هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعتقد أن العرب بواقعهم الحالي بمنأى عن أي إيجابية تُذكر مهما ناحت النائحات شرقاً وغرباً أن العالم سيتغير بعد جائحة كورونا..
من المؤكد أن العالم العربي سوف يتجه إلى حالة استبدادية مضاعفة، وهو يدرك أن موجة من الاضطرابات والفوضى قادمة لا محالة، ولذلك فهو يستثمر وقت الوباء لإعادة الترتيبات السياسية والمهام السلطوية، ويُجري تدريبات ويقوم بتجارب مختلفة على كافة الأصعدة السياسية والقانونية الإعلامية والأمنية والعسكرية
القول بأن من تداعيات أزمة كورونا سيكون اهتزاز شرعية هذه النظم؛ هو قول مغلوط إلى حد بعيد، ذلك أن عاقلاً في عالمنا العربي لم يذهب يوماً إلى حد الاقتناع أن هذه الانظمة تملك ولو مقدار وزن ريشة من الشرعية، فكيف ستتأثر شرعية لم تكن موجودة في يوم ما؟
المقصود بعلمنة السياسة، ليس إبعاد السياسي عن الديني، حيث أصبح الأخير خاضعا للأول ومحددا من قبله، بل المقصود هو نزع القدسية عن الأفكار والأيديولوجيات الدنيوية التي تفرضها الأنظمة التسلطية الاستبدادية على شعوبها..
لا يمكن مبدئيا فصل نتائج الوباء العامة عن تلك المحلية والإقليمية، لأن العالم كله سيتأثر بذلك بحسب طبيعة كل دولة وبحسب خصائصها السياسية والديمغرافية والاقتصادية خاصة..
رغم أن الوباء شمل إسرائيل والمقاومة والعالم كله، إلا أن إسرائيل تعتقد أن الوباء يمكن أن يكون قوة دافعة لصفقة القرن
في بلادنا وفي ظل تهالك المنظومات الطبية لأسباب يعرفها الكل، من فساد سياسي واقتصادي انعكس بالطبيعة على المنظومات الصحية في بلادنا، هبت الشعوب لإدراك ما لا يمكن أن تقوم به الحكومات بتاريخها المرضي في تداركه..
لقد ضاعت جهود وميزانيات صحية لعدة عقود في برامج غير عاجلة وغير مفيدة للمواطن العربي
حاولت غالبية الأنظمة العربية إثبات أنها أنظمة مختلفة وذات خصوصية مميزة على المستوى العالمي، عبر إنكار حصول أي إصابات بفيروس كورونا بين الشعوب التي يحكمونها، لعل ذلك يسجل في سجل ما تزعمه من إنجازات "تنموية وعسكرية وسياسية".
كان من أبرز تجليات تلك المدرسة الفكرية هي عجزها عن الوحدة العربية، وتفسخ الدولة الوطنية
الجراح التي أحدثها الطاغية في دمشق وما يماثله في أنظمة الاستبداد، لن تلتئم سريعاً، وستتبعها انهيارات لاحقة يخسر معها الإنسان العربي مع تمدد سيطرة الطاغية وتغول إجرامه
الطريق الوحيد من أجل مواجهة صفقة القرن وتشكيل جبهة المقاومة الشاملة يبدأ بوقف كل الصراعات والأزمات، ولو أدى ذلك لتقديم التنازلات والتخلي عن بعض المصالح والحسابات الضيقة..
في حين أن إسرائيل قد نجحت في معظم مهمتها في ما يتعلق بالنخب السياسية والتجارية، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا في احتواء طبقة المثقفين العرب، باستثناء من يُمنح من بينهم رواتب من الأنظمة الخليجية ومن المنظمات غير الحكومية الممولة من الغرب
لا شيء يمكن أن يمر في ظل الرفض الفلسطيني. ومن هنا لن تجرؤ معظم الدول العربية على تأييد الصفقة أو الدعوة لقبولها
المستبدون في المنطقة يعولون دائما في بقائهم على دعم الخارج عبر تحقيق مصالحه، خاصة بعد أن فقدوا الظهير الشعبي في الداخل.