بعد مقتل شيخ "مدخلي".. كيف ستبدو درنة الليبية؟

في حادثة أثارت ردود فعل الشارع الليبي، أكد ما يعرف بمجلس شورى مجاهدي مدينة درنة (شمال شرق ليبيا)، وفاة الداعية السلفي المدخلي منصف اكريكش في السجن، بعد القبض عليه لقيامه بالتخابر مع "مليشيات" عملية الكرامة التي يقودها خليفة حفتر.

وأكد المجلس أن "اكريكش اعترف خلال التحقيق معه بأنه من المتعاونين مع الجيش وبأنه يناوب على بوابة "الأثرون" وبأنه يستمع لفتاوى الداعية المصري السلفي محمد رسلان، وأنه مات بطريقة طبيعية بعدما رفض تناول الطعام"، حسب بيان المجلس.

لجنة تحقيق

من جهتها، اتهمت قوات "حفتر" مجلس شورى المدينة بقتل "اكريكش" كونه ينتمي إلى التيار المدخلي بعدما وصل إلى "درنة" لقضاء عطلة عيد الأضحى مع أهله.

وقال نزار اكريكش، ابن عم القتيل منصف اكريكش، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن "هناك لجنة تحقيق من مديرية أمن درنة لكشف ملابسات الأمر والتحقيق في الموضوع".

استغلال حفتر للحدث

من جهته، استبعد الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، علي أبو زيد، "قيام مجلس شورى درنة في الوضع الحالي المتمثل في حصار المدينة بمثل هذه التصرفات، التي قد تزعزع الصف الداخلي للمدينة"، حسب كلامه.

وأوضح في تصريح لـ"عربي21"، أنه "على الأغلب سيتم استغلال هذا الحادث من قبل إعلام "حفتر" للتدليل على وجود إرهاب داخل المدينة مما يبرر حصارها"، وبخصوص رد فعل عائلة "اكريكش" يتوقع أبو زيد أنه "لن يكون عنيفا وسيسعى المجلس لاحتواء الموقف".

إرهاب ورسالة لآخرين

وأكد عضو المؤتمر الوطني العام السابق، فوزي العقاب، أن "أي قتل خارج القانون هو جريمة وإرهاب مهما كانت دوافعها ومبرراتها، ولا أعرف هل مات اكريكش تحت التعذيب أم أقيم عليه حد، لكنْ كلاهما يعتبر خارج القانون".

وأشار إلى أن "الحكومة وكل الليبيين سواء في مواقع رسمية أو غير رسمية، كلهم ضد الفكر المتشدد، لأنه ضد طبيعتنا الإنسانية والإسلامية والليبية"، كما قال لـ"عربي21".

وقال الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، إن "قتل "اكريكش" –إذا ثبت صحتها- هي جريمة دون شك مسؤول عنها مجلس شورى مجاهدي درنة، والهدف منها واضح جدا، وهو رسالة مرعبة لكل من يعمل لصالح قوات حفتر"، وفق تقديره.

وأضاف لـ"عربي21"، أن عائلة اكريكش لن تصمت عن قتل ابنها، لكن ماذا بوسعهم أن يفعلوا؟ أما حكومة الوفاق ستكتفي بالتنديد فهي عاجزة عن الفعل خاصة في مناطق نفوذ حفتر".

تدخل القبيلة

ورأى الناشط السياسي الليبي، فرج فركاش، أن "غياب الدولة في درنة وفي الكثير من المدن الليبية هو السائد حاليا، وما حصل ويحصل في درنة وعلى حدودها لن يخدم قضية أهالي المدينة الذين يقبعون بين مطرقة المسلحين فيها وسندان حصار حفتر".

وقال لـ"عربي21"، إن "الوضع في درنة يحتاج إلى التفكير خارج الصندوق، والرجوع إلى مبادرات الحل السابقة، التي كادت أن تنجح لولا اعتراض المتشددين من الطرفين، فما حدث يؤكد وجود ضرورة ملحة لتدخل العقلاء وشيوخ المنطقة لمنع أي انفجار داخلي، قد يذهب ضحيته مزيد من المدنيين الأبرياء"، حسب رأيه.