضة، إنه من المتوقع مغادرة 10 آلاف إلى 15 ألف شخص حمص، على دفعات أسبوعية.
ورغم أن المعارضة شنت قبل أيام أكبر هجوم لها منذ أشهر، فإنها تشهد انتكاسة في سوريا، منذ أن تدخلت روسيا في الحرب لصالح الرئيس بشار الأسد، في خريف 2015.
وخلال العام الماضي، تسارعت وتيرة الحملة النظامية لإرغام المعارضة المسلحة على تسليم الجيوب الخاضعة لها، بموجب اتفاقات إخلاء على غرار ما يجري حاليا في حمص.