هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الهدف الأمريكي هو القضاء على مكانة سورية الإقليمية التي شكلت معبرا جيواستراتيجيا في المنطقة، وبعدما تحقق هذا الهدف لا بد من استمرار سوريا ضعيفة، وهذا لا يكون بقيام نظام ديمقراطي يعيد إنتاج الدولة والمجتمع، وإنما باستمرار السلطة الشمولية..
اختلف الكثيرون حول طبيعة الضربة الأمريكية للمقرات عسكرية تابعة للنظام السوري، بين من اعتبرها رسالة قوية لروسيا وبين من اعتبرها ضربة محدودة لحفظ ماء وجه ترامب، فيما ذهب موالون للمحور الإيراني السوري بأنها ضربة لا قيمة لها من الناحية الاستراتيجية ولا تغير في موازين القوى القائمة على الأرض.
الولايات المتحدة وإن كانت تتفق مع الرؤية الروسية، إلا أنها تعتقد أن المسار الإصلاحي الطويل والشائك لا بد أن ينتهي بانتخابات حرة.
موسكو تريد القول للمعارضة إن اتفاقها هو أفضل ما تم إلى الآن في سوريا، وعليهم الاختيار بين نموذجها هذا والمضي قدما معها في استراتيجيتها للمعادلة الميدانية على الأرض.
تحولت محافظة الرقة إلى ساحة اشتباك محلي ـ إقليمي ـ دولي تتنازعه خمس قوى عسكرية (روسيا / النظام، قوات سوريا الديمقراطية / الولايات المتحدة، تركيا).
مع انعقاد مفاوضات "جنيف 4" تكون المعارضة السورية والنظام قد اجتمعا في هذه المدينة ثلاث مرات (2014، 2016، 2017)، استثني منها عام 2015 حيث كانت العملية السياسية آنذاك في سُبات تام نتيجة الانتصارات التي حققتها فصائل المعارضة (جيش الفتح) في الشمال الغربي لسوريا.
مما لا شك فيه أن اجتماع أستانة استطاع تحريك المياه السياسية السورية الراكدة نحو أفق جديد لم تعرفهاالسنوات الماضية..
هذا الواقع يعقد العلاقة بين "أحرار الشام" و "جبهة فتح الشام" وإن تقولبا بقوالب عسكرية متباعدة، ويجعل المشهد العسكري للمعارضة المسلحة بشكل عام شمال غربي البلاد غير واضح ومفتوح على كل الاحتمالات.