تصدرت الخسائر البشرية للجيش
السوداني المشارك ضمن عمليات
التحالف العربي باليمن، لربما الدول الأخرى المنضوية فيه بما في ذلك
السعودية التي تقود هذا التحالف.
وكشف مسؤول عسكري سوداني عن مئات القتلى من قواتهم في مواجهات مع مسلحي
الحوثي وقوات الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح.
الرقم الذي أفصح عنه، قبل يومين، قائد قوات الدعم السريع في السودان، فريق، محمد حميدتي، لعدد القتلى في صفوف قواته المشاركة بالحرب في
اليمن، اعتبر "كبيرا"، وسط تساؤلات عدة عن خلفيات هذا الإعلان، وطبيعة المواجهات التي خاضوها وأسفرت عن سقوط هذا العدد منهم.
وكان الفريق حميدتي قد صرح لصحيفة "الجريدة" المحلية، أن قوات الدعم السريع فقدت 412 عسكريا لقوا حتفهم في مواجهات خاضوها ضد الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح.
ويرى خبراء ومراقبون أن السودان بدأ بعملية جرد لمشاركته في الحرب إلى السعودية المنشغلة بنفسها، عبر هذا الإعلان، بعد الزج بقواته في محرقة في شمالي اليمن، بينما تم تحييده من مهام الحماية والتأمين للمنشآت الحكومية في المناطق المحررة، التي تتفرد بها دولة الإمارات.
انتشار بجبهات ساخنة
الخبير اليمني في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب، قال إنه في العادة يكون المهاجم أكثر عرضة للخسائر البشرية والمادية، ومما يلحظ أن الجنود السودانيين خاضوا معارك هجومية من عدن (جنوبا) وحتى المخا الساحلية (جنوب غرب) وعلى ذات النهج في مدينة ميدي (شمال غرب) والقريبة من الحدود مع السعودية.
وأورد الذهب في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أسبابا عدة لسقوط هذا العدد من الجنود السودانيين قتلى في المعارك التي شاركوا فيها ضد الحوثيين وقوات صالح في جبهات مختلفة من اليمن.
وبحسب الخبير اليمني فإن وجودهم بنسبة أكبر من قوات الدول المشاركة الأخرى في التحالف، ما جعل فرص تعرضهم للمخاطر جراء المعارك، كثيرة وتفوق الآخرين.
وأشار إلى أن من الأسباب أيضا، انتشارهم في الجبهات الساخنة، كما في الساحل الغربي وجبهة ميدي، فضلا عن تصدرهم الخطوط والأنساق الأمامية للقتال.
كما أكد الخبير الذهب أن تدني خبرة الجنود السودانيين القتالية في المناطق المفتوحة والجبلية، يعد من أبرز أسباب سقوط قتلى كثر في صفوفهم.
مقدمة للانسحاب
من زاوية أخرى، لم يستبعد الخبير اليمني أن يكون هذا الإعلان من المسؤول العسكري السوداني "مقدمة للانسحاب، ومبررا له"، معززا ذلك بفرضية "وجود خلاف تكتيكي بين دول التحالف حول سير المعارك، وقد يكون أوسع من ذلك".
وقال إن هذا الخلاف لربما أثارتها "مكاسب الحرب أو تداعياتها التي لا تتفق والموقف السوداني، الذي لا يمكن ان تكون مشاركته لتقسيم اليمن".
ويشارك الجيش السوداني بعدد من الألوية العسكرية في القتال ضمن قوات التحالف لإنهاء الانقلاب ودعما للشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.
اعتماد ذاتي
وفي السياق ذاته، أكد مصدر عسكري يمني أن القوات السودانية شاركت بفعالية في القتال ضد قوات الحوثي وصالح، خصوصا في المعارك التي شهدتها مدينتا ميدي وحرض الحدويتين مع المملكة.
وأضاف المصدر، وهو يعمل بالجيش الوطني المرابط بميدي وحرض، لـ"
عربي21" أن السودان شارك بلواء كامل في عملياته بالبلدتين اللتين توصفان بأنهما "بؤرتا استنزاف للقوات الحكومية"، وحقق أي الجيش السوداني، إنجازات ميدانية، قبل أن يتراجع بفعل طبيعة مسرح المواجهات.
ومن الإنجازات السيطرة على مزارع نسيم في ميدي التي تقدر مساحتها بخمسة كيلومترات، والتي تمتاز بكثافة الأشجار فيها، وهي أشبه بـ"غابة"، كما تمت السيطرة على مزارع أخرى أيضا.
وبحسب المصدر فإن دخول القوات السودانية على مسرح العمليات في هاتين المنطقتين ضاعف عدد ضحايا المتمردين الحوثيين وقوات صالح، بفعل المهارات القتالية التي تتمتع بها، إلى امتلاكها عتادا ذاتيا.
لكن في المقابل، تحدث الحوثيون عن قتل العشرات من الجنود السودانيين في وقت سابق من العام الجاري، في معارك دارت في ميدي وحرض.
وحول طبيعة الإسناد الذي يقدمه التحالف للقوات السودانية المرابطة في الجزء الحدودي اليمني جنوبي غربي المملكة، أفاد المصدر في الجيش اليمني بأن الجيش السوداني اعتمد على الدعم اللوجستي الذي تقدمه حكومة بلادهم خلال المعارك التي خاضها ضد مسلحي الحوثي وحلفائهم، وقال: "كل ما كان يحتاجه الجنود يأتي من حكومة بلادهم".