قال الناطق الرسمي باسم
الحكومة التونسية، إياد الدهماني، إن
السياسة التي تنهجها الحكومة لمحاربة
الفساد قد تعرض حياة رئيس الحكومة،
يوسف الشاهد، وحياة عائلته ومحيطه للخطر.
وأضاف إياد في برنامج 7/24 على قناة "الحوار التونسي"، أمس الاثنين، إن الشاهد عرض حياته وحياة عائلته للخطر في سبيل مواجهة مافيات الفساد ومكافحته لاستئصاله لإنقاذ البلادـ، لافتا إلى أن "
الحرب على الفساد ليست سهلة وأنه سيأتي يوم يغادر فيه الموقوفون في إطار هذه الحرب السجن"، في إشارة إلى أن هؤلاء الموقوفين قد ينتقمون من الشاهد بعد خروجهم من السجن.
وشدد الوزير على أن الحكومة لا تفكر إلا في مصلحة الوطن.
وأطلق رئيس الحكومة يوسف الشاهد قبل أشهر حملة واسعة ضد الفساد شملت عددا كبيرا من رجال الأعمال، تم وضعهم في الإقامة الجبرية والحجز على ممتلكاتهم ومنعهم من السفر.
يذكر أن سلسلة من الإيقافات الجديدة انطلقت نهاية الأسبوع الماضي ومازالت متواصلة، أسفرت عن القبض على 3 أشخاص ينشطون في التهريب بحسب وسائل إعلام محلية.
الحملة التي يشنها رئيس الحكومة التونسية أثارت ردود فعل متباينة بين معارض وموافق، حيث كتبت الباحثة رجاء بن سلامة "استئناف الحملة على الفساد، وإيقاف سلسلة أخرى من الأباطرة. مساندة تامّة لرئيس الحكومة ولأجهزة الدّولة في هذه الحرب، وتمنّياتنا بالتوفيق".
فيما قال القيادي في حزب "التيار الديمقراطي" هشام العجبوني، "من المهم والجيد أن تقوم الحكومة بإيقاف بعض أباطرة التّهريب وتحجز بضاعاتهم و تشمّع المخازن الخاصة بهم، ولكن الأهمّ من ذلك هو إيقاف الديوانيّين (موظفي الجمارك) وأعوان المراقبة الاقتصادية ومسؤولي مكاتب المراقبة الجبائية وغيرهم من الموظفين المتواطئين معهم والذين سهَّلوا لهم نشاطاتهم!".
وأضاف: "أهمّ من القبض على الفاسدين والمهرّبين هو تفكيك منظومة الفساد التي سمحت لهؤلاء بالوجود و تكوين ثروات ضخمة خارج المجال الاقتصادي الرسمي، التي بإمكانها خلق أباطرة تهريب آخرين! ولكن للأسف الشديد، جزء من هؤلاء الموظفين مشمولين بما يسمّى – زورا وبهتانا – بقانون المصالحة، الذي يمثّل في الواقع قانون عفو وتبييض للإداريّين والموظفين الذين سهَّلوا عمليّات الفساد والتّهريب وتخريب الاقتصاد الوطني".
بالمقابل، انتقد رئيس هيئة مكافحة الفساد، شوقي الطبيب، في تصريح لإذاعة "موزاييك"، الاثنين، استراتيجية الحكومة في الحرب على الفساد قائلا: "ما هكذا تساق الإبل .. ما هكذا تتم الحرب على الفساد".