أعلنت وزارة الخارجية
المغربية، عودة علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية
كوبا، بعد قطيعة بين البلدين انطلقت منذ 1980، بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه الجمهورية الشيوعية لجبهة البوليساريو التي تدعو لانفصال الصحراء عن المغرب.
وأعلنت "الرباط" في بلاغ نشره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية والتعاون في ساعات متأخرة من ليلة الجمعة، أنها قررت إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع كوبا، مؤكدة أنها ستفتح سفارة في الآجال القريبة بـ"هافانا".
وقال بلاغ لوزارة الخارجية والتعاون الدولي: "تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، الملك
محمد السادس، أعادت المملكة المغربية علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية كوبا".
وأضافت الخارجية المغربية أن هذا القرار يندرج "في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية من أجل دبلوماسية استباقية ومنفتحة على شركاء ومجالات جغرافية جديدة".
وأكدت أن العاهل المغربي أعطى تعليماته بافتتاح سفارة للمملكة في العاصمة الكوبية هافانا في أجل قريب.
وذكر بلاغ وزارة الخارجية المغربية، أنه تم توقيع بلاغ مشترك بين البعثات الدائمة للبلدين لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، يتضمن، على الخصوص، إعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء.
الاتفاق
ووقع السفيران الممثلان الدائمان للمملكة المغربية وجمهورية كوبا لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، وأنايانسي رودريغيز كاميخو، اتفاقا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية كوبا على مستوى السفراء.
الاتفاق الذي تم توقيعه الجمعة بنيويورك ووزعت نسخة منه وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية)، هو "اتفاق بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية كوبا".
ومضى محضر الاتفاق يقول: "قررت حكومة المملكة المغربية وحكومة جمهورية كوبا، استئناف العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء، والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من تاريخ توقيع هذا الاتفاق".
ونص الاتفاق على أن البلدين "تحدوهما إرادة متبادلة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها".
وزاد الاتفاق: "اقتناعا منهما بأن استئناف العلاقات الدبلوماسية وفقا للمبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وقع المفوضان الموقعان أدناه هذا الاتفاق في نسختين، باللغة الإسبانية والإنجليزية والعربية، وكل نص متساو في حجيته، وتماشيا مع الروح والقواعد المنصوص عليها في اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية لـ18 أبريل 1961، والتي تعكس مصالح البلدين، وتساهم في تعزيز السلم والأمن الدوليين".
ويسود اعتقاد واسع بأن هذه الخطوة المغربية تأتي في إطار ما أصبح معروفا داخل الأوساط البحثية في المغرب بـ"الدبلوماسية الهجومية" التي تبنتها الرباط في الفترة الأخيرة، والتي تجلت من خلال العودة إلى الاتحاد الأفريقي بعد عقود من القطيعة.
ويعتبر مراقبون أن المغرب ربح أشواطا كثيرة من خلال اعتماده هذا النمط الجديد في تدبير قضية الصحراء، حيث إنه زاوج بين الحضور السياسي والاقتصادي في القارة السمراء مثلا وبين الحضور الدبلوماسي دفاعا عن الوحدة الترابية.
وتأتي إعادة العلاقات المغربية الكوبية بعد قطيعة 37 سنة، في أعقاب زيارة سياحة غير رسمية قام بها العاهل المغربي برفقة عائلته إلى جزيرة كايو سانت ماريا، وهي أول زيارة من نوعها لملك مغربي إلى هذا البلد منذ إعلان القطيعة.
وقطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع كوبا عام 1980 إبان فترة حكم الراحلين، العاهل المغربي الحسن الثاني والرئيس الكوبي فيديل كاسترو، بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه كوبا لجبهة البوليساريو (الانفصالية)، ولا تزال كوبا إحدى الدول التي تعترف بـ"الجمهورية الصحراوية" التي تعلنها هذه الجبهة ولا تعترف بها الأمم المتحدة.