استنتج مركز أبحاث إسرائيلي أن الولايات المتحدة شرعت مؤخرا في خطوات لتقليص قدرة
إيران على الاستفادة من وجودها في العراق وسوريا في تحقيق مصالحها الاستراتيجية.
وفي ورقة تقدير موقف صدرت عنه، أوضح "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية" التابع لجامعة "بار إيلان"، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية أن الجيش الأمريكي قام بعمليات عسكرية تهدف إلى منع طهران من "إرساء تواصل إقليمي يربط طهران وبغداد ودمشق وبيروت".
وبحسب الورقة التي نشرت على موقعه، فإن الغارات غير المسبوقة التي شنها مؤخرا الطيران الأمريكي ضد قوافل الإمداد التي تتجه لقاعدة "التنف" العسكرية التابعة لجيش النظام السوري عند مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية تمثل بدء التحرك العسكري الأمريكي.
وبحسب معد الورقة، البروفيسور هيليل فريتش، فإن الغارات التي استهدفت قوات تابعة للنظام مدعومة بمليشيات شيعية كانت في طريقها لقاعدة "التنف" تعد "مركبا من مركبات استراتيجية أمريكية تهدف إلى الحيلولة دون تمكين إيران من إرساء
الهلال الشيعي".
ونوهت الورقة إلى أن التحرك العسكري الأمريكي يهدف إلى تقليص المكاسب التي حققتها إيران من الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2010 "إلى جانب التلويح للإيرانيين بأن السياسة التي اتبعتها إدارة أوباما لم تعد قائمة".
واعتبرت الورقة أنه "على الرغم من أن وسائل الإعلام لم تسلط الضوء على الهجوم الذي استهدف قوافل الإمداد المتجهة لقاعدة التنف، فإن هذه الخطوة تعد التحرك الأمريكي الاستراتيجي الأبرز" منذ اندلاع الثورة السورية في 2011.
وخلص فريتش إلى أن الأمريكيين توصلوا إلى استنتاج بأن قوات الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية العاملة في
سوريا تسعى من خلال تعزيز التواجد على مثلث الحدود الأردنية السورية العراقية لإيجاد واقع يسمح بالتواصل المباشر بينها وبين قوات الحشد الشعبي الشيعية التي تقاتل حاليا في منطقة الموصل.