هاجم المتحدث الرسمي باسم قوات
سوريا الديمقراطية "قسد"، بشدة وسائل الإعلام التي تناقلت رواية
تنظيم الدولة حول وضع سد
الفرات والتحذير من انهياره، معتبرا أن هذه المعلومات تنطوي "على مبالغة وتزييف للحقائق، وترويج للحملات الكاذبة"، على حد تعبيره.
وكانت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة، قد قالت يوم الأحد، إن سد الفرات، أكبر
السدود السورية على نهر الفرات، مهدد بالانهيار في أي لحظة نتيجة للقصف الأمريكي المكثف على المنطقة.
وقال المتحدث، العميد طلال سلو، في حديث خاص لـ"
عربي21"؛ إن قوات سوريا الديمقراطية تخوض معارك متواصلة مع التنظيم في محيط السد، منذ نحو خمسة أيام، وبالأسلحة المتوسطة والخفيفة، دون تغطية جوية من طيران التحالف بغية الحفاظ على جسم السد، كما قال.
وأوضح أن قواته تخوض المعارك بحرفية كبيرة، وذلك لحساسية القتال في المنطقة المحيطة بالسد في مدينة الطبقة، قائلا: "نحن نعتبر السد ثروة وطنية لا يمكن التفريط بها، ونحن متفقون على عدم استهداف السد أو محيطه بأي غارة جوية".
وردا على الصور الجوية الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، التي نشرها التحالف الدولي يوم الأحد، والتي أظهرت بحسب مراقبين، دمارا طال بناء التحكم بالسد بعد استهدافه من قبل قوات سوريا الديمقراطية، قال سلو: "قد يكون تم استهداف بعض الأبنية المحيطة بالسد التي يتحصن بها عناصر التنظيم، والتي ليس لها صلة بسلامة جسد السد"، وفق قوله.
واعتبر سلو أن الحديث عن ارتفاع منسوب المياه في البحيرة التي تقع خلف السد، "حديث مبالغ فيه"، مبينا أن قواته تتحكم بكميات المياه التي تصل إلى سد الفرات، من خلال سد تشرين الخاضع لسيطرتها.
وحول هدف قواته من المعارك التي تشنها على التنظيم، قال إن هدف قواته السيطرة على السد لتأمين حمايته، مشيرا إلى سيطرة القوات المعروفة اختصارا باسم "قسد" على مطار الطبقة العسكري، وإلى الإنزال الجوي الذي تم تنفيذه في وقت سابق.
وحمّل مدير المؤسسة العامة لسد الفرات، التي كانت تدير في السابق هذا المشروع الضخم، الغارات الأمريكية في اليومين الماضيين مسؤولية تعطيل نظم التحكم الداخلي ووقف عمل السد. وحذر من تنامي المخاطر التي قد تقود إلى فيضان وانهيارت مستقبلية في السد.
وحذرت الأمم المتحدة هذا العام من مخاطر فيضان كارثي إذا ما انهار السد المعرض لخطر ارتفاع منسوب المياه وأعمال تخريبية متعمدة من تنظيم الدولة، فضلا عن غارات جوية ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي السياق، حملت نقابة المهندسين الأحرار بحلب، قوات التحالف مسؤولية أي ضرر أو انهيار لسد الفرات أو لسد تشرين، وأوضحت النقابة في بيان تسلمت "
عربي21" نسخة منه، أنه بالنظر إلى المعايير الهندسية السليمة التي تم العمل بها لدى تشييد السد، والتي أخذت بالحسبان كل الظروف بما فيها طروف الحرب، فإنه لا يمكن الحديث عن انهيار سد الفرات أو سد تشرين، إلا بالقصف المباشر والمتعمد بالصواريخ الفراغية والارتجاجية من قبل المقاتلات الحربية.
يذكر أن التحالف الدولي كان قد أكد الأحد؛ أن قواته تتخذ كل الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة سد الطبقة، نافيا في الوقت ذاته استخدام ذخائر شديدة التفجير دون مبرر في المعارك التي تجري بمحيط السد.
هذا وتخوض قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، مدعومة بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، معارك عنيفة للسيطرة على سد الفرات ومدينة الطبقة القريبة منه، كما أنها تستعد للبدء بمعركة
الرقة، المدينة التي تعتبر المعقل الرئيس لتنظيم الدولة في سوريا.
والاثنين، قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها أوقفت مؤقتا العمليات العسكرية قرب سد الطبقة على نهر الفرات للسماح بتنفيذ أعمال هندسية في السد.
وقالت حملة قوات سوريا الديمقراطية على الرقة في بيان: "حرصا منا على سلامة سد الفرات واتخاذ التدابير اللازمة من أجل ذلك وبناء على طلب مديرية السدود، فإننا نقرر وقف عمليات في محيط سد الفرات لمدة 4 ساعات بدءا من ساعة الواحدة بعد الظهر وحتى الساعة الخامسة بتاريخ هذا اليوم 27-3-2017 وذلك من أجل أن يتمكن فريق المهندسين من الدخول إلى السد والقيام بعملهم"، وفق البيان.
والسد، وهو الأكبر في سوريا، ويمتد على مسافة 4.5 كيلومتر عبر نهر الفرات. وسيطر تنظيم الدولة عليه وعلى قاعدة جوية قريبة منه تقع على مسافة 40 كيلومترا من الرقة، وقت ذروة توسعه في سوريا والعراق في عام 2014. واستعادت قوات سوريا الديمقراطية قاعدة الطبقة الجوية أمس الأحد.
وفرت مئات الأسر من الطبقة لمناطق خارجية أكثر أمانا نسبيا مع تكثيف الضربات الجوية للتحالف في الأيام القليلة الماضية، وفقا لما رواه سكان سابقون على اتصال بأقاربهم هناك.