مع انطلاق قطار
المصالحة الفلسطينية ووصوله إلى محطة التنفيذ، تراجع الحديث عن التفاهمات التي جرت برعاية مصرية بين حركة
حماس، وما يسمى التيار الإصلاحي في حركة فتح، بزعامة القيادي المفصول من الحركة محمد
دحلان.
والتقت مصالح "حماس" ودحلان، رغم الخلاف السياسي بينهما، حيث يسعى دحلان إلى إيجاد موطئ قدم له في غزة، في سبيل العودة إلى المشهد السياسي الفلسطيني، في حين ترى فيه "حماس" حلقة اتصال مع أطراف عربية ودولية، قد تساعدها على تخفيف الحصار المفروض عليها.
وتبرز تساؤلات حول مصير تلك التفاهمات وما تمخض عنها من إجراءات، خاصة مع وجود انطباع بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قطع الطريق أمام أي دور لدحلان في غزة، بعد تعاطيه إيجابيا مع حل "حماس" للجنة الإدارية، وذهابه إلى تنفيذ اتفاق المصالحة.
اقرأ أيضا: حماس توضح: المصالحة تشمل الضفة ولن نعود لـ"نقطة الصفر"
النائب عن حركة فتح والمقرب من دحلان أشرف جمعة، قال إن الطرفين (حماس ودحلان) أجمعا على دعم المصالحة الوطنية الشاملة، مؤكدا أن الجهود تنصب الآن على تحقيق مصالحة شاملة تكون فتحاوية-فتحاوية أيضا.
وأبدى جمعة في حديث لـ"
عربي21" تفاؤله في أن تطوى صفحة الخلاف بين دحلان والرئيس عباس بما يحقق وحدة حركة فتح، داعيا إلى أن يتم ذلك قبل الانتخابات القادمة "التي تتطلب وحدة الكلمة والقرار في حركة فتح".
ولفت إلى أن التفاهمات التي تمت بين "حماس" ودحلان ما زالت مستمرة، ومعمول بها، مدللا على ذلك بملف المصالحة المجتمعية الذي يجري العمل على تنفيذه.
وفي السياق ذاته أضاف جمعة وهو عضو في لجنة المصالحة المجتمعية عن تيار دحلان: "المصالحة المجتمعية، هي بالمناسبة أحد بنود
اتفاق القاهرة الموقع عام 2011، وقمنا بتنفيذ بنوده وقطع مسافة كبيرة في هذا فيه، ونحن الآن نستكمل هذا الملف لأنه شائك ومعقد وصعب، ولا مشكلة لدينا أن يستكمل هذا الملف في اطار اتفاق المصالحة بين الرئيس عباس وحماس".
واستدرك جمعة قائلا: "لكن لا نعرف ماذا سيجري في قادم الأيام، فإذا كان هناك شيء أكبر ويشمل هذه التفاهمات بما يضمن المصلحة العامة، فلا مانع لدى دحلان، ونحن متفقون بل وداعمون للمصالحة الشاملة وأول من دعا لها".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن "التفاهمات سيكون مصيرها البقاء، لأنها برعاية ومشاركة مصرية، وهي من متطلبات العلاقة بين القاهرة وحماس، وبالتالي لن تفرط الأخيرة بعلاقتها مع مصر، بل هي حريصة على توطيدها".
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله مع سابقه، بأن تفاهمات "حماس" ودحلان ستستمر حتى وإن تراجعت في هذه المرحلة.
اقرأ أيضا: عباس يربط قراراته حول غزة بنتائج اجتماع الفصائل بالقاهرة
وقال: "ليس من الضروري أن يكون تقارب حماس مع السلطة على حساب أطراف أخرى، وهذه التفاهمات لا تلغي المصالحة الفلسطينية ولم تكن عبئا عليها".
واستدرك: "تلك التفاهمات لم تكن في إطار السلطة الرسمية، فإذا جاءت السلطة إلى القطاع ونجحت المصالحة الفلسطينية، فمن الطبيعي أن تتراجع".
وتوقع عطا الله أن تعود هذه التفاهمات إلى الواجهة حال فشلت المصالحة الفلسطينية.
يذكر أن القيادي في حركة حماس روحي مشتهى أكد أن حركته حريصة على فتح علاقات مع كافة مكونات الشعب الفلسطيني ولا تستثني أحد، مشيرا إلى أن علاقتها مع أي طرف غير مرتبطة بالعلاقة مع طرف آخر".
وأضاف في تصريحات اطلعت عليها "
عربي21"، أن الباب مفتوح على مصراعيه لمن يريد أن يقدم المساعدة والدعم للشعب الفلسطيني.