هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قدم أبو الفتوح مشروعا وطنيا يقوم على عدة عوامل، وعند النظر إلى الوراء بعد 10 سنوات من نهاية حملته الانتخابية، نفهم أن أهم عامل قامت عليه أفكار وحملة أبو الفتوح، هو مفهوم العيش المشترك والتحام المصريين ككتلة واحدة، وإقرار وجود الخلافات بين الجميع..
ما يجري اليوم في مصر هو عملية ارضاء أو استرضاء وتدجين وإعادة من خرجوا غاضبين إلى حظيرة الدولة، أو بمعنى آخر إلى حضن السلطة، بالوسائل المعتادة
الاستبعاد إذاً لم يشمل الإخوان وحدهم، لكنه شمل مصر كلها، إلا من هذا اليسار الوظيفي، الذي يُستدعى للقيام بدور فيلبي، ثم يُركن على رف السلطة فلا تسمع له همساً، ليعود من جديد خادماً في البلاط، ثم يتصور أنه الباشا صاحب العزبة!
ما هو الجديد الذي أجبر السيسي على تغيير روايته من "حوار شامل لا يستثني أحدا" إلى حوار "يستثني فصيلا واحدا"؟
تواصلت التأكيدات الرسمية في مصر، بعدم توجيه أي دعوة لجماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في "الحوار الوطني" الذي دعا إليه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي..
تحرص البلاد (حتى الأكثر تخلفا) على وجود أجهزة ومؤسسات رقابية تحمي المواطن من الغش والاستغلال. وبغض النظر عن فاعلية هذه الأجهزة من عدمها، فهي موجودة بمقراتها وهياكلها وميزانياتها، ويمكن أن تقوم بواجباتها المنوطة بها إذا تولى أمرها شرفاء أتقياء..
قد أصابت دعوات المظلومين والمستضعفين شيماء جمال في مقتل، فلم يكن أحد يتخيل أن تموت شاهدة الزور، وأن تكون نهايتها بتلك الطريقة البشعة التي تمنتها هي لخصومها
علينا أن نسعى للقضاء على الدكتاتورية، وأن نحفظ للمواطن في بلادنا أياً كان اتجاهه السياسي الحقَ في التعبير عن رأيه، والحق في إنشاء التنظيمات السياسية والاجتماعية التي يمارس فيها نشاطه طالما لا يستخدم العنف في ذلك.. فإن هذا هو جوهر النظام السياسي في الإسلام
الباقوري تولى الأمر في حياة البنا نفسه، وبعد وفاته، لمدة تقترب من عامين
كان يمكن أن تستدير الحركة الإصلاحية وقتها 180 درجة، وتتجه بكل طاقتها إلى نفسها وإلى المجتمع.. فتبني رجالها وأبناءها بناء تربويا وفكريا قويا، وتنطلق بقيم "المأثورات" إلى عموم الناس بربوع القرى والبلدات؛ تعلمهم وتنورهم وترشدهم لطرق الخير التي تبني بها إنسانا وتشيد بها وطنا..
هذه المقدمات والتطورات تنبئ بأننا أمام حوار محكوم بالفشل، فهو لا يشمل قوى المعارضة الحقيقية ممثلة في جماعة الإخوان وحلفائها، كما أنه يستبعد قطاعات أخرى أقل معارضة، وتعمل من داخل الدولة، ولن يتطرق للقضايا الحساسة
نحن ممن يحبون الوطن والأهل، وحريصون على ديننا الحنيف بغير مزايدة ولا نفاق. فكان لزاما الرد على الملأ ليعرف الناس كيف نفكر جميعا، نحن وهم، والهدف هو التوصل لحل لصالح الوطن قبل أن يكون تسجيل انتصار لفصيل وإقصاء لآخر..
يا رجال الثورة استقيموا واستقبلوا قبلتكم الحقيقية، ولا تلتفتوا إلى أشياء فرعية لن تغني ولن تسمن من جوع، واتركوا من ارتضى أن يكون مطية للعسكر وأذنابه فعمل بمهمة نشر الخنوع والخضوع للعسكر ودس السم في العسل
إنهم الإخوان المسلمون، ومن يُشتبه بتعاطفه معهم، ومَن فارقهم ولم يناصبهم العداء.. فالجميع وطنيون إلا الإخوان، والجميع طيبون إلا الإخوان، والجميع واضحون إلا الإخوان، والجميع مَدعوون إلى (لا مؤاخذة) "الحوار الوطني" إلا الإخوان..
ما يملأ النفس حسرة هو هذا الهوان والعجز عن حلحلة قضية المعتقلين، إلا بالهرولة لتأييد الحوار الذي لم توجه الدعوة للمهرولين للمشاركة فيه، مع أن المعتقلين دفعوا ثمن الدفاع عن الشرعية ورفض الانقلاب العسكري..
نشهد حاليا تداعي نظرية الإسلام السياسي من الداخل، بعد أن أثبتت هذه النظرية السياسية في دول الربيع العربي أنها غير قادرة على الحياة والبقاء والاستمرار وعجز القائمين عليها ومن يمثلونها؛ عن اجتراح حلول لمشاكل حياة الناس اليومية من عمل وصحة وتعليم وبنية تحتية أو إحداث حالة نهوض في البلاد التي حكموها