هذا ما قال في خطابه من الكلام الفائض والكذب البواح والتزوير الصريح ومحاولة طمس المستور وهو المفضوح، ولكنه صمت صمت القبور عن قانون الخدمة المدنية الذي غضب من برلمانه حينما تحفظ عليه
هذه رواية تتعلق بالثورة المضادة وجنرالات العسكر والمنقلب الذي بات رئيسا وكان له الدور الأكبر وأوغل في الدماء قبل انقلابه الفاجر، في موقعة الجمل التي تم تدبيرها بالثاني من فبراير وأثناء ثورة يناير في العام 2011 سنجد المجلس العسكري ومخابراته الحربية ضالعين في وقائعها تدبيرا وتمريرا، تواطؤا وتمكينا.
قلنا مرارا وتكرارا إن الثورة المصرية وكذا الثورات العربية قامت بدور مهم باعتبارها تعبر عن مرحلة كاشفة وفارقة في آن واحد، وبهذا الاعتبار نجد ذلك أوضح ما يكون بصدد خطوط حمر فاصلة أكدتها هذه الثورة منذ أن قامت..
مجلس الانقلاب هو تمام هذه المنظومة وأحق معبر عنها في أساسه التزويري الفاضح، ودوره التهريجي والتدبيجي الواضح، وأشخاصه الهلاميين الذين ليسوا سوى ممثلين ومهرجين يتقافزون على حاضر الوطن وآلامه، ويتلاعبون بمستقبله وآماله..
علاقة "المنقلب السيسي" بالمياه خطيرة ومثيرة، ولكنها في كل الأحوال تكشف زيفه وكذبه وتزويره، مياه الفشل والتي تؤكد المرة تلو المرة فشلا ذريعا لمنظومة ونظام الانقلاب في تدبير معاش الناس اليومي من جراء بعض الأمطار الكاشفة الفاضحة خاصة في مدينة الإسكندرية..
في دولة الملاهي والتلاهي، والسب والسبوبة، تعيش العقول في غيبوبة حتى حين، حتى إذا أفاق الناس كانت اللعنة والنقمة على المزورين أيا كانت مواقعهم .. فالحذر الحذر لا تدخلوا الى ميدان اللهو والتلاهي، فإن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟.
التطور الطبيعي للانقلاب وكشوفه السيسية مستمر: بدءا من دولة ومؤسسات (كإن) الفاشلة الوهمية، إلى (دولة الضد) الفاسدة المفسدة التي تعمل ضد وظائف الدولة المعروفة والمألوفة، ثم دولة (المافيش.. مافيش)، و(الفاشوش في حكم قراقوش)..
انقلبت الدنيا ولم تقعد حين سرب مصدر مخابراتي (مطلع) أن رئيس الدولة المنتخب قد أرسل خطابا - لم يتحدث أحد عن مضمونه - إلى رئيس الكيان الصهيوني وفيه عبارة (عزيزي بيريز).. وتم إنتاج لبانة انقلابية بهذا العنوان كأنما هو تسريب فاضح..
لا تزال الطائرات تتساقط فوق رأس المنقلب ومنظومته الفاشلة الفاسدة، بداية من الطائرة التي اتهمت فيها دمية (أبلة فاهيتا) مرورا بالطائرة الروسية التي فضحت اللانظام واللاإعلام..
الإعلام الانقلابي لم يعد مصدقا حتى من الانقلابيين، ومعسكرهم مخنوق أشد الاختناق، وأصبح من العسير إخفاء ذلك.. والشباب راجع للميدان، والثورة تعيد ترتيب أوراقها، وعما قريب سوف لن يصح إلا الصحيح..
لأنه انقلاب على السنن الإلهية وقوانين الاجتماع الإنساني وانقلاب على طبائع الأشياء؛ فقد انقلبت عليه الأشياء وثار في وجهه ما بين الأرض والسماء. ظن المنقلب كما يظن كل متفرعن مغرور أن الأمور ماضية إلى استباب..
لماذا يسافر المنقلب بينما برلمانه القرطاسي يتشكل وسط عزوف شعبي منقطع النظير، وخيبة عريضة وفضيحة مدوية شاهدها العالم بأجمعه، يسافر ليتجول بالخارج والإسكندرية غارقة في سيول قاتلة وأهلها لا يجدون من يغيثهم أو يقف بجانبهم..