كشف المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص، السبت، عن تفاصيل ذبح 21 قبطيا مصريا على يد
تنظيم الدولة في مدينة
سرت وسط
ليبيا، عام 2015.
وقال المركز الإعلامي إن "النتائج الأولية للتحقيقات مع عناصر التنظيم المقبوض عليهم في سرت، أفضت إلى معرفة المقبرة الجماعية التي دُفنت فيها جثامين من قتلهم التنظيم ذبحا في إصدار حمل عنوان "رسالة موقعة بالدماء"".
وذكر المركز أنه التقى مع أحد مقاتلي التنظيم، الذي كان جالسا خلف كاميرات التصوير ساعة الذبح، كما كان حاضرا ساعة دفنهم جنوب سرت.
واعترف الشاهد أنه في أواخر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2014 طلب منه أمير ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بسرت "هاشم أبوسدرة" تجهيز سيارة وتوفير معدات حفر، والتوجه إلى شاطئ البحر خلف فندق المهاري بسرت.
اقرأ أيضا: ليبيا: العثور على رفات الأقباط المصريين الذين ذبحهم "داعش"
وأضاف، أنه عند وصولهم إلى المكان المتفق عليه، رأى مقاتلي التنظيم يرتدون زيا أسودا، ومعهم 20 مصريا وإفريقيا بزي برتقالي ومكبلي الأيدي.
وأوضح الشاهد أنه وقف قرب والي شمال إفريقيا المكنى بأبي المغيرة القحطاني، الذي ذكر أن مشهدا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه وإخراجه في إصدار للتنظيم.
ووصف تفاصيل المكان الذي كان خلف فندق المهاري في سرت، بأنه "كان فيه قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي يجلس فوقه "محمد تويعب"-أمير ديوان الإعلام- وأمامه كاميرا، إضافة إلى ذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا يتحكم بها "أبو عبد الله التشادي" – سعودي الجنسية- وهو جالس على كرسي أيضا، وبجانبه كاميرات مثبتة على الشاطئ، بينما كان "أبو معاذ التكريتي"– والي شمال إفريقيا بعد مقتل القحطاني- هو المخرج والمشرف على كل حركة في المكان.
وأكد الشاهد، أن التكريتي هو من أعطى الإذن بالتحرك والتوقف للجميع، حيث أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لـ"أبوعامر الجزراوي" – والي طرابلس- ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات.
وقال إن التصوير توقف في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة، إذ توجه إليه "رمضان تويعب" وضربه، أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين، إلى أن بدأت عملية الذبح حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا أنفاسهم.
اقرأ أيضا: القبض على منفذ ومصور واقعة ذبح الأقباط المصريين
وعن آخر لقطات التصوير قال الشاهد، إن التكريتي لم يتوقف عن إصدار التوجيهات، إلى أن وضعت الرؤوس فوق الأجساد، ووقف الجميع، ثم طلب "التكريتي" من "الجزراوي" أن يغير من مكانه ليكون وجهه مقابلا للبحر، ووضعت الكاميرا أمامه وبدأ يتحدث.
وشرح الشاهد أنه بعد انتهاء العملية أزال الذين شاركوا في الذبح أقنعتهم، حيث تعرف على كل من وليد الفرجاني، وجعفر عزوز، وأبو ليث النوفلية، وحنظلة التونسي، وأبو أسامة التونسي، وأبو حفص التونسي، فيما كان الآخرون سمر البشرة، بينما كان "أبو عامر الجزراوي" قائد المجموعة، الذي كان يلوح بحربة في يده، ويتحدث باللغة الإنجليزية في الإصدار.
وبيّن الشاهد أن القحطاني أمر بإخلاء الموقع، وأنه صدرت إليه تعليمات من القيادي في التنظيم "المهدي دنقو" بحمل الجثث في سيارته لدفنها جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين "خشوم الخيل وطريق النهر".
يشار إلى أن مدير مكتب التحقيقات في مكتب النائب العام الليبي الصديق الصور أعلن في مؤتمر صحفي في 28 أيلول/سبتمبر الماضي، أن ذبح الأقباط
المصريين كان بمدينة سرت، خلف فندق المهاري، وبإخراج مؤسسة الحياة التابعة لتنظيم الدولة والتي تعرف بإخراجها الفني، وأن عملية التصوير كانت بإشراف قائد بارز في التنظيم يكنى بـ"أبي معاذ التكريتي".