هاجمت
وزارة الخارجية المغربية، جمهورية
فنزويلا واتهمت نظام الحكم في جمهورية أمريكا الجنوبية، بـ"الأقلية الأوليغارشية في السلطة"، في تطور نوعي وغير مسبوق من طرف المغرب تجاه فنزويلا.
التصعيد المغربي تجاه فنزويلا جاء في أعقاب مداخلة لممثل "كراكاس" في
الأمم المتحدة، الذي قارن بين فلسطين والصحراء الغربية، واعتبرهما خاضعتين "للاحتلال".
هجوم الخارجية
وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن المملكة المغربية، تتابع ببالغ القلق الوضع الداخلي بجمهورية فنزويلا البوليفارية.
وعبرت الوزارة في بلاغ أصدرته الخميس، أن المملكة المغربية "تأسف لكون المظاهرات السلمية التي شهدتها فنزويبلا هذا الأسبوع، خلفت العديد من الضحايا، بما في ذلك تسجيل وفيات وسط الشباب الذين شاركوا في هذه المظاهرات".
و تابعت "هذه الوضعية لا تتناسب مع الموارد المهمة من المحروقات التي يزخر بها البلد، والتي تظل، للأسف، تحت سيطرة أقلية أوليغارشية في السلطة".
وأضافت الخارجية المغربية إن "المظاهرات الشعبية الواسعة التي تشهدها فنزويلا، هي نتيجة للتدهور العميق للوضعية السياسية، والاقتصادية والاجتماعية في البلاد".
وأوضحت أن "المواطنين الفنزويليين يجدون أنفسهم محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية، مثل التطبيب، والتغذية، والولوج إلى ماء الشرب والخدمات الاجتماعية الأساسية".
وأفاد البلاغ أن "المملكة المغربية إذ تندد بشدة بانتهاك الحقوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في هذا البلد، تدعو الحكومة الفنزويلية إلى التدبير السلمي لهذه الأزمة واحترام التزاماتها الدولية".
أصل القضية
ودعا السفير الفنزويلي لدى الأمم المتحدة، رافاييل راميريز، إلى اعتبار فلسطين والصحراء الغربية (مغربية) مناطق محتلة، وتوجيه العناية إلى خلق تنمية مستدامة بها.
وأكد رافاييل راميريز سفير فنزويلا خلال النقاش الذي جرى الثلاثاء 18 أبريل نيسان الجاري، بمقر الأمم المتحدة، حول تمويل أهداف التنمية المستدامة، حول أحقية
الصحراء المحتلة من الأنشطة الأممية.
وطالب ممثل فنزويلا بأن يتم أخذ الأراضي المحتلة، كفلسطين والصحراء المغربية، بعين الاعتبار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
معركة الأمم المتحدة
وسخر السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، من هذا الأمر متسائلا عما إذا كان ممثل فنزويلا قد أخطأ الاجتماع أو الأجندة في إشارته إلى الصحراء المغربية.
وأوضح عمر هلال، بحسب ما أفادت وكالة "المغرب العربي للأنباء"، أن "المغرب لم ينتظر المصادقة على أهداف التنمية المستدامة لإطلاق نموذج للتنمية المستدامة في الصحراء بغلاف مالي قدره 7 ملايير دولار".
وسجل أن "معدل الاستثمارات بهذه المنطقة يضمن تحقيق تنمية مستدامة بانخراط ومشاركة مكونات ساكنيها كافة. والحال ليس كذلك بالنسبة لفنزويلا، آخر ديكتاتورية في أمريكا اللاتينية".
وأفاد السفير، أن الرجال والنساء والأطفال بالصحراء المغربية، يتوفرون على كل ما يحتاجون إليه، ولا يعبرون الحدود للحصول على المواد الغذائية، كما هو الحال في فنزويلا حاليا".
واستغرب هلال "الدعوة التي أطلقها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للحصول على مساعدة إنسانية من الأمم المتحدة، والتي يقر من خلالها بالفشل الذريع لنظامه، في وقت تتوفر فيه البلاد على النفط والغاز".
ووصف الدبلوماسي المغربي هذا الطلب "بالدليل على إفلاس حكومته، وخصوصا دبلوماسيته".
وتابع أنه "في الوقت الذي لا يجد فيه شعبه الأدوية للتداوي، ولا الأطعمة للغذاء، ولا الحليب لإطعام الرضع، زد على ذلك إقدام الحكومة على إغلاق المدارس لتوفير الكهرباء، يسمح سفيرها بنيويورك لنفسه بالتجول في طائرتيه الخاصتين بالولايات المتحدة وبلدان الكاريبي".
وشدد السفير عمر هلال على أنه لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة في غياب الديمقراطية، ودون احترام حقوق الإنسان، ودولة الحق والقانون".
وطالب هلال "السفير الفنزويلي بشكل مباشر بالتحلي بالتواضع، لأنه لا يمكنه أن يعطي دروسا للمغرب في وقت يقوم فيه نظامه بتجويع شعبه، وإطلاق النار يوميا على المتظاهرين السلميين، الذين يتطلعون فقط للديمقراطية والكرامة، والغذاء للبقاء على قيد الحياة".
وتعيش فنزويلا منذ أشهر على وقع احتجاجات سياسية واجتماعية بسبب الانهيار الاقتصادي، الذي تتهم قوى المعارضة حكومة مادورو بالمسؤولية عنه.
وتعد فنزويلا وكوبا أكثر الدول الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب، والداعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية.