في لحظة عاطفية، ظننت أن "الحداية يمكن أن تلقي كتاكيت"، وتصورت أن الفريق أحمد شفيق، بعد أن بلغ من العمر أرذله، يمكن أن يصبح بطلاً، كما اعتقدت أن الفريق سامي عنان سينتصر لنفسه من الذين اغتالوا سمعته، وعملوا على اغتياله حقيقة. فإذا بي أمام سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.
لا يريد المهيب الركن عبد الفتاح السيسي، أن يطرح لنا رؤيته السياسية، حتى نراه، فهو يبدو دائماً مشغولاً بسحب الشعب المصري إلى " كازينو الشجرة"، وهو المكان التاريخي للعشاق، حيث يصبح هناك معنى لكلام المحبين، الذي يتوقف تماماً بعد الزواج، حيث يصيب العاشقين السابقين، ما يسمي بالخرس الزوجي!.
اليسار في مصر مهنة، قبل أن يكون توجهاً أيديولوجياً. تفتح له السلطة الأبواب فيثبت الولاء، وتغلقها في وجهه، فيقف علي باب القبول، منتظراً، وقد يتمرد أو يعارض، لكنه في النهاية يستهدف أن يتم النظر إليه بعين العطف والرعاية!
لم يتوقف الأمر علي تصوير السيجارة "المجروحة"، وأختها التي لم يتم بعد جرح كبريائها "بنفس"، فقد تم تصوير البطاقة الشخصية لنجل الرئيس وتوزيعها على مواقع التواصل الاجتماعي، في تصرف يليق بحالة العته المنغولي السائدة في أوساط الانقلابيين، أصحاب الملكية الفكرية لعلاج الايدز والالتهاب الكبدي "بصباع الكُفتة"
السيسي يريد ان يكشف عن وجهه الحقيقي بأنه الامتداد لعهد مبارك، لأن اللف والدوران سيكلفه من أمره رهقاً، وسيجعل هناك من يطالبونه بتحقيق أهداف ثورة يناير وإلا انقلبوا عليه، وهو الآن يريد أن يبدأ بالانقلاب، فمن لا تنقلب عليه ينقلب عليك.
فاجأنا الأخ الأستاذ عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، حتى ساعته وتاريخه، وهو في طريقه للشقيقة الكبرى موسكو، مرتدياً حلة مدنية جديدة، بدت شكلاً كما لو كانت خارجة من المصنع تواً، على نحو جعلني أظن للوهلة الأولى أنه إعلان عن مصنع ملابس جاهزة. وفي الوهلة الثانية اعتقدت
كأن هناك من عمِل لجماعة الانقلاب في مصر "عملاً سفلياً"، وربطه في ذيل حوت، وألقاه في النهر، فصاروا في تصرفاتهم كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وكلما خططوا لشيء فشل، كأن النحس حليفهم!
أعادني الأخ الاستاذ عبد الفتاح السيسي مشكوراً إلى أيام الطفولة، وذكرني بما نسيت، وهو يرتدي "بدلة" المشير قبل الموعد المقرر لاستحقاقه هذه الرتبة، فتذكرت ملابس العيد، والتي لم تكن سوى جلباً مخططاً، إذ أن "اللون السادة" كان مقرراً لمن بلغ أشده، أو من يريد أن يبدو أمام الناس أنه بلغ أشده!.