قال صحيفة "التايمز" الأمريكية، إن الرئيس التركي وعلى الرغم من خطورته ولأن الغرب لا يحبه، فإن "المنطقة بحاجة له كرجل قوي".
وقال الكاتب روجر بويز في مقاله "الشرق الأوسط بحاجة لأردوغان قوي" إنه على الرغم من "سوء الخيارات في حال فاز أو خسر
أردوغان نتيجة الاستفتاء المقبل فإن أردوغان قوي وسيتصرف بقيود دستورية وهو ما يعني طمأنينة للوضع الداخلي وتحوله إلى قوة استقرار هامة في سوريا".
ولفت إلى أن أردوغان الشخص الذي يكرهه الاتحاد الأوروبي لن يكون "ذلك الحاكم الديمقراطي الذي تريده
أوروبا أو الليبراليون الأتراك، لكنه يمكن أن يكون شبيها بلي كوان يو حاكم سنغافورة المستبد الذي حول بفضل حكمه سنغافورة من بلد من بلدان العالم الثالث إلى دولة متقدمة".
وأشار الكاتب من وجهة نظره إلى أن الأتراك أمام خيارين "أحلاهما مر"؛ الأول التصويت على الاستفتاء "لجعل أردوغان سلطانا، أو تجريده من خططه"، على حد وصفه.
وقال إن أردوغان إذا تمكن من تحويل
تركيا لدولة رئاسية فإنه "سيسيء استخدام صلاحياته ويستهدف حرية الإعلام وسير مؤسسات البلاد بحسب منتقديه".
وفي المقابل، قال الكاتب، إن أردوغان إذا ما خسر الانتخابات فإن العمل بقانون الطوارئ سيتواصل بعد فرضه الصيف الماضي إلى أجل غير مسمى.
وشدد الكاتب على أن أردوغان "الواثق من نفسه يجب أن يكون قادرا على الاعتراف بأن منقديه المحليين ليسوا إرهابيين لمجرد آرائهم المعارضة بالإضافة إلى تحقيق وعوده بمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا".
وأضاف: "في حال حقق أردوغان ذلك فإن الغرب سيتوقف على التعامل معه على أنه نسخة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وعلى الطرف الآخر قال الكاتب إن أوروبا إذا ما أرادت إعادة تأهيل أردوغان فإن عليها حل مشكلة المليشيات الكردية التي تستخدمها في الواقع كقوات غربية برية على الأرض.
ولفت إلى أن الغرب إذا ما دعم المليشيات الكردية للتخلص من "داعش" واحتلال الرقة "المدينة السنية أو سلموها للأسد والروس بطبيعة الحال فإن هذا ليس أمرا جيدا بالنسبة لتركيا".
وقال الكاتب إن "علينا أن نترك الأكراد السوريين بلطف لأنه لن يسمح لهم بإقامة دولة كردية مستقلة"..
وختم مقاله بالقول: "عاجلا أم آجلا الأوروبيون والأمريكيون والروس ودول الخليج والأتراك خصوصا سيقومون بإعادة بناء سوريا وخلق تصور جديد للشرق الأوسط ودفن الكثير من الجثث".
وأضاف أنه "يمكننا اعتبارا من الأسبوع المقبل أن ننتهي من فكرة التعامل مع أردوغان على أنه الشيطان المتجسد، لأن هناك شيطانا واحدا فقط ونعرف أين يعيش وبالطبع ليس في أنقرة".