هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن ما سمته "آخر شوكة" في حلق ترامب في قضية "التحقيق الروسي" والمتمثلة في "بول مانافورت"، أحد المعارف القدامى للرجل فاحش الثراء الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللوبي البالغ من العمر 68 سنة، الذي يتمتع بصلات في جميع أنحاء واشنطن، كان مدير حملة ترامب الانتخابية بين حزيران/ يونيو وآب/ أغسطس سنة 2016.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "قد تم توجيه 12 تهمة لمانافورت، الاثنين، برفقة شريكه ريك غيتس، من بينها التآمر ضد الولايات المتحدة وتبييض الأموال، وذلك قبل أن يطفو ماضيه إلى السطح"، وقد تسبب ذلك في انفعال الرئيس الأمريكي الذي تمثل ردّ فعله في مشاركة تغريدة على موقع التويتر، وذلك من خلال "وضع أكبر مسافة بينه وبين مستشاره السابق على قدر الإمكان".
وقد أكد ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: "أنا آسف، ولكن هذه الأمور حدثت قبل عدة سنوات من انضمام بول مانافورت إلى فريق حملتي".
اقرأ أيضا: وضع المدير السابق لحملة ترامب قيد الإقامة الجبرية
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال ربيع سنة 2016، وحين استعان ترامب بمانافورت لمساعدته خلال المؤتمر الجمهوري، تأثر الكثيرون بالعلاقات التي يحظى بها اللوبي الشهير. وقد اكتسب هذا الرجل مكانته من خلال تقديم المشورة للرؤساء المرشحين لدخول البيت الأبيض، وكان أولهم جيرالد فورد، فضلا عن شخصيات أجنبية، لم تكن جلها محبوبة.
وأضافت الصحيفة أنه خلال سنة 1985، وقّع بول مانافورت، الذي كان يدير آنذاك شركته الأولى للضغط السياسي "بلاك، مانافورت، ستون وكيلي"، عقدا بقيمة مليون دولار للترويج للدكتاتور، فرديناند ماركوس، قبل أشهر فقط من سقوطه. علاوة على ذلك، ظهر اسمه في قضية كراتشي المتعلقة ببيع غواصات فرنسية لباكستان التي تلقى من خلالها 90 ألف دولار.
وذكرت الصحيفة علاقة بول مانافورت خاصة بالأوليغارشيين الأوكرانيين على غرار دميترو فيرتاش وأوليغ ديريباسكا القابعيْن تحت أنظار العدالة الأمريكية، بالإضافة إلى الرئيس الأوكراني السابق والموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش. وخلال سنة 2010، ساعد مانافورت يانوكوفيتش على استعادة سمعته والفوز بالانتخابات الرئاسية في كييف. وبعد مرور أربع سنوات، وتتويجا لعقد من التورط في الشأن الأوكراني، تمت الإطاحة بيانوكوفيتش من قبل الشعب.
عموما، انعكست هذه الأحداث على بول مانافورت، حيث تم نشر مقالات خلال صيف سنة 2016 تؤكد تلقيه لملايين الدولارات كعمولات غامضة من قبل حزب الأقاليم الذي يتبع له بيانوكوفيتش، وهو ما أدى إلى استقالته من حملة ترامب.
وأوردت الصحيفة أنه في 26 تموز/ يوليو الماضي، كان عمل بول مانافورت كمستشار سياسي في أوكرانيا، فضلا عن تورطه في معاملات مالية وعقارية أخرى، سبب التفتيش الذي طال منزله. والجدير بالذكر أن الرجل يمتلك العديد من المساكن الفاخرة، من بينها منزل مزدوج في برج ترامب في نيويورك. وقد بدأت العلاقة بين اللوبي والرئيس الأمريكي منذ نهاية الثمانينات.
وأوضحت الصحيفة أن مانافورت كان متواجدا في برج ترامب في ذلك اليوم من شهر حزيران/يونيو سنة 2016، حين التقى نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الابن، وصهره، جارد كوشنر، فضلا عن المحامية الروسية، ناتاليا فيسلنيتسكايا. وتحوم الشكوك حول امتلاك المحامية لمعلومات ضد المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية آنذاك، هيلاري كلينتون.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن مانافورت من جهته ينفي بشدة أن تكون الأنشطة التي جمعته بفيكتور يانوكوفيتش قد قادته إلى التقرب من روسيا. وفي هذا الصدد، صرح مانافورت أن "أوكرانيا في ذلك الوقت كانت تتجه نحو أوروبا".