فاز الزعيم المحافظ الشاب سيباستيان كورتز (31 عاما) الأحد، بالانتخابات التشريعية في
النمسا، بحسب ما أفادت به أولى التقديرات، بعيد إقفال مكاتب الاقتراع، ما يشير إلى احتمال عودة اليمين لتسلم المستشارية ضمن تحالف محتمل مع اليمين القومي.
وكان كورتز تسبب بالدعوة إلى إجراء هذه الانتخابات المبكرة، واضعا بذلك حدا لعشر سنين من حكم ائتلاف عريض مع الاشتراكيين الديموقراطيين برئاسة المستشار كريستيان كيرن.
وحصل حزب كورتز المسيحي الديموقراطي على 31.7 في المئة من الأصوات متقدما على حزب الحرية
اليميني المتطرف (25.9 في المئة) الذي يبدو أن زعيمه هانس كريستيان شتراخه سيكون في موقع يتيح له أن يكون صانع الملوك.
ونال الحزب الاشتراكي الديموقراطي برئاسة كيرن 27 في المئة بحسب التقديرات، التي أعلنتها شبكة التلفزيون الحكومية "أو آر أف" بعد إقفال مكاتب الاقتراع في الساعة (15:00 بتوقيت غرينتش).
وكان الاشتراكيون الديموقراطيون حلوا في الطليعة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت عام 2013.
وبما أن كورتز لم يستبعد أي خيار، فإن قيام ائتلاف بين حزبه المسيحي الديموقراطي وحزب الحرية اليميني المتطرف يبدو الاحتمال الأكثر ترجيحا.
وقال كورتز إنه مستعد لمنصب المستشار، مضيفا أمام أنصاره "أقبل هذه المسؤولية بتواضع كبير".
وقالت الأمينة العامة للحزب الديموقراطي المسيحي، إليزابيث كوستنغر: "سنشكل ائتلافا للسنوات الخمس المقبلة مع الحزب الذي سيسمح لنا بتحقيق أكبر قدر من التغيير في هذا البلد".
وعلى غرار كورتز، يحرص منافسوه على عدم الكشف عن خططهم في المفاوضات الحكومية مستقبلا، التي يمكن أن تستمر أسابيع عدة.
وقال شتراخه "إنه أمر مبكر جدا".
بدوره، قال كيرن "نريد مسؤوليات، وسنرى كيف سيكون ذلك".
ولن تبدا النقاشات الرسمية قبل الخميس والإعلان عن النتائج النهائية.
وأثار دخول حزب الحرية عام 2000 إلى الحكومة في إطار ائتلاف مع المستشار المحافظ وولفغانغ شوسل، موجة استنكار أوروبية وقام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على النمسا.
التشدد إزاء الهجرة
وفي حال حصل التحالف بين كورتز وشتراخه، فإن التوجه المؤيد للعملية الأوروبية في النمسا قد يتراجع، لأن حزب الحرية يدعو إلى التقارب مع مجموعة فيسغراد، التي تضم بلدانا مثل بولندا والمجر اللتين تقيمان علاقات صعبة مع الاتحاد الأوروبي.
وأمام مظاهر القلق في النمسا إزاء تدفق المهاجرين، نجح كورتز في تعبئة الناخبين المحافظين عندما استخدم خطابا سياسيا حازما تجاه الهجرة، وفي الوقت ذاته قدم صورة جيدة عن نفسه زعيما شابا قادرا على تحديث البلاد.
وتسلم كورتز وزارة الخارجية منذ عام 2013، وكان في خريف عام 2015 أحد أوائل الزعماء الأوروبيين الذين انتقدوا سياسة الهجرة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
ويعد أنه كان له الدور الكبير في السعي لإغلاق ما بات يعرف بطريق البلقان للمهاجرين.
وطالب بخفض المساعدات الاجتماعية للأجانب، إلى حد دفع اليمين المتطرف إلى اتهامه بـ"سرقة" برنامجه.
وفي حال نجح كورتز في تشكيل ائتلاف، فسيصبح الزعيم الأصغر سنا في أوروبا أمام رئيس الحكومة الإيرلندية ليو فارادكار (38 عاما) والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون (39 عاما).