هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسبب النظام السوري بموجة نزوح جماعي جديدة في ريف حماة الشرقي، نتيجة قصف قواته المتكرر لمناطق الريف، ما دفع آلاف السوريين إلى النزوح من مساكنهم.
وبحسب ما قاله السكان لـ"عربي21"، فإن هذه المناطق في الريف كانت تشهد استقرارا نسبيا، إضافة إلى أنها تعدّ مكانا لتواجد كثير من نازحي المناطق المجاورة سابقا، إلا أن قصف النظام وتقدمه العسكري في المنطقة، دفع الأهالي إلى النزوح.
وأكدوا أن حالة النزوح هذه تأتي نتيجة قيام النظام بشن هجمات عدة على ريف حماة الشرقي من محاور عدة، خاصة من محور شرق الرهجان، ومحور قرية المشيرفة وأبو دالي.
وتعد هذه المناطق نائية لا تتوفر فيها مشاف أو نقاط طبية، كما أنها تبعد عن مراكز الدفاع المدني في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي، ما يفاقم معاناة النازحين، وفق ما أفاد به أحد النشطاء.
من جهته، قال الناشط السوري محمد أبو سفيان، لـ"عربي21"، إن "العائلات التي نزحت وصلت إلى ريف حلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي".
وسجل أن مئات العائلات من منطقة السعن والقرى المحيطة بها الواقعة في ريف حماة الشرقي وصلت إلى ريف حلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي، وذلك بسبب القصف العنيف والمستمر من قوات النظام والطيران الروسي.
وأوضح أن عدد النازحين من هذه المناطق يقدر بـ 6 آلاف عائلة.
وأضاف الناشط أن "قوات النظام تحاول في الفترة الأخيرة اجتياح منطقة ريف حماة الشرقي، حيث سيطرت على قرى عدة هناك، ما أجبر الأهالي على ترك ممتلكاتهم والهروب خوفا بطش قوات النظام".
وقال إن "هؤلاء المدنيين انتشروا في بلدة رأس العين والقرى الصغيرة المجاورة لها".
تجاهل لوضعهم الإنساني
وأشار أبو سفيان إلى أن العائلات النازحة لحقتها معاناة كبيرة، نتيجة نقص المواد الأساسية وشح الكوادر الطبية، إذ لا يتوفر لديهم أي شيء من مقومات الحياة، ولا حتى خيم تأويهم، وينتشر أغلبهم تحت الأشجار وفي الأراضي الزراعية.
وقال الناشط السوري إن مناشدات تلك العائلات للمنظمات الإنسانية لم تلق آذانا صاغية حتى الآن، ولم تجد استجابة لها.
وأوضح أن من بين العائلات النازحة مصابون بسبب قصف قوات النظام، كما أنه لا توجد خيم تأويهم بالتزامن مع هطول الأمطار واقتراب فصل الشتاء.
والتقت "عربي21" بعدد من النازحين من ريف حماة الشرقي، حيث أكدوا أنهم يعانون من التشرد، وعدم وجود مأوى من خيم، وما شابه ذلك.
من جانبه، قال أبو محمود، أحد نازحي قرية جب أبيض، التي سيطر عليا النظام مؤخرا: "تركنا خلفنا أرزاقا من محاصيل وأغنام وهربنا بأنفسنا، لكن عندما وصلنا للمناطق التي تبعد عن مواقع النظام، لم نجد أدنى ما نحتاجه من طعام وشراب".
ووصف نازح آخر الأوضاع التي تعيشها العائلات النازحة بـ"الكارثية"، وأنها تقيم بالعراء.
أما الناشط أحمد الحموي، فعد أن المنظمات الداعمة لا تقدم أي شيء لنازحي هذه المناطق، بسبب تواجدهم في المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.
اقرأ أيضا: ماذا تريد "تحرير الشام" من فتح معركة ريف حماة بعد أستانة؟
وقال الناشط لـ"عربي21": "هناك محسوبيات عند أغلب المنظمات، فهي لا تقدم الدعم لمن يحتاجه هنا، بسبب بعد هذه المناطق عن الحدود التركية، ولأنه لا توجد تغطية إعلامية تغطي ما تقوم به هذه المنظمات".
وأضاف أن "السبب الآخر يعود إلى ضعف التعليم في هذه المناطق، إذ لا يعمل أبناء هذه المناطق في منظمات إنسانية يمكن أن يساهموا من خلالها بالضغط عليها لجلبها لهم، لتقدم الدعم للنازحين"، وفق قوله.