أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس وثيقتها السياسية الجديدة في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة بحضور قادة الحركة في الخارج وقطاع غزة.
وحصلت "عربي21" على النسخة الكاملة والحرفية للوثيقة المكونة من 42 بندا، وقد عنونتها الحركة بـ"وثيقة المبادئ والسياسات العامة".
وبدأ رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل حديثه عن الوثيقة بالتأكيد على جملة من الأفكار والملاحظات التي توضح ظروف وأسباب إعداد الوثيقة، كما أكد أن الحركة لا تعترف بـ"إسرائيل ولا تتنازل عن أي جزء من أرض فلسطين مهما كانت الأسباب ومهما طال الاحتلال".
وأوضح أن قيادتها بدأت قبل أربع سنوات الإعداد للوثيقة و"توافقت قيادة الحركة على ضرورة وثيقة سياسية تعكس تطور الفكر السياسي لحماس طيلة الـ30 سنة الماضية"، ومرت الوثيقة بمراحل متعددة إلى أن وصلت للصورة الحالية.
وأكد مشعل أن "الوثيقة السياسية "لم تُطبخ على عجل" وشارك في صياغتها قادة الحركة في الداخل والخارج، وهي ليست اجتهادا شخصيا أو من مجموعة واحدة بل نتجت عن تراض عام وإجماع في أوساط الحركة".
كما أشار مشعل إلى أن "حماس حركة حيوية متجددة تتطور في وعيها وفكرها وأدائها السياسي كما تتطور في أدائها المقاوم والنضالي، وهي تقدم بهذه الوثيقة نموذجا في التطور والانفتاح دون الإخلال بأصل المشروع ولا بالثوابت والحقوق لشعبنا".
مقاومة صلبة ولا نعادي اليهود
ولفت قائد حماس إلى أن الحركة "اختارت أن تجمع بين مقاومة صلبة في مقاومة الاحتلال وفكر وسطي معتدل وعقل سياسي منفتح"، وأنها تقدم الوثيقة لتكون "نموذجا في التطور والانفتاح دون الإخلال بأصل المشروع ولا بالثوابت والحقوق لشعبنا".
وبخصوص العلاقة مع الاحتلال، أكدت الوثيقة كما قال مشعل أن "حماس ترفض المساس بالمقاومة وسلاحها وتؤكد الحق في تطوير وسائلها"، وأن "الصراع هو مع المشروع الصهيوني وليس مع اليهود بسبب ديانتهم".
كما لفت مشعل بحسب الوثيقة أن إلى أن حماس تعتبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 هي "صيغة توافقية دون التنازل عن كامل فلسطين التاريخية".
العلاقة مع الاخوان
وفيما يتعلق بعلاقة الحركة مع جماعة الإخوان المسلمين والجدل الذي ثار بشانها، أكد مشعل أن "حماس جزء من المدرسة الإخوانية فكريا، لكننا تنظيم فلسطيني مستقل بذاته وليس تابعا لأي تنظيم هنا أو هناك".
وأضاف: حماس تمتلك من الرجولة بحيث لا تتنكر لفكرها وتاريخا، وحماس لا تنصرف عن الناس حينما تكثر عليهم السهام".
المفاوضات
وردا على سؤال بشأن رؤية حماس للمفاوضات قال مشعل: "نرفض الضغوط علينا، ولكن لا نرفض أي جهد عربي أو إقليمي أو دولي يحقق لشعبنا التخلص مع الاحتلال وأن يعيش في دولة مستقلة بسيادة حقيقية دون المس بثوابته ـو تضييع حقوقه".
وأضاف مشعل: "التفاوض ليس ثابتا، هو سياسة والأعداء يتفاوضون كما تفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم مع أعدائه، وكما تفاوض صلاح الدين الأيوبي مع أعدائه، فالتفاوض بالنسبة لنا أداء ووسيلة، لكن سياستنا اليوم هي عدم التفاوض المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي".
وعلق مشعل على سؤال بشأن تعاطي حماس مع الطروحات الغربية بالقول: نحن نتعاطى مع الواقع السياسي، ولو أرادت حماس أن تكون في العواصم الأوروبية لكانت منذ سنوات بعيدة، وحماس ليس لها شهوة أن تكون في العواصم الأوروبية على حساب شعبنا الفلسطيني".
وبشأن تعليق حكومة الاحتلال على الوثيقة السياسية للحركة، قال مشعل: "إسرائيل تريدنا ضعفاء على الأرض ونحن نعمل على عكس ما يريده الاحتلال الذي لا يحترم إلاً لغة القوة والمقاومة".