تتواصل معاناة نحو 30 ألف مدني في مدينة الطبقة غرب
الرقة، مع استمرار "قوات
سوريا الديمقراطية"، مدعومة بالتحالف، بحصار المدينة منذ الأسبوع الماضي، ما اضطر ببعضهم إلى المجازفة بحياته وأفراد عائلته هربا من الحصار، ليكون عرضة بذلك للألغام التي زرعها التنظيم، وكذلك لنيران "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تتربص بكل من يحاول الدخول إلى مناطق نفوذها.
وعلى وقع ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المدنيين الفارين من الطبقة، خلال الأيام الأخيرة، طالب مجلس الرقة المحلي التابع للمعارضة، الأمم المتحدة وقيادة التحالف الدولي بفتح ممرات آمنة، تفضي إلى خروج آمن للمدنيين، لكن هذه الخطوة جوبهت بانتقادات محلية، لما قيل إنها خطوة قد تمهد لتفريغ المدينة من سكانها.
وفي هذا السياق، كشف نائب رئيس مجلس محافظة الرقة محمد حجازي، عن تحضير المجلس لاجتماع استثنائي مع مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية، سيبحث فكرة إيجاد معابر آمنة، أمام المدنيين للخروج من مدينة الطبقة.
وحمّل حجازي خلال حديثه لـ"
عربي21"، قوات سوريا الديمقراطية مسؤولية ما وصفها بـ"المقتلة" التي تطبق بفكيها على الأهالي المحاصرين في المدينة.
وقال: "يحاول بعض الأهالي الهرب من موت الحصار، ليواجه الموت بقناصات قسد"، وأضاف أن "ما يجري كارثة إنسانية، يحاول كل العالم التعتيم عليها".
وعدا عن بحث الاجتماع المزمع لفكرة المعابر الإنسانية الآمنة، أكد حجازي عزم المجلس على البحث بمستقبل المدينة، وذلك بعد دحر التنظيم عنها، وقال: "كما توجد لدينا مخاوف على حياة المدنيين، لدينا مخاوف أيضا على مستقبل المدينة، ونخشى أن تعاد التجارب السابقة في مدينة تل أبيض"، في إشارة إلى تفرد الوحدات الكردية بحكم المدينة التي تقطنها غالبية عربية، بعد دحر التنظيم عنها.
ويعتقد حجازي أن الولايات المتحدة ستستجيب لمطالب مجلس محافظة الرقة، موضحا بالقول: "من الواضح أن الولايات المتحدة تنظر بعين الريبة إلى تصرفات الوحدات الكردية، وكذلك تدرك أنه في حال عدم محاسبتها على أفعالها، سيؤدي بالضرورة إلى التأثير على الأهالي، ودفعهم إلى مناصرة التنظيم، والالتفاف حوله"، على حد قوله.
بدوره، رأى المستشار الحكومي المنشق عن نظام الأسد، محمود سليمان الحاج الأحمد، في الدعوة لتوفير ممرات آمنة للأهالي في الطبقة، "تسهيلا لتهجير السكان، وتمهيد لإخلاء المنطقة".
وأشار الحاج الأحمد، من مدينة الرقة، إلى وجود بدائل من شأنها تجنيب المدنيين المزيد من الويلات، من بينها تحييد المناطق السكنية عن معارك القتال، كما قال.
وأضاف لـ"
عربي21": "إما أن نحافظ على حياة الأهالي في بيوتهم، أو لندعهم يتدبرون شأنهم، عوضا عن تنفيذ مخطط التهجير، الذي تحرص أطراف عدة على تنفيذه".
وتساءل الحاج الأحمد، عن مبرر إخراج السكان من مناطقهم، ومضى في تساؤلاته: "لماذا يتم التعتيم على المجازر التي ترتكبها قسد وقوات التحالف بحق سكان الرقة؟ لماذا لم ينبش الإعلام الدولي ببنت شفة حيال غرق الزورق الذي كان يحمل العشرات من الفاريين في بحيرة الفرات؟".
هذا وتتواصل المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف من جهة، وبين
تنظيم الدولة في محيط مزارع الصفصاف، الواقعة إلى الشرق من مدينة الطبقة، والتي تسعى قوات التنظيم إلى استعادتها بهدف كسر الحصار المفروض على قواتها داخل المدينة.