هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لقد كانت التهديدات التركية عالية الصوت مرتفعة السقف، لكن الفعل التركي ليس مرشحاً للوصول إلى مرحلة التدخل العسكري.
ثلاثة متغيرات رئيسة جسرت سريعاً جزءاً مهماً من الهوة بين أنقرة وطهران وقربت المسافات بينهما كما لم تكن يوماً.
قدمت إيران في هذه الزيارة خطوات عملية لتأكيد تقاربها مع أنقرة، مثل الاتفاق على أمن الحدود المشتركة المهم أمنياً واقتصادياً للطرفين.
في ظل التعاون الروسي مع تركيا وانشغال واشنطن (والمنظمات الكردية) بمعركة الرقة وعدم قدرتها على منع هذا السيناريو، سيكون من المفروغ منه تحقيق أنقرة جزءا مهما مما تريده من أهداف "سيف الفرات" المفترضة في وقت قصير نسبيا..
إنها أكبر من أزمة خليجية - خليجية وأسبابها مركبة جداً وعواقبها أخطر من أن يحيط بها مقال مختصر، إلا أن الثابت الوحيد ربما أن كرة الثلج قد تدحرجت من أعلى القمة وبات من الصعب إن لم يكن من المستحيل إعادة العلاقات والأوضاع إلى سابق عهدها دون تنازلات كبيرة أو تحولات عميقة.
يمكن اعتبار مؤتمر حزب العدالة والتنمية الاستثنائي صفارة البداية لاستعدادات الحزب بقيادة اردوغان لعام 2019، الذي سيشهد سريان النظام الرئاسي فعلياً بما يعنيه ذلك من تحديات جديدة أمام الحزب وتركيا.
يدرك صانع القرار في أنقرة بالتأكيد مدى الدعم الأمريكي والروسي المقدم للفصائل الكردية المسلحة (حزب الاتحاد الديمقراطي وأذرعه) في سوريا بما قد ينعكس بالسلب على الملف الكردي الداخلي، ويعلم أن كل جهوده قد لا تستطيع في نهاية المطاف منع هذا المشروع..
يمكن إذن وضع الخطاب التركي عالي السقف وحاد المصطلحات في إطار الضغط على طهران ومحاولة إنتاج حالة من التوازن النسبي معها في المنطقة، بينما ليس من المتوقع ولا المنطقي أن يتحول ذلك الخطاب إلى مواجهة مباشرة وعلنية وفق المعطيات الحالية.
في مئوية وعد بلفور المشؤوم، يملك الشعب الفلسطيني في الخارج أن يعود لقلب القضية الفلسطينية ومعادلة التأثير في الصراع إن أحسن الرؤية والاستراتيجية والعمل والتطوير والمتابعة والتحسين.
لم تعد تركيا منذ فترة النموذج الذي يبشر به الغرب ويروج له، وقرائن الضغوط الخارجية واستهداف تركيا عموما وأردوغان خاصة لا تخطئه عين المتابع.
ليس ثمة ما يشير إلى اختراقات كبيرة محتملة على صعيد ما يمكن لأنقرة أن تقدمه في القضية الفلسطينية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأجندة التركية في الداخل والإقليم وتطورات القضية الفلسطينية ذاتها.
ثمة توجه تركي استراتيجي في السياسة الخارجية نحو الشرق وابتعاد عن الغرب الذي حسبت عليه ومنه وإن لم تقبل فيه منذ تأسيس الجمهورية عام 1923، وهناك حسابات وتعارض مصالح بينها وبين روسيا في الأزمة السورية، وهناك وافد جديد على البيت الأبيض لم تتضح بعدُ رؤيته بخصوص العلاقة مع تركيا وروسيا والموقف من قضايا ال
دون معالجة أسباب ظهور داعش الكثيرة لا يمكن الحديث عن القضاء عليه. ربما سينكسر التنظيم عسكرياً ومرحلياً، لكن محاربيه الأجانب لن يعودوا لبلادهم ومقاتليه من أهل سوريا والعراق سيبقوا في أراضيهم في انتظار الفرصة السانحة.
في حال التزم العدالة والتنمية بالجدول الزمني الذي تعهد به، فسيكون مقترحه معروضا للنقاش تحت قبة البرلمان خلال أيام، وثمة فرصة كبيرة جدا أن يحصل لدى التصويت عليه على النسبة المطلوبة لعرضه على الشعب..
هكذا تخرج مسيرة العدالة والتنمية من قالب "الحركة الإسلامية" التي يجب أن ندافع عن تفاصيل التفاصيل بخصوصها بدون أي حس نقدي ونتماهى مع أغلب/كل قراراتها وسياساتها.
ينبغي متابعة ردات الفعل السياسية والميدانية للطرفين المذكورين ردا على التفجير، لجهة الخطاب السياسي المتعلق بمسؤوليات الحكومة، ولجهة أي عمل عسكري محتمل من الكردستاني، ومن زاوية الخطاب المقدم للشارع الكردي..