انطلقت في بروكسل، الإثنين، جولة خامسة من
المفاوضات لتأمين خروج منظم لبريطانيا من
الاتحاد الأوروبي.
قضايا عالقة
ومن المقرر أن تستمر هذه الجولة، في مقر المفوضية الأوروبية، أربعة أيام، ومن المستبعد حدوث تقدم لافت بسبب القضايا العالقة.
وهناك قضايا عديدة عالقة تهيمن على المفاوضات، في مقدمتها: حقوق مواطني الاتحاد المقيمين في
بريطانيا، وإيفاء لندن بالتزاماتها المالية تجاه الاتحاد، وحدود أيرلندا، وهو ما يعرقل وصول الطرفين إلى المرحلة الانتقالية.
ولكي ينتقل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى المرحلة التالية من المفاوضات، يتوجب التفاهم بشأن القضايا العالقة.
وتبادل الأوروبيون والبريطانيون الاتهام بالمسؤولية حول تعثر المفاوضات في اليوم الأول من الجولة الخامسة من هذه المفاوضات في بروكسل.
والتقى فريقا المفاوضين في مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل بعد الظهر، وبدآ هذه الجولة التي ستكون الأخيرة قبل اجتماع المجلس الأوروبي في 19 و20 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي الجدول الزمني المثالي للمفاوضات، يفترض أن تشكل هذه الجولة مرحلة حاسمة ليتمكن القادة الأوروبيون من الحديث عن "تقدم كاف" لعملية الانفصال من أجل بدء المفاوضات حول العلاقات التجارية مع لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الذي حدد موعده في نهاية آذار/ مارس 2019.
المادة 50
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن مفاوضات بلادها مع الاتحاد الأوروبي بخصوص الخروج من التكتل يجب أن تركز على العلاقة على المدى الطويل بين الجانبين في المستقبل.
وأضافت للبرلمان: "يجب أن نركز وقتنا ورأس مالنا التفاوضي على ما يهم حقا: العلاقة طويلة الأمد في المستقبل بيننا وبين الاتحاد الأوروبي بعد نهاية هذه الفترة المؤقتة".
وذكرت ماي أن بريطانيا لن تلغي العملية القانونية الخاصة "بالمادة 50" والتي بدأت فترة تفاوض تستمر عامين للخروج من الاتحاد.
وتابعت: "الحكومة أوضحت أنه ليست لدينا نية لإلغاء ذلك وسنقوم بإنفاذ تصويت الشعب البريطاني".
وسئلت عما إذا كانت الحكومة تلقت مشورة قانونية عما إذا كان من الممكن العدول عن عملية رحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بإلغاء المادة 50، فقالت ماي إن من سياسة الحكومة عدم التعليق على المشورة القانونية التي تتلقاها.
تبادل الاتهامات
وكان مكتب رئيسة الوزراء البريطانية قال إنها ستعلن أن "الكرة الآن في ملعب زعماء الاتحاد الأوروبي" بشأن القضايا العالقة، وفق وسائل إعلام بريطانية.
وهو ما علق عليه المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، مارغريتس شيناس، بقوله إن "هذا ليس لعب كرة".
وأضاف شيناس أن المفاوضات جارية في إطار محدد، وأن "المرحلة الأولى لم تصل إلى حل، وهو ما يعني أن الكرة بكاملها في ملعب بريطانيا".
وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، في مارس/ آذار الماضي، أن تكلفة خروج بريطانيا من الاتحاد ستبلغ نحو 50 مليار جنيه إسترليني.
واتخذت بريطانيا قرارا بالخروج من الاتحاد، عبر استفتاء أجرته في 23 يونيو/حزيران 2016.