فازت كتلة الوفاء الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس، الأربعاء، بانتخابات مجلس الطلبة في
جامعة بيرزيت برام الله، ثاني أكبر جامعات الضفة الغربية.
وحصلت الكتلة الإسلامية على 25 مقعدا، وتلتها كتلة الشهيد ياسر عرفات (ذراع
حركة فتح الطلابية) بـ22 مقعدا، ثم القطب الطلابي (ذراع الجبهة الشعبية) بأربعة مقاعد، لتكون هذه هي المرة الثالثة على التوالي، التي تفوز فيها كتلة حماس الطلابية في انتخابات بيرزيت، التي شهدت هذا العام نسبة إقبال بلغت 74 بالمئة.
نكهة سياسية
وقال مناظر الكتلة الإسلامية عبد الرحمن حمدان، إن "هذا الفوز يأتي ثمرة لأعوام من العمل المتواصل، والخدمات التي تقدمها الكتلة والمجلس الذي تقوده لطلبة الجامعة، وهو كذلك فوز لمشروع المقاومة الذي تمثله حماس؛ على مشروع المفاوضات الذي تنتهجه فتح بقيادة الرئيس عباس".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "الحملات الأمنية المتواصلة بحق الكتلة، سواء من الاحتلال الذي يعتقل أكثر من 40 طالبا من أبنائها، آخرهم رئيس المجلس أحمد العايش الذي اعتقل صباح اليوم (الأربعاء)، أو من الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تستهدفنا بالاعتقال والملاحقة الدائمة؛ إضافة إلى الضخ المالي، والتلفيق الإعلامي، لم تستطع التأثير في وعي الطالب الذي صوت مجددا للكتلة الإسلامية".
وحاولت "
عربي21" الاتصال بممثلي حركة
الشبيبة الطلابية التابعة لـ"فتح" في "بيرزيت" أو الضفة عموما، إلا أن أيا منهم لم يجب على هاتفه.
من جهته؛ قال الناطق باسم حركة فتح، منير الجاغوب، إن "انتخابات جامعة بيزيت تعزيز لنهج الديمقراطية الذي آمنت بها الحركة على المستويين التنظيمي والوطني"، متمنيا أن "تعقد انتخابات مجالس الطلبة في جامعة قطاع غزة" وفق تعبيره.
وتابع: "الشبيبة فازت في انتخابات ثماني جامعات ومعاهد في الضفة الغربية خلال الفترة القريبة الماضية، وتقدمت مقعدا في انتخابات بيرزيت عن العام الماضي، ولا يمكن أخذ نتائج جامعة واحدة واعتبارها مقياسا للرأي العام الفلسطيني، بل يجب أخذ كل الجامعات رزمة واحدة".
وأوضح الجاغوب لـ"
عربي21" أنه "لو كانت هناك حملة أمنية من السلطة تستهدف الكتلة كما تقول حماس؛ لفازت الشبيبة في بيزيت، كما حدث في جامعة النجاح بنابلس مؤخرا"، مؤكدا أن "التنظيمات الفلسطينية عموما متراجعة؛ بسبب الانقسام والفقر والبطالة، وعدم قدرتها على تقديم البدائل والحلول للمواطنين".
إدارات ومسارات مختلفة
ويرى مراقبون أن هناك فروقا حقيقية بين الانتخابات الطلابية في جامعة بيزيت، وبين قريناتها في الضفة الغربية، تتعلق بطبيعة الإدارات ومواقفها وتوجهاتها، بالإضافة إلى طبيعة الحركة الطلابية والمسارات الانتخابية فيها.
وحول هذا الموضوع؛ رأى الكاتب الفلسطيني والقائد الطلابي السابق في جامعة بيزيت، ساري عرابي، أن "هناك ثلاث نقاط رئيسة تختلف فيها جامعة بيرزيت عن سواها من جامعات الضفة، وهي التي أسهمت في فوز كتلة حماس الطلابية فيها، أولها أن ظروف العمل الطلابي في جامعة بيرزيت أفضل وأكثر استمرارية من سواها".
وأوضح أنه "في كثير من جامعات الضفة؛ أجلت الانتخابات أكثر من مرة، ومنع العمل الطلابي الحزبي عموما، وهو ما أدى إلى عدم قدرة الطلبة على التعرف على الكتلة الإسلامية، بفعل إقصاء الاحتلال والسلطة لحماس عن المجال العام، بينما تمثل الشبيبة حركة فتح والسلطة الفلسطينية اللتين تملآن المجال العام السياسي والاقتصادي والأمني".
وتابع عرابي لـ"
عربي21": "أما العامل الثاني؛ فهو قيام بعض الجامعات بأفعال أفضت إلى حظر الكتلة الإسلامية فعليا داخلها، بعد ذروة أحداث الانقسام في عام 2007، فأخذت الكتلة الإسلامية فيها سنوات طويلة للتعافي من آثار الحظر، بينما لم تقم إدارة جامعة بيرزيت بمثل هذه التصرفات، كما أن كتلتها الإسلامية بدأت مبكرا في مواجهة محاولات الحظر والملاحقة الرسمية الفلسطينية".
أما العامل الثالث، وفق عرابي، فهو "الممارسات المنحازة بشكل واضح، التي مارستها إدارات بعض الجامعات خلال العمليات الانتخابية الأخيرة، وهو ما زهّد الطلبة بالمشاركة في عملية انتخابية مشكوك في نزاهتها، ما انعكس على نسب الإقبال الضعيفة التي اقتربت من 58 بالمئة في انتخابات جامعة النجاح مثلا".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "الانتخابات الطلابية عموما تمتلك قدرا من التمثيل النسبي لتوجهات الشارع، وهي تعكس أساسا أن الفلسطينيين ما زالوا منقسمين بين الفصيلين الكبيرين (حماس وفتح)، وأن أيا من القوى الفلسطينية الأخرى لم تستطع أن تستغل الفرصة لتعزيز حضورها، أو ملء الفراغ الذي تركه إقصاء حماس في الضفة".
نتائج أكبر لـ"حماس"
واتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبدالستار قاسم، مع عرابي في دور إدارة بيرزيت في "تهيئة أجواء ديمقراطية تتيح لكل القوى العمل بحرية، خلافا لجامعات أخرى يسيطر عليها الأمن" وفق قوله.
وقال لـ"
عربي21" إن "هذه الانتخابات هي تصويت حول الخيارات السياسية، وليست انتخابات طلابية فحسب"، مؤكدا أنه "في الموقع الذي تتوفر فيه بيئة من الحرية؛ فإن الناس تختار المقاومة، وترفض مسار المفاوضات".
ورأى قاسم أن الكتلة الإسلامية و"حماس" تستطيعان الحصول على نتائج أكبر في مختلف المواقع، لو تهيأت ظروف من الديمقراطية والحرية، وغابت القبضة الأمنية، ذاهبا إلى القول بأن "الناس لا يريدون السلطة.. وإن الشيء الوحيد الذي يحافظ عليها هو الرواتب".