قال دبلوماسي عربي في واشنطن، إن
ترامب يسعى لتحقيق أهداف داخلية من الضربة العسكرية التي وجهتها بلاده لمطار الشريعات السوري، مشيرا إلى أن هذه الضربة "محسوبة وستكون معزولة وليس جزءا من حملة عسكرية مستمرة".
وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب من"عربي21" عدم الكشف عن هويته، إن ترامب يريد توظيف هذا الهجوم في معاركه الداخلية بشكل أساسي، وأنه يريد حربا أو إجراءات عسكرية على الأقل ليظهر بعض القوة خارج الولايات المتحدة.
وتابع الدبلوماسي إن مثل هذه الحرب ستخفف الهجوم الداخلي الذي يتعرض له ترامب منذ انتخابه، وأنه يسعى للاستفادة منها لإظهار أنه يستطيع مواجهة
روسيا، وهو ما يجعل الاتهامات التي توجه له بالارتباط بموسكو غير ذات صلة، بل "إن الاستمرار بها في ظل مواجهة ترامب مع روسيا، سيظهر من يمارس هذه الاتهامات وكأنه يساند "العدو""، بحسب قوله.
وأشار الدبلوماسي العربي إلى أن مواجهة ترامب لروسيا ستفقد موسكو قيمة أي تسجيلات تسيء للرئيس الأمريكي، في حال وجودها أصلا، "لأنها ستظهر كأنها بروباغاندا روسية للرد على موقف ترامب القوي ضدها... إن قرار ترامب بالهجوم على روسيا هو "ضربة معلم" من ميكافيلي محترف".
وأضاف الدبلوماسي العربي المقيم في واشنطن أن الأسد سفاح "وغبي" لدرجة أنه اعتقد أنه في حصانة ويستطيع ارتكاب أي جريمة دون رد، وبناء على ذلك فمن المتوقع "أنه نفذ الهجوم الكيماوي في خان شيخون ليبعث رسالة لإسرائيل، مفادها أنه لا يزال يمتلك أسلحة ردع كيماوية، وعلى الرغم من أنه لن يستخدم هذه الأسلحة ضد تل أبيب بل ضد شعبه كما فعل دائما، إلا أنه ربما أراد أن يظهر لإسرائيل امتلاكه أسلحة دمار شامل، خصوصا بعد تصاعد الغارات الإسرائيلية في الفترة الماضية ضد أهدافه وأهداف حزب الله، وهو ما يجعلني أتوقع أن تل أبيب هي من طلبت من ترامب أن يوجه هجومه ضد أهداف النظام كرد سريع ومباشر على "رسالة" الأسد، التي أرسلها عبر قتل أبناء شعبه!".
ويرى الدبلوماسي العربي أن الهجوم الأمريكي هو إجراء محسوب وغالبا سيكون معزولا، ومن غير المتوقع أن يكون بداية لتغيير استراتيجي في الموقف من الأزمة السورية. وبحسب رأيه، فإن القصف استهدف فقط المطار الذي يعتقد أن الأسلحة الكيماوية أطلقت منه ضد خان شيخون، وأنه لم يكن أكبر أو أخطر من الهجمات العديدة الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للنظام، ولم تحدث ضجة أو جدلا كالذي أحدثه الهجوم الأمريكي.