في ظل التوتر الذي يسود المنطقة؛ ومع قرب انعقاد
القمة العربية الثامنة والعشرون في الأردن؛ أسئلة وتوقعات عديدة مطروحة على الطاولة؛ والسؤال الأهم منها بحسب محلل
إسرائيلي، هو "كيف سترد إسرائيل على ترامب إذا طرح عليها خيار التطبيع مقابل إقامة الدولة الفلسطينية؟".
القمة ليست لحل مشكلات
وقال محلل الشؤون العربية في صحيفة "
هآرتس" العبرية،
تسفي برئيل: "في شهر آذار (مارس) من كل سنة تبدأ حملة زعماء الدول العربية للتحضير للقمة العربية؛ ومثل كل عام؛ سيتبين هذه السنة أن القمة العربية ليست الساحة التي يمكن أن يتم فيها حل مشكلات المنطقة".
وأضاف برئيل؛ في مقال له اليوم في "هآرتس"، أنه "هذه المرة يستضيف الأردن القمة (في الفترة بين 29-31 آذار/ مارس الحالي)، والتحضيرات تم استكمالها، والعمل السياسي والدبلوماسي يتم من وراء الكواليس عبر المكالمات الهاتفية وإرسال المبعوثين وصياغة التفاهمات كي تتمكن القمة من الخروج بإعلان مشترك يوافق عليه الجميع؛ فالوحدة العربية في هذا الحدث الاحتفالي، يجب أن تكون واضحة على الأقل".
وأشار إلى أن "جدول أعمال القمة يتضمن بها 30 موضوعا؛ بدءا من الحرب في اليمن التي لا يهتم بها أحد بالفعل ومرورا بالحرب السورية وانتهاء بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأوضح أن "هذه المرة يقول معظم المتحدثين بلسان الحكومات أن الموضوع الفلسطيني سيكون في مركز النقاش، وكأن هذا الصراع كان هامشيا في السنوات الماضية؛ فهو الصراع الوحيد الذي تعبر فيه الدول العربية عن الالتقاء، باستثناء الاستعراضات التي كان معمر القذافي يقدمها وهو يهزأ من التقصير العربي تجاه الفلسطينيين".
وتوقع المحلل الإسرائيلي؛ أن تشهد قمة الأردن "مفاجأة؛ فالأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، يتوقع أن يطرح الفلسطينيون اقتراحا سياسيا جديدا؛ فما هي التفاصيل وهل يوجد بالفعل اقتراح كهذا؟ لا أحد يعرف، حتى أن المصادر الفلسطينية لا تعرف من أين جاء أبو الغيط بهذا الاعتقاد".
مبادرة لم تنجح
وتابع أن المحلل المصري سعيد قدري "قدم الأسبوع الماضي توقعا لافتا حيث قال: إن الجامعة العربية قد تتبنى موقفا جديدا من الصراع (الفلسطيني الإسرائيلي) تستبدل فيه معادلة "الأرض مقابل السلام" بمعادلة تأييد إقامة الدولة الفلسطينية مقابل التطبيع العربي مع إسرائيل".
واستطرد برئيل معلقا على ذلك قائلا: "إن تقدير أبو الغيط يعتمد على الاعتراف العربي بأن المعادلة السابقة التي استندت إليها مبادرة السلام العربية لم تنجح في إقناع إسرائيل والإدارة الأمريكية على العمل، لأنها كانت طموحة جدا وشملت هضبة الجولان وقطاع غزة".
وتابع: "هناك محللون عرب تحدثت معهم هآرتس، يعتقدون أنه حان الوقت لتبني سياسة جديدة ملائمة للواقع الحالي".
وأورد المحلل الإسرائيلي في مقاله بعضا من أقول الصحفيين العرب؛ حيث كتب صحافي لبناني عبر البريد الإلكتروني: "إسرائيل تستمر في البناء في المستوطنات وتعمل على منع فرصة إقامة الدولة الفلسطينية".
ونقل عن صحافي أردني يعمل في صحيفة رسمية قوله: "ليس هناك للدول العربية رافعة ضغط على إسرائيل، لكن إذا تمسك دونالد ترامب بإقامة الدولة الفلسطينية ولم يعط الضوء الأخضر لتوسيع البناء الاسرائيلي في المناطق فستكون هذه فرصة لإقناعه بتبني الفكرة ومنحها الشرعية".
ولفت إلى أنه "بعد مرور بضعة أيام على انتهاء القمة العربية؛ يتوقع في 2 نيسان/ أبريل القادم أن يكون لقاء بين عبد الفتاح السيسي (رئيس النظام المصري) والرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ من أجل فتح صفحة جديدة في علاقة مصر بأمريكا بعد عهد الرئيس السابق بارك أوباما".
السيسي أغضب الخليج
وأوضح أن هذا اللقاء "يتطلب من السيسي التسلح بالموقف العربي قبل عقد اللقاء مع ترامب؛ من أجل المفاوضات مع الفلسطينيين؛ إلا أنه في مقابل المبادرة العربية التي تمت الموافقة عليها بالإجماع عام 2002، مصر غير متأكدة من أن السعودية ستوافق في هذه المرة، وذلك بسبب التوتر السائد بين الدولتين (السعودية ومصر)".
ونوه المحلل الإسرائيلي؛ إلى أن "سوريا التي كان لها قبل 15 عاما؛ موقف أساسي في القمة، هي مطرودة منها الآن، رغم وجود كرسي فارغ وضع عليه علم سوريا"، لافتا إلى أن "السيسي نجح في إغضاب دول الخليج في هذه السنة عندما أيد مبادرة روسيا في الأمم المتحدة حول سوريا، كما أن علاقته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليست جيدة".
و"في الأسبوع الماضي؛ وصل عباس إلى القاهرة واجتمع بالسيسي لأول مرة منذ عشرة أشهر؛ وذلك من أجل التعرض إلى وجبة ضغط أخرى وإقناعه بتليين شروطه للبدء في المفاوضات مع إسرائيل"، بحسب برئيل الذي رجح أن "الزيارة انتهت بالفشل رغم الإعلان المصري بأن العلاقة بين القاهرة ورام الله ممتازة؛ ويصمم عباس على أن تتوقف إسرائيل عن البناء في المستوطنات كشرط لاستئناف المفاوضات وأن يكون الموضوع الاول هو رسم الحدود".
والسؤال المطروح الآن، يقول المحلل الإسرائيلي، هو "كيف سترد إسرائيل على ترامب إذا طرح عليها خيار التطبيع مع العالم العربي مقابل إقامة الدولة الفلسطينية؟".