كشفت وثائق مسربة عن وكالة الأمن القومي الأمريكية، عن دور للأمير السعودي
سلمان بن سلطان، في
سوريا، وعلاقته بالجيش السوري الحر.
وبحسب الوثائق التي سربها العميل السابق بالاستخبارات الأمريكية، إدوارد سنودن، لصحيفة "
ذا انترسبت"، فإن الأمير سلمان من أمر بالهجمات الصاروخية في آذار/ مارس 2013، التي استهدفت النظام في دمشق.
وأورد أن الأوامر المباشرة بتنفيذ الضربات الصاروخية التي نفذها الجيش الحر كانت من أحد أفراد العائلة المالكة
السعودية، هو الأمير سلمان بن سلطان، وذلك في احتفالا منه بالذكرى الثانية للثورة السورية.
وبحسب الوثائق، فإن سلمان قدم 120 طنا من المتفجرات، وغيرها من الأسلحة إلى قوات
المعارضة السورية، وأصدر لهم تعليمات بـ"إشعال دمشق" و"دك مطارها"، وهو ما قامت به بالفعل القوات المعارضة في حينها.
وأورد تقرير الصحيفة، الذي أعده مرتضى حسين، أن الوثائق كشفت عن أن السعوديين كانوا عازمين منذ فترة طويلة على التخلص من بشار الأسد. وكان سلمان أحد المسؤولين السعوديين الرئيسين المسؤولين عن ملف الحرب في سوريا، حيث شغل منصب مسؤول استخباراتي رفيع المستوى قبل ترقيته إلى نائب وزير الدفاع في وقت لاحق من عام 2013.
وبحسب الوثائق، فإن وكالة الأمن القومي أصدرت ثلاثة تقارير معتمدة فيها على مصدر واحد بين 14 و18 آذار 2013، فصّلت فيها الاتجاهات التي أعطاها السعوديون للمعارضة؛ من أجل "إشعال دمشق".
وأوضحت الوثائق أن السعوديين كانوا "راضين عن النتيجة" التي حققتها المعارضة السورية.
وأظهرت "عمق تورط القوى الأجنبية في أجزاء من التحرك المسلح منذ بداية الأزمة، من خلال التدخل في اختيار عمليات محددة لحلفائها، المحليين من أجل القيام بها".
وكشفت أيضا عن أن "الاستخبارات الأمريكية كانت على علم بهذه الهجمات للمعارضة السورية بطلب سعودي، قبل أيام على شنّها".
ونقلت الصحيفة عن أرون لوند، الخبير في الشأن السوري في مؤسسة القرن البحثية ومقرها نيويورك، قوله: "إن هناك مجموعات عدة من الفصائل المسلحة، وكلها تعرف عن نفسها على أنها فصائل مختلفة من الجيش الحر، ولكن يبدو أنها كلّها تتصل بالراعي ذاته".
وذهبت، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن "الفصائل التابعة للجيش الحر التي ظهرت في فيديوهات وهي تقصف دمشق تنتمي إلى جبهة مدعومة من السعودية والأردن، مثل كتائب أحفاد الرسول".
وأشارت الصحيفة إلى أن اسم المجموعة "يعطي مثالا على الارتباك الذي ساد بين تلك الفصائل المسلّحة، إذ إن مسمى أحفاد الرسول استخدم من قبل مجموعات عدة تتمتع بميول إيديولوجية مختلفة، وفي أوقات مختلفة من الأزمة السورية".