شهد الاتفاق الجديد بين الفصائل المسلحة في
إدلب خرقا جديدا للمرة الثانية، وعودة الاقتتال، منذ أمس الاثنين، في حين شهدت الغوطة الشرقية خرقا آخر للهدنة بين النظام وقوات المعارضة السورية.
ووفقا لما رصدته "
عربي21" من آخر التطورات الأمنية في إدلب وريفها، فإن الاتفاق الثاني بين "
أحرار الشام" و"
هيئة تحرير الشام" الذي وقع الأحد لم يصمد سوى يوم واحد، عقب خروقات من الجانبين.
ووقوفا على التفاصيل، نشرت مواقع المعارضة أن هيئة تحرير الشام قامت الثلاثاء بتنفيذ عملية إعدام بعد يوم من سيطرتها على المدينة، حيث أعدمت عناصر من الهيئة شخصين، اتهمتهما بـ"التورط في تفجيرات بإدلب".
وأوضحت أن عناصر الهيئة أطلقوا عليهما النار عند دوار الزراعة الذي شهد الاثنين، تفجير آلية مفخخة بتجمع لسيارات الهيئة، أدى إلى مقتل 18 من مقاتلي تحرير الشام بينهم ثلاثة مدنيين، ولا يزال العدد مرشحا للارتفاع، بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.
وكانت توصلت كل من "حركة أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام"، الجمعة الماضي، لاتفاق بينهما لوقف القتال، بعد اشتباكات دامية استمرت لأيام، شمل وقف إطلاق النار، وإخلاء المحتجزين من الطرفين، وخروج الفصائل من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وتسليمه لإدارة مدنية، إلا أن الاتفاق تعرض للاختراق، وشهدت المدينة عودة الاشتباكات.
اقرأ أيضا: اتفاق جديد بين "الأحرار" و"الهيئة" بإدلب.. هل يستمر هذه المرة؟
وتجدد التوتر والاقتتال في المدينة وريفها مرة أخرى، حيث سيطرت هيئة تحرير الشام على معبر خربة الجوز الحدودي مع لواء إسكندرون الواقع في ريف إدلب الغربي، عقب انسحاب حركة أحرار الشام من المعبر، وكذلك تمكنت سيارتان تابعتان لـ"جبهة فتح الشام" التي تعد العمود الفقري لـ"تحرير الشام"، من السيطرة على حاجز "قرية الزعينية" الذي يتبع لـ"الأحرار"، على طريق "جسر الشغور" القديم.
عقب ذلك، عقد اتفاق جديد بين "حركة أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام" في إدلب، مساء الأحد، ونص على العودة إلى اتفاق الجمعة، وأن يجري التراجع عن كل التجاوزات الحاصلة بعده، في مدة أقصاها خمسة أيام، وإيقاف حالة الاستنفار والمضايقات والاعتقالات والتعدي بأي شكل من الأشكال على الممتلكات والأنفس والمقرات.
وسبق أن شرح العقيد والخبير العسكري، أديب عليوي، أسباب القتال ومصير الاتفاق بين الفصيلين، وتوقعاته للأزمة، إذ قال لـ"
عربي21"، إن هناك أسبابا خفية غير ظاهرة، وأخرى معلنة ظاهرة أدت لاندلاع الصراع بين الفصائل في إدلب ومحيطها.
وأوضح أن الأسباب الظاهرة لاندلاع الاشتباكات بين الفصائل، هي "السيطرة على أراضي نفوذ جديدة مثل معبر باب الهوى، والسيطرة على أحد مصانع الذخائر العسكرية في المنطقة".
اقرأ أيضا: اتفاق بين "أحرار الشام" و"تحرير الشام" بعد اقتتال دام لأيام
أما الأسباب غير الظاهرة، بحسب عليوي، فهي أن "جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، تسعى لبسط نفوذ كامل على المنطقة من جنوب حلب إلى شمال حماة، والسيطرة على الفصائل في المنطقة، وتثبيت حالة من الأمر الواقع، بإرغام الفصائل على تشكيل جسم فصائلي من لون واحد، وإمكانية قبوله دوليا، ليصعب على المجتمع الدولي القضاء عليها"، والتذرع بأن "فتح الشام" مصنفة إرهابية.
خرق الهدنة في الغوطة
وحول اختراق الهدنة في الغوطة الشرقية، شهدت المدينة أكبر خرق منذ بدء الهدنة في 22 تموز/ يوليو الجاري، استهدفت الطائرات الحربية مدينة عربين التي يسيطر عليها فيلق الرحمن في غوطة دمشق الشرقية، ليل الاثنين، أدت إلى مقتل ثمانية مواطنين بينهم أطفال، وإصابة 30 على الأقل..
في حين تتواصل المعارك العنيفة بين قوات
سوريا الديمقراطية مدعمة بقوات أمريكية خاصة، و"تنظيم الدولة" في مدينة الرقة إثر هجوم معاكس للتنظيم على محاور في القسم الغربي لمدينة الرقة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت خلال سبعة أسابيع من المعارك في مدينة الرقة وريفها، من السيطرة على نحو 41 في المئة من مساحة المدينة.
اقرأ أيضا: انشقاقات واشتباكات بين الفصائل بإدلب.. وفصيل جديد بالجنوب
من جانب آخر، استهدف مسلحون مجهولون بعبوة ناسفة سيارة قيادي عسكري في ألوية مقاتلة، بريف درعا، دون معلومات عن وقوع قتلى وجرحى.
ودارت بعد منتصف ليل الاثنين، اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة في محور حي جمعية الزهراء بالأطراف الغربية لمدينة حلب، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي محافظة دير الزور، دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الاثنين، بين قوات النظام وعناصر من "تنظيم الدولة"، في أطراف قرية البغيلية على الأطراف الشمالية الغربية لمدينة دير الزور، ترافق مع قصف الطائرات الحربية على مناطق الاشتباك.
وسمع دوي انفجارات في دير الزور، ناجمة عن سقوط قذائف أطلقها "تنظيم الدولة" على مناطق في حيي الجورة والقصور بدير الزور.
وقصفت كذلك مناطق من قوات النظام قرب قرية بيت سابر في جبل الشيخ بريف دمشق الجنوبي الغربي، ما تسبب بأضرار مادية.
وفي محافظة حمص، فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة مستهدفة أماكن في منطقة الحولة بالريف الشمالي لحمص، تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
اقرأ أيضا: ماذا وراء قرار ترامب وقف برنامج دعم المعارضة السورية وتأثيره؟
وتتواصل الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين النظام وعناصر "تنظيم الدولة"، على محاور في بادية حمص الشرقية، وسط قصف للنظام استهدف محاور القتال، دون وقوع خسائر بشرية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بوقوع انفجارين عصر الاثنين، في ريف حلب الشمالي، ناجمين عن سقوط قذيفتين على مناطق في بلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
ووقعت انفجارات في مناطق في ريف مارع بشمال حلب، عقب قصف قوات سوريا الديمقراطية لمناطق في قرية كلجبرين، ما أدى لإصابة 14 شخصا بجراح بينهم 11 طفلا وامرأة.