نشرت صحيفة "الغارديان" مقابلة، أجرتها برايدي جابور، مع الكاتبة الأسترالية، من أصل فلسطيني،
أمل عوض.
وتشير المقابلة، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن عوض، التي خبرت الثقافتين العربية والغربية، قامت بمقابلة 60 امرأة في أستراليا والشرق الأوسط، وسألتهن عن المساواة والدين والحب والثقافة وغير ذلك، لكتابها الذي صدر مؤخرا "ما وراء كليشهات الحجاب: الحياة الحقيقية للمرأة العربية".
وتجيب عوض ردا على سؤال حول ما تعدّه مثيرا، قائلة: "أنا فرحة جدا بكتابي؛ لأنني أشعر أنه لم يفعل بهذه الطريقة من قبل، أي ما فعلته بأصوات هؤلاء
النساء، أسمي كتابي عملا تعاونيا؛ لأنه كان نتاج عدد كبير من الناس معا يتحدثون عن حياتهم كما هي، وهو ليس كتابا يهدف لإقناعك بأي شيء"، وتضيف أنها أرادت أن يظهر الكتاب كيف يعيش الآخرون، وأن هناك طرقا مختلفة للنظر إلى الأمور.
وتتابع عوض قائلة إنها تزعجها الكتب التي كتبها أناس غير عرب عن حياة النساء العربيات، وتقول إنها تجد فيها شيئا من الاستعلاء، مشيرة إلى أن الأمر الآخر الذي يزعجها هو أن
المرأة العربية يتم الحديث عنها دائما، لكن لا أحد يسمع رأيها، ولا يسألها أحد عن الذي تفكر هي فيه.
وتذهب عوض إلى أن "العنصرية أصبحت موضوعا بارزا، سواء للنقاش أو في الواقع، ولذلك يجب محاولة فهم أثر جلب ثقافة أجنبية إلى بلد آخر، وما هو أثر ذلك على الأشخاص الذين عليهم أن يوفقوا بين الثقافتين، خاصة الإناث منهم، وماذا عن النساء اللواتي نشأن في البلدان التي أتى منها الوالدان، وكان همي في ذلك كله هو أن تتوفر الفرصة للنساء العربيات لأن يتحدثن عن حياتهن بطريقة تهمهن".
وتقول عوض للصحيفة، إن ما يثيرها حول الجمال هو أن هناك مستحضرات جمالية كثيرة هذه الأيام لا تستخدم فيها الحيوانات للتجربة، لافتة إلى أنها تحاول الحصول على كحل للعيون من مصادر معدنية فقط، وتقول إنه بدأ يتنامى إدراكها بخصوص المنتجات الأخلاقية وتلك التي تستخدم فيها الحيوانات للاختبار والتجربة.
وتشير عوض إلى أنها تستخدم مستحضرات جمالية بسيطة، مثل جل للعيون وكريم واق من الشمس، حيث تقول إن لديها ارتباطا عاطفيا بكحل العين، لافتة إلى أن أمها كانت لديها قنينة كحل معدنية مزخرفة، وكانت تستخدمها لتكتحل، واضعة الكحل على جفنيها السفليين، وأنها تستخدم الكحل بالطريقة ذاتها التي كانت ترى فيها أمها تستخدمه، وتستدرك قائلة: "أنا لا أحب المقولة التي تقول بأن المرآة العربية مجرد كحل، لكنها تحب الكحل، وتعده جزءا مهما من شكل التراث".
وتذكر جابور أن الكتاب الذي كان له أثر كبير على عوض، هو كتاب "ووترمالون" لمريان كييس، حيث جعلها هذا الكتاب، الذي يتحدث عن تجارب الحياة الواقعية بطريقة مسلية، تحب أن تكون كاتبة، مشيرة إلى أن الكتاب تحدث عن أمور مثل الاكتئاب وآثار الانفصال.
وتفيد عوض بأنها قرأت هذا الكتاب عندما كانت صغيرة، وتقول: "لا أزال أذكر أنني قرأت الكتاب، وفكرت (أتمنى فعلا لو كنت أستطيع أن أكتب مثله، لكن للنساء المسلمات أو العربيات)"، مضيفة أنها كانت تريد كتابا يتناغم مع تجربتها، حيث لم تستطع أن تجد ما يمثلها في التجارب المذكورة في الكتاب، مع أنها أحبت فيه الفكاهة وديناميكية العائلة.
وتقول عوض إن "الكتاب الآخر هو كتاب (إقناع/ بيرسويجين) للكاتبة جين أوستن، الذي هو عبارة عن قصة امرأة رفضت الزواج من الشخص الذي كانت تحب، وبقيت عزباء بعد 10 سنوات من ذلك".
وتضيف عوض: "ربما كان ذلك لأني كنت أشعر بأنني عزباء إلى الأبد، فكنت في أواخر العشرينيات من عمري، وأنا مسلمة، ولا أستطيع بناء علاقات كالآخرين، وأتذكر أني شعرت بتقارب مع هذه الشخصية في الرواية؛ لأنها كانت عالقة في هذه الحياة".