نشر موقع "بوزتف بارنتينغ سولوشنز" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن بعض الخطوات التي تشجع الطفل على انتهاج
الصدق والابتعاد عن
الكذب، مؤكدا أن فهم دوافع الكذب لدى الطفل من شأنها أن تساعده على معالجة هذا السلوك السلبي.
وقال الموقع، في تقرير له ترجمته
"عربي21"، إن دوافع الكذب لدى الأطفال ليست دائما خفية. وفي هذا الإطار، بين الباحث والدكتور كانغ لي، المحاضر في جامعة تورنتو ومدير معهد دراسة الطفل، أن الكذب يمثل نقطة مفصلية في حياة الطفل، وهي خطوة طبيعية لا يمكن اعتبارها ظاهرة خطيرة.
وأشار الموقع إلى أن الأطفال يكذبون كثيرا خلال الفترة العمرية التي تتراوح بين 4 أعوام و17 عاما، والمثير للاهتمام أن الطفل في سن السابعة يمكن أن يؤلف أكاذيب قد يعجز
الآباء عن إدراكها. ولكن، عندما يبلغ الطفل 17 عاما يتراجع معدل الكذب لديه، حتى يختفي تماما مع سن البلوغ.
وأفاد الموقع بأن الطفل قد يلجأ للكذب إذا علم أن الإذلال أو التوبيخ أو تسليط العقوبات أو الصراخ عليه هو النتيجة الحتمية للصدق. وبما أن الطفل لا يرغب في خذلان والديه، فقد يؤلف أكذوبة أو قصة سخيفة ليثير إعجابهم.
والجدير بالذكر أنه عادة ما يعمد بعض الأولياء إلى معاقبة أبنائهم عندما يكتشفون تلفيقهم للأكاذيب حيال أمر ما، وبذلك يدفعون الطفل لممارسة المزيد من الكذب، على أمل أن تتوقف العقوبات المسلطة عليه. وبالتالي، فإن من الضروري أن يعي الأولياء جيدا الأسباب التي تدفع أبناءهم للكذب.
وذكر الموقع، أولا، أنه ينبغي على الأولياء أن يحافظوا على الهدوء التام، وبأن يراقبوا ردود أفعالهم تجاه الأخطاء التي يرتكبها أطفالهم. فإذا لاحظ الوالدان أن الطفل يخاف عندما يصرخان عليه بسبب عدم قوله للحقيقة، فينبغي عليهما خفض صوتهما والتحكم في انفعالاتهما حتى لو كان ذلك أمرا صعبا.
ونصح الموقع، ثانيا، الأولياء بعدم دفع أبنائهم للكذب من خلال طرح أسئلة يعرفون إجابتها مسبقا. وبدلا من لومه ومعاقبته، فإنه يمكن للأهل أن يطرحوا أسئلة تحفيزية على الأبناء لمساعدتهم على تجاوز هذه المشكلة. وبناء على ذلك، سيتعلم الطفل كيفية حل مشاكله بنفسه، وتخليص نفسه من المآزق دون كذب أو خلق مبررات وحجج واهية.
وأفاد الموقع، ثالثا، بأن بعض الآباء يهينون أبناءهم ويوجهون إليهم مختلف عبارات اللوم والتقريع بمجرد اكتشاف أكاذيبهم، ولكن هذا لن يزيد الوضع إلا تأزما. في المقابل، يكمن الحل في التوجه مباشرة إلى أصل المشكلة وفهم السبب الذي منع الطفل من قول الصدق، وبذلك ستساعده على قول الحقيقة في المستقبل بدل الخوف منك وإخفائها.
وأشار الموقع، رابعا، إلى أن الأولياء قد يشعرون بالغضب من بعض تصرفات أبنائهم المزعجة خاصة تأليف الأكاذيب. ولكن، في حال أخطأ الطفل، ثم حاول الاعتذار من أبويه من خلال قول الحقيقة، فإنه يجدر بهما الإشادة بذلك.
وأوصى الموقع، خامسا، بضرورة تفكير بعض الأولياء في الأخطاء التي يرتكبها أبناؤهم، من أجل اتخاذ القرار المناسب في حقهم. فعند محافظتهم على هدوئهم وتجنبهم الصراخ وتسليط العقوبات، يجعلون الأطفال أكثر شجاعة في الاعتراف بأخطائهم في المستقبل. لذلك، ينصح الأولياء بجعل الطفل يتعلم من أخطائه بدل تعزيز شعوره بالذنب.
أما سادسا، فيجب على الأولياء إظهار محبتهم غير المشروطة لأبنائهم مهما كثرت أخطاؤهم. ويجدر عليهم التأكد من أن أبناءهم يعلمون أن سلوكهم السيئ لن ينقص ذرة من محبتهم لهم، مع العلم أن هذا يمنحهم الشعور بالأمان والرغبة في التحدث مع الأب والأم ومصارحتهم الحقيقة.
وسابعا، ينصح الأولياء بمراقبة تصرفاتهم أمام أبنائهم خاصة عندما يتعلق الأمر بالكذبة البيضاء، التي تجعل الطفل يعتقد أن الكذب جائز.
ونوه الموقع بأنه ينبغي أن يحرص الوالدان على توفير بيئة سليمة يشعر فيها الطفل بالأمان عند البوح بالحقيقة. وبذلك فإنهما لن يساعدا الطفل على التخلي عن عادة الكذب فقط، بل سيجعلان الصدق سمة ملازمة له عند البلوغ. ولكن، في حال واصل الطفل ممارسة الكذب بعد تطبيق هذه النصائح فيجب عندها عرضه على أخصائي نفسي.