في أول خروج إعلامي رسمي لرئيس
الحكومة السابق، وأمين عام حزب
العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، فإنه واصل توجيه الرسائل إلى جميع الفاعلين في الحق السياسي
المغربي، بدءا من محيط الملك وصولا إلى قيادة الحزب.
وخلال كلمته التي ألقاها السبت، ونشرها الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية ليلة الاثنين، حرص ابن كيران على شكر شباب الحزب على دورهم في رفض الهزيمة، معلنا استمراره بالدفاع عن التعاقد مع الناس.
تدقيق مستشاري الملك
كشف رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، أن اثنين من مستشاري الملك "دققا" معه في كلام قاله في إحدى اللقاءات، بعد وشاية من أربعة زعماء لأحزاب سياسية أرسلوها إلى الديوان الملكي.
وقال ابن كيران إن "اثنين من مستشاري الملك جاءا إليه ودققا معه بشأن كلام قالت المعارضة إنه مناف للدستور واستقواء بالمؤسسة الملكية".
وأضاف: "تذكرون يوم ذهبت أربعة أحزاب سياسية إلى الديوان الملكي، تشتكي من ابن كيران، عليكم أن تعرفوا ما السبب. ولماذا ذهبوا إلى الديوان الملكي للشكوى مني؟".
وأوضح ابن كيران قائلا: "قدمت للمستشارين شريط الفيديو حول كلامي وأخذوا ذلك، لكنهم لم يسألوه بعدها عن الموضوع بعد أن تأكدوا أن مزاعم أحزاب المعارضة الأربعة غير صحيحة".
وسجل أن مستشاري الملك "لم يعودوا إلي ولم يسألوني بعدها لما سمعوا ما كان يقول الآخرون (زعماء المعارضة)، فأنا كنت أدفع عنكم وعن المغاربة".
وتابع ابن كيران: "فرغم شكاوى المعارضة إلا أن المغاربة وثقوا في العدالة والتنمية ومنحوه أصواتهم وعاقبوا الآخرين".
وكانت أربعة أحزاب سياسية خلال 2015، قد رفعت شكاية تظلم إلى الديوان الملكي تتهم فيها رئيس الحكومة السابق بالهجوم على بعض زعماء المعارضة، وانخراطه في حملة انتخابية سابقة لأوانها والاستقواء بالمؤسسة الملكية.
والأحزاب الأربعة هي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب الاستقلال، وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الدستوري.
الحزب في مرحلة صعبة جدا
اعترف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران، أن الحزب تقبل قرار إعفائه من تشكيل الحكومة، غير أنه بعد ذلك حدثت أشياء قاسية وصعبة وشديدة جدا على الحزب، مشيرا في السياق ذاته أن تلك الأحداث ليست من جنس الظروف الصعبة التي من شأنها قصم ظهر الحزب.
وقدم ابن كيران إشارات إلى الأوضاع داخل الحزب قائلا: "حتى تاريخ إعفائي من مهمة تشكيل الحكومة، كانت الأمور عادية داخل الحزب، بعد الإعفاء حدثت أمور لن نتحدث عنها الآن ولكن في المستقبل".
واعتبر أن "ترتيب الأولويات والقناعات داخل العدالة والتنمية هو خدمة الوطن حتى تصعد البلاد، وإذا جاء منها نفع معقول مرحبا، وإذا تعارضا نقدم الأولى على الثانية، المصلحة العامة على الخاصة".
وأفاد بأن "ما جرى داخل الحزب صعب جدا جدا وقاس جدا لأنه وقع داخل الحزب".
وأضاف: "اليوم الحزب لا يمر بمرحلة حساسة بل بمرحلة صعبة جدا، لأن التحدي اليوم داخلي، أما الخارجي فيمكنهم أن يفعلوا أي شيء يريدون، لكننا سنستمر في نفس الطريق مهما كلفنا الثمن".
وقال ابن كيران: "ليس من المصلحة الآن في البحث عن تفاصيل ما وقع، فوقت التقييم والمحاسبة سيأتي من أجل معرفة مسؤولية كل واحد، وذلك في إطار من الطمأنينة ضمن مؤسسات الحزب".
وشدد ابن كيران: "أنا مستمر معكم وسنواصل النضال والأيام بيننا".
لا راحة بعد اليوم
وقال عبد الإله بن كيران، إنه كان في وقت من الأوقات بعد قرار إعفائه من تشكيل الحكومة فكر في أن يرتاح، غير أن ما حدث بعد ذلك في تشكيل الحكومة دفعه للعدول عن فكرة الابتعاد عن الساحة السياسية.
وأوضح ابن كيران أن الالتزامات والوعود التي قطعها على نفسه أمام المواطنين، جعلته يفكر بألا يتخلى عن وعوده وأنه سيستمر في القيام بواجبه من الموقع الذي سيكون فيه.
وسجل: "كنت أتخيل أني سأرتاح لكن وجدت أن الظروف لا تسمح لي بالجلوس لأنني وجدت نفسي مقيدا بوعود وعهود قطعتها على نفسي وللمواطنين"، وقال: "أنا قطعت العهود للناس لكي أستمر معهم حتى النهاية فكيف نتخلى عنهم اليوم؟".
وأضاف: "لا أريد أن تعولوا علي وحدي، أنا واحد منكم، قد أكون أمينا عاما، وقد أكون عضوا، أنا الموقع الذي سأكون فيه سأستمر في القيام بواجبي فيه قدر المستطاع في إطار محبة هذه البلاد ودينها ووطنها وملكها وملكيتها ومؤسساتها. هذا هو الواقع الحقيقي الذي يزعج الكثير من الناس".
وقال ابن كيران: "لن نقوم بالثورة ولن نشارك فيها، حتى وإن عادت لن ندخل فيها لأننا ضد الفوضى في بلادنا، ولن نذهب إلى بيوتنا ونحاول حل مشاكلنا الشخصية ونعيش وننتقد لأن هذه حياتنا مجتمعين".