حركة غلابة بمصر تطلق حملة "الحيطان بتتكلم ثورة" (شاهد)

(ولا تأخذ عن الأعراب لهوا ... ولا عيشا فعيشُهُمُ جديبُ) ... يبدو أن أبى نواس لديه معرفة حقيقية عن الأعراب ولذلك بدأت ببيت من إحدى قصائده ... جاء الأعراب من البدو , والبدو لا يعنى الصحارى والسكن فى أماكن بعيدة عن المدن كما هو شائع , فقد يسكن الأعرابى فى مدينة وفى برج مشيد عال أو فى قصر فخم أو يتنقل بين الفنادق ... فالبدو يعنى ظهور حقيقتهم بعد بطونها ... لفت إنتباهى عبارة وردت فى "إتفاق الرياض التكميلى" الذى صار علنياً بعد أن كان "سرى للغاية" ... وهذه العبارة هى "عدم إيواء أو توظيف أو دعم أى شخص" وتساءلت تُرى من ذلك الشخص الذى تحالفت حكومات دول مجلس التعاون عليه وعقدت من أجله أيمان سرية فى وقت كانت فيه تدعم الإنقلابيين فى مصر بإستثناء قطر ... إن كان المعنيون مواطنيهم والإخوان فلماذا لم تكتف بتحديدهم ... حتى كلمة الإخوان بحاجة إلى تمييز فهناك غير الإخوان المسلمين الإخوان فى الدين وإخوان الشياطين أعوذ بالله منهم ... كما أن التعاون ليس فى حد ذاته صفة حميدة فقد يكون حميداً أو خبيثاً , المهم هو التعاون على ماذا ... بعد هذا التصحيح أمسك بزمام الكلام وأعود لما بدأت بالتنبيه به ... فكلما زادت سرعة ماكينة صناعة الإلهاءت وجب التنبيه بصوت أعلى حتى يمكن الإنتباه للحقائق الخطيرة التى يراد الإلهاء عنها , ولذلك سأذهب مباشرة إلى تفسير هذه الآية (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ) ... وهى تشتمل على أنواع من الإبتلاءات التى يجب أن ينتبه إليها الناس ... "الجراد" هم أصحاب الرتب من ذووى الأزياء المموهة الذين إنقلبوا على شعوبهم وصاروا مع أعدائهم عليهم ونهبوا خيراتهم ومنعوا تقدمهم مع أن واجبهم حمايتهم ... "القمل" هم أصحاب التجارة والمهن الطفيلية مثل المخدرات والدعارة و"الفن الهابط" وما شابه من تسفل ... "الضفادع" هم القافزون على المناصب بغير حق وبغير إمتلاك مؤهلاتها , وهذا إبتلاء يجب الإنتباه لخطورته , وإذا كانت مسوغات التعيين هى شهادة الميلاد فيجب التأكد من صحتها طبياً , ففى بعض الأنظمة الوراثية من لا يعترف بالعقم (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً) ... فأمثال هؤلاء الأولاد عندما يصلون إلى المناصب يسهل إبتزازهم ويمكن إستخدامهم ضد شعوب وأجيال , إن لم يكن لديهم دوافع إنتقامية بسبب حقيقتهم التى لا ذنب لهم فى تزويرها ... (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ) ... وفى آية أخرى (وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ) ... لكن لا يفرح هؤلاء الممدودين (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ{55} نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ) ... "الدم" واضح أنه يعنى سفاكى الدماء ... أما "الطوفان" فلم ألتزم بالتوالى فى تفسيره لآنه بحاجة لمزيد من التوضيح ... فالطوفان يعنى دوران جمع حول محور أو مركز ... طوفان نوح عليه الصلاة والسلام عم الأرض كلها فكان مركز الطوفان هو مركز الأرض ... وكلمة طائفة تعنى جمع يلتف حول شيئاً خاصاً بها ... وكل الأشياء التى تأخذ مسارات على التوالى والتوازى حول شىء ما تعتبر طوفان , وأرجو أن يكون قد وصلك المعنى الذى ألف حوله ... وقبل الختام أذكر بأن تعليقى الأخير كانت مساحته 227 خانة وفيه الخانة 85 بيضاء مثل سابقتها ومساحة عنوانه البادىء بـ "هل يمكن" 49 خانة , ومساحة التعليق الذى سبقه 1594 خانة وفيه الخانتان 23 و119 بيضاوان مثل سابقتيهما ومساحة عنوانه البادىء بـ "شد الرحال" 36 خانة ... اما الختام فببيت من قصيدة لأبى نواس أيضاً بعد الصلاة عليه والسلام وأرجو قراءتها على التوازى مع تعليقى السابق (حَتّى إِذا سَكَنَت جَوانِحُها ... كَتَبَت بِمِثلِ أَكارِعِ النَملِ).