أكد عبد الرحمن زينو، مدير "جمعية الأمل لمكافحة السرطان" السورية، في تصريح لـ"
عربي21"، أنه تم تشخيص خمس حالات مرضية لمرضى سوريين بنوع سرطاني جلدي نادر، لم يكن معهودا من قبل في الأراضي السورية.
وأوضح زينو الذي يعمل على رأس الجمعية المهتمة بمكافحة أمراض السرطان منذ العام 2005، أن الحالات المكتشفة تعاني من نوع سرطاني نادر على المستوى العالمي يسمى "
ساركوما كابوزي".
وأضاف، أن الحالات التي اكتشفت تعود لمرضى من بينهم طفل، من محافظتي دير الزور والرقة، أي المناطق التي يتم بها تكرير النفط بطريقة بدائية بكثرة.
وبيّن زينو، أن أعراض مرض "كابوزي" تكون مشابهة ومصاحبة لأعراض مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، موضحا أن "الحالات التي تم تشخيصها تعاني من تورمات وتفتحات جلدية، وكذلك من حالات تشوه في الوجه".
وفيما أشار إلى سلامة الحالات المرضية هذه من مرض نقص المناعة، أكد أن علاج هذا المرض "صعب للغاية"، نظرا لقلة الأبحاث التي تناولت هذا المرض النادر.
اقرأ أيضا: تردي الوضع الطبي في سوريا يهدد حياة آلاف النساء والأطفال
وبحسب زينو، فإن مرض "ساركوما كابوزي" يقسم إلى أربعة أنواع: الكلاسيكية وهي نادرة الحدوث وتظهر لدى الأشخاص البالغين من أصول "أورومتوسطية"، والوبائية التي تظهر على مرضى الإيدز، والمتغايرة التي تظهر لدى مكبوتي المناعة، وآخرها المتوطنة التي تنتشر بين أصحاب البشرة السوداء في القارة الإفريقية.
من جانب آخر، تحدث زينو عن "زيادة ملحوظة" في أعداد مرضى السرطان بسوريا خلال السنوات الأخيرة، وخصوصا بين الأطفال، مبينا أن للعوامل النفسية السيئة لها دور كبير في هذه الزيادة، علاوة على التعرض للمواد الكيمائية التي تحتويها الأسلحة التقليدية أو المحرمة دوليا.
وأضاف كذلك أنه قد يكون من العوامل التي تساعد على زيادة مرض السرطان، انتشار الأغذية السيئة أو الفاسدة، وعدم توفر مياه الشرب النظيفة في كثير من المناطق.
من جانبه اعتبر طبيب طلب عدم الكشف عن اسمه، خلال حديث لـ"
عربي21"، أن المواد المتفجرة ومخلفات
الحرب التي تلقى بين تجمعات السكان تعد المسؤولة الأكبر عن زيادة أعداد مرض السرطان في
سوريا.
ولدى سؤاله عن مرض "ساركوما كابوزي" قال إن "مشكلتنا الطبية في سوريا هي في عدم التوثيق، ولذلك فإننا لن نستطيع مواجهة المنظمات الدولية بهذه الحقائق".
وأضاف: "عدا عن كابوزي، هناك أرقام مخيفة لتفشي مرض السل، وكذلك لمرض شلل الأطفال والقائمة تطول".
ورأى أنه "من الصعوبة الحديث عن مكافحة هذه الأمراض الطارئة دون توقف الحرب في عموم الأراضي السورية".