نشر موقع "
بلومبيرغ" تقريرا تحدث فيه عن كيفية سير الأحداث في المملكة العربية
السعودية سنة 2017 التي تبدو في الظاهر كأنها تسير ببطء حيث أنها تسعى من خلال تبني سياسة التريث إلى تحقيق طموحاتها. وتجدر الإشارة إلى أن خطة الإصلاح للحكومة التي رافقتها ضجة كبيرة كانت "طموحة أكثر من اللازم".
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن التقارير التي ظهرت خلال هذا الأسبوع أشارت إلى أن هذه خطة الإصلاحات التي أقرتها المملكة العربية السعودية ستحظى "بتركيز أكبر". لكن بالنظر إلى بعض المشاكل التي واجهتها السعودية إلى غاية الآن فيما يتعلق بإرساء خطوات الإصلاح الأولى، فضلا عن الحجم الهائل للإصلاح المقترح، يبقى الاستهزاء هو الرد الصحيح على مثل هذه الأخبار. أما بالنسبة لكل من يراقب سوق النفط أو الاكتتاب المقترح لشركة أرامكو السعودية في البورصة، فلا بد له من أخذ التوقيت الذي جاء فيه الإصلاح بعين الاعتبار.
اقرأ أيضا: "مجتهد" يكشف سبب تأخير إعلان ابن سلمان ملكا خلال أيام
وبيّن "بلومبيرغ" أن التكهنات تشير إلى أن الرجل الذي يقود الإصلاح، الأمير
محمد بن سلمان، قد يُتوّج صعوده حرفيا من خلال حصوله على العرش بعد أن يتخلى والد عنه، وهو ما من المرجح أن يحدث قريبا خلال الشهر الجاري. وتعتبر خطوات الأمير سريعة للغاية، فخلال فترة زمنية لا تتجاوز الثلاث سنوات، تقلد منصب وزير الدفاع ليزج ببلاده في حرب محتدمة في اليمن.
علاوة على ذلك، برز بن سلمان كصاحب موقف في برنامج الإصلاح المسمى "رؤية 2030" واسع النطاق، كما أصبح ولي عهد المملكة العربية السعودية، وقام بفرض الحصار على قطر. وفي الوقت الحالي، يبدو بن سلمان مستعدا لأن يصبح ملكا في حال تخلى
الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن العرش، وهو ما سيعد بمثابة سابقة هي الأولى من نوعها في المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن بن سلمان البالغ 31 سنة يصغر الملك الحالي بخمسين سنة.
وأضاف الموقع أن ما سبق ذكره قد يكون محض إشاعة، ذلك أن البيت الأبيض أعلن أن الملك سلمان سيؤدي زيارة إلى دونالد ترامب مطلع السنة المقبلة. من جانب آخر، يبدو أن ترامب وبن سلمان يتفقان بشكل ممتاز. بالتالي، من الصعب أن يمثل الشخص الذي سيحكم السعودية أي مشكلة بالنسبة لواشنطن. من هذا المنطلق، يبدو أن الملك الشاب المستقبلي الذي يحاول إصلاح بلاده، التي تعتمد تماما على النفط في خضم تراجع سوق النفط والعديد من الحروب، لن يكون مرتاح البال.
اقرأ أيضا: "مجتهد" يكشف موعد تنازل الملك سلمان لنجله ويشير لمفاجأة
وأوضح الموقع أن محمد بن سلمان تنتظره سنوات من النمو البطيء والعجز المالي في حال تقلد منصب الملك. وفي هذا الصدد، قدمت حليمة كروفت، الرئيسة العالمية لإستراتيجية السلع الأساسية في شركة "آر. بي. سي" لأسواق رأس المال، التي عملت سابقا في كل من مجلس العلاقات الخارجية ووكالة المخابرات المركزية، ضمن تقرير لها صدر يوم الخميس، جملة من التصريحات.
وقالت كروفت إنه "من الصعب المغالاة في حجم رأس المال الذي استثمره محمد بن سلمان لإنجاح "رؤية 2030"، كما أن ثرواته السياسية قد تكون متوقفة في نهاية المطاف على نتائج جدول أعماله
الاقتصادي الطموح".
وأوردت كروفت أن الضغط سيزداد على محمد بن سلمان ما أن يجد نفسه جالسا على العرش السعودي. ونتيجة لذلك، سرعان ما سيكون في حاجة إلى تعزيز دعم الرأي العام وإسكات الأصوات المعارضة داخل العائلة المالكة، وهو ما يمثل القضية المركزية. فإذا كان الهدف وراء التسرع ومنح بن سلمان مقاليد الحكم، يتمثل في إعطائه النفوذ الذي يحتاجه لإصلاح المملكة العربية السعودية، فسيحتاج في المقابل إلى تقديم نتائج ملموسة.
اقرأ أيضا: أي دور للمرأة السعودية بالبرنامج الاقتصادي لمحمد بن سلمان؟
وذكر الموقع أن تعديل الرؤية التي يتبناها الأمير سيكون على الأرجح مفيدا من الناحية التكتيكية. وفي الواقع، قد يساعد ذلك على محاربة الانتقادات التي تشير إلى تهور الأمير. ويبدو من البديهي أن تقديم معالم الإصلاح سيكون أسهل إذا ما أصبحت أقل تطلبا. ومع ذلك، قد تكون هناك حاجة إلى تحقيق بعض الانتصارات السريعة، حيث من المتوقع أن يكون أسرع فوز في هذه الحالة متمثلا في اكتتاب شركة أرامكو السعودية في البورصة.
وأفاد "بلومبيرغ" بأن بيع حصة من شركة النفط العملاقة مقابل عشرات المليارات من الدولارات وضخها في صندوق استثماري ضخم قد يعد الأبرز من بين مبادرات الأمير، كما أنه أقل إثارة للجدل نسبيا مقارنة بقطع رواتب السعوديين أو ووظائفهم أو إعاناتهم. والجدير بالذكر أن اسم الأمير اقترن بمقاييس القيمة المتعلقة بشركة أرامكو التي بلغت حوالي ترليوني دولار. وفي حال أصبح ملكا، قد يشعر بن سلمان بضغط أقل لتقديم مبالغ دقيقة على الرغم من أنه سيظل مترددا إزاء ذلك.
وفي الختام، أشار الموقع إلى أنه من المرجح أن يظل اكتتاب شركة أرامكو في البورصة في سوق النفط قائما في حال كانت السعودية بالفعل على وشك الظفر بملك جديد.