قالت
المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة الإحصاء الرسمية) إن معدل
الفقر تراجع بالمغرب بنسبة 9.4 بالمائة خلال عشر سنوات، مسجلة استمرار الفقر في القرى والبوادي.
وأوضح تقرير المندوبية السامية للتخطيط أن 73.3 في المائة من سكان خمس جهات بالمغرب بدون مأوى، وذلك حسب معطيات الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014.
تراجع الفقر
وكشف المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، خلال ندوة مساء الأربعاء، أن معدل الفقر متعدد الأبعاد قد انخفض في
المغرب بنسبة 9.4 بالمائة خلال عشر سنوات.
وقال أحمد الحليمي، خلال ندوة أقامتها مندوبيته بالرباط لاستعراض نتائج خريطة الفقر بالمغرب 2014، إن عدد المغاربة الذين يرزحون تحت رحمة الفقر متعدد الأبعاد انتقل من 7.5 مليون سنة 2004، إلى 2.8 مليون سنة 2014.
وتابع الحليمي، بأن المقياس يعتمد على مستوى دخل الأسرة، لا توجد إمكانية لمعرفة دخل الأسرة، لأن الأسر لا يمكنها التصريح بدخلها خلال الأبحاث الميدانية.
المدن والبوادي
وقال الحليمي إن النتائج تؤكد أن الفقر في المغرب قد انخفض، لكنه انخفاض تستفيد منه المدن، ''فيما الفقر ما زال كما كان عليه دائما في البادية، إذ إن البادية لا تزال تعد معقل الفقر بالمغرب".
وتابع: ''وهذا تشرحه حتى نتاج الفقر النقدي، حيث وجدت أن في المدن 330 ألف مواطن في يعانون الفقر النقدي، في حين أن هناك مليونا 300 ألف شخص في البادية. تقريبا نفس الظاهرة تؤكدها نتائج الفقر متعدد الأبعاد، مليونان و800 ألف شخص يعانونه إجمالا، معظمهم في البوادي".
وزاد الحليمي، أن "عدد المواطنين الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد في الوسط الحضري لا يتجاوز 400 ألف، في حين يصل عددهم في البوادي إلى 2.4 مليون شخص، حيث يرتفع معدل انتشار الفقر كما هو معلوم إلى 17.7 بالمائة بالعالم القروي".
وخلص الحليمي إلى أن هذه الأرقام تؤكد حقيقة أن الفقر يصعب تحمله في جميع الحالات وجميع الأوساط، "لكنه يبقى بالمغرب ظاهرة قروية بامتياز".
مغاربة بدون مأوى
وكشفت المندوبية السامية للتخطيط، أن "73.3 في المائة من سكان خمس جهات بالمغرب بدون مأوى، وذلك حسب معطيات الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014".
وتابعت بأن "جهة الدار البيضاء – سطات تحتل المرتبة الأولى بنسبة 23 بالمائة، تليها جهة طنجة – تطوان – الحسيمة بنسبة 14 بالمائة، ثم جهة فاس – مكناس 12.4 بالمائة، ثم جهة الشرق 12.6 بالمائة، ثم جهة الرباط – سلا– القنيطرة 11.6 بالمائة".
وسجلت أن "جهات مراكش – آسفي وسوس – ماسة في وضع وسيط، حيث سجلت على التوالي 8.9 بالمائة و8 في المائة. وسجلت الجهات الجنوبية الثلاث أدنى نسب من الأشخاص بدون مأوى (أقل من 1 بالمائة في كل منها)".
وتميزت "عمالات الدار البيضاء وطنجة – أصيلة بتسجيلها أعلى نسب من الأشخاص بدون مأوى، حيث بلغت على التوالي 15.9 بالمائة و7.6 بالمائة. أما في باقي الأقاليم، فتتراوح هذه النسبة بين 5.2 بالمائة بالناظور (شمالا) و0.03 بالمائة في طاطا (بالجنوب الشرقي)".
وأشارت المندوبية إلى أن "المدن الواقعة على محور طنجة-الجديدة تؤوي حوالي ثلث الأشخاص بدون مأوى في المغرب، 33 بالمائة، نصفهم تقريبا، 15.9 بالمائة، يعيشون في الدار البيضاء".
نساء بلا مأوى
وأفادت المندوبية، بأن "الرجال يشكلون غالبية الأشخاص بدون مأوى بنسبة تعادل 86.7 بالمائة مقابل 3.13 بالمائة من النساء".
وشددت على أن "النساء بدون مأوى هن أكثر انتشارا نسبيا في جهات الدار البيضاء – سطات، والرباط – سلا – القنيطرة، وجهة الشرق، جهة مراكش – آسفي، وطنجة – تطوان – الحسيمة، بنسب تصل إلى: 24.4 بالمائة، 13 بالمائة، 12.9 بالمائة، 10.8 بالمائة و8.7 بالمائة، على التوالي".
وأوردت المندوبية، أن "5.6 بالمائة من الأشخاص بدون مأوى هم أطفال دون سن 15 سنة و 6.7 بالمائة تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 سنة. بينما 77.5 في المائة من الأشخاص بدون مأوى هم من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و59 سنة و3.8 بالمائة أشخاص مسنون تفوق أعمارهم 70 سنة، وأن 75 بالمائة من الأشخاص بدون مأوى هم عزاب. كما يشكل المتزوجون 15.2 بالمائة بينما لا يمثل المطلقون والأرامل سوى 7.5 بالمائة و 2.3 بالمائة على التوالي".
وقالت المندوبية السامية للتخطيط إنها اعتمدت من أجل إنجاز خريطة الفقر بالمغرب، مقاربة الفقر متعدد الأبعاد، تؤخذ على مقياس الدخل ومحدوديته لقياس مستوى فقر الأسر، مستبدلة إياه بمجموعة من الأبعاد تحيل في مجملها على الظروف المعيشية في شموليتها.
وبهذا، فمستوى الفقر، وفق هذه المقاربة، يتحدد بمدى تحقيق هذه الأبعاد للحاجيات السوسيو ثقافية الأساسية للأسرة، مثل ظروف السكن والخدمات الأساسية وإمكانية الأسرة على مستوى التنقل والتطبيب.