هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
* تصاعد العنف المرعب ضدنا بفوز ترامب وعزاؤنا تعاطف الشعب الأمريكي معنا
* تقارير أمريكية كشفت تورط الإمارات في تمويل مؤسسات تروج للكراهية ضد المسلمين والإسلاموفوبيا
* دولة خليجية تعادي الإسلاميين تنفق الملايين دعما لحملات تشويه الإسلام بأمريكا
* ممارسات الإدارة الجديدة العنصرية أظهرت تعاطف كثير من الأمريكيين معنا وانفتاحهم علينا
تناول مدير عام مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، نهاد عوض، في مقابلة له مع "عربي21" ملفات عدة تلقي الضوء على أوضاع المسلمين في أمريكا، لا سيما في ظل إدارة دونالد ترامب، معلنا أسفه أن "دولا عربية من بين الداعمين لمؤسسات تهاجم المسلمين وتروج للإسلاموفوبيا".
ويعد مركز العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" الذي يديره عوض مؤسسة أمريكية رائدة في الدفاع عن حقوق الإنسان للمسلمين وغير المسلمين في أمريكا وخارجها.
ومن بين أبرز ما صرح به عوض لـ"عربي21"، اتهامه لدولة الإمارات بأنها تشارك في تمويل حوالي 33 مؤسسة معادية للإسلام، وتنشر الكراهية ضده، وتروج لحملات الإسلاموفوبيا، وفق ما نقلته تقارير أمريكية، بحسب قوله.
وقال إن هذه المؤسسات التي تشارك أبو ظبي في دعمها تضغط في الوقت الحالي لإصدار قوانين تجرم كافة المظاهر الإسلامية في أمريكا.
وأشار إلى أن جرائم العنف والكراهية ضد المسلمين في تزايد مضطرد منذ وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، ولكنه لفت إلى أن "سياساته العنصرية ضد المسلمين أبرزت لنا حجما من التعاطف والمؤازرة من الشعب الأمريكي لم نر مثيلا لها من قبل".
وفي ما يأتي نص المقابلة كاملا:
س: ذكرت لنا أن تقارير أشارت إلى دعم الإمارات لمؤسسات تروج للإسلاموفوبيا، فما حقيقة وقوف أبو ظبي وراء تمويل عشرات المؤسسات التي تعد معادية للإسلام وتنشر الكراهية ضده في أمريكا والغرب؟
هناك تقارير تقول إن دولة الإمارات تدفع أموالا طائلة لتشويه صورة الإسلام في أمريكا.
ونحن في مجلس العلاقات الأمريكية لدينا وحدة بحثية، استطاعت أن ترصد حركة الأموال لتلك المؤسسات المعادية للإسلام، فهناك 33 مؤسسة تشكل نواة حركة الإسلاموفوبيا أو مكافحة الإسلام في أمريكا، وتنفق سنويا على الأقل 60 مليون دولار في هذا الغرض.
وهذا المبلغ المعلن بحسب بيانات الضرائب التي تدفعها للدولة، التي يمكن الاطلاع عليها.
كما أن هذه المؤسسات حاولت تمرير 81 مشروع قرار ضد الإسلام، من خلال المجالس النيابية والتمثيلية في أمريكا؛ لتحريم العمل ببعض أو جميع مظاهر الشريعة الإسلامية.
ومن بين المظاهر الإسلامية التي يريدون حظرها على سبيل المثال ارتداء الحجاب أو إطلاق اللحية، أو حتى الدفن وفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية أو عقود الزواج الإسلامية، معتبرين هذه المظاهر "خطرا على الأمن القومي الأمريكي والثقافة الأمريكية والتركيبة الأمريكية" أو منافسة لبعض الأفكار الدينية التي يعتقدونها.
وتلك المؤسسات التي لها تواجد في الولايات الرئيسة مثل مدينة واشنطن دي سي، ونيويورك، علاوة على الولايات المحسوبة على المحافظين أو المحافظين الجمهوريين، تسعى إلى تمرير مشاريع قرارات وقوانين معادية للإسلام باستمرار، ولاشك بأن لهم تأثيرا نسبيا على مراكز صنع القرار في أمريكا.
ولكن كان هناك انحسار لتأثيرهم في عهد الرئيس أوباما، وانتعشت هذه المنظمات مع وصول دونالد ترامب.
وأريد أن اطمئن القارئ أن هؤلاء تأثيرهم محدود، لأن هناك في النهاية قوانين أمريكية تحمي الأقليات، وحرية الاعتقاد وحرية التدين، بغض النظر عن هذا المعتقد الديني، سواء كان مسيحيا، أو يهوديا أو مسلما أو بوذيا أو هندوسيا، وما إلى ذلك.
فكل الشرائع سماوية أو غير سماوية التي لها أتباع، محفوظة ومحمية بالقانون والدستور الأمريكي، وهذه محاولات للتضييق على المسلمين، ولكنها لا تبوء بالنجاح.
س: بعد قدوم ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، ما هي طبيعة عملكم والتحديات التي تواجهونها؟
أهمية مؤسسة "كير" الأمريكية برزت بوضوح بعد تحديات فوز ترامب، الذي أتى بسياسات خارجة عن المنطق والقانون والمعقول، فكان لابد لمؤسسة "كير" أن تلعب الدور الرئيس في الدفاع عن حريات وحقوق المسلمين وغير المسلمين، لا سيما وأنها تُعد من أقوى المؤسسات الحقوقية في الولايات المتحدة اليوم.
س: البعض يردد أن وجود ترامب قد يُعد فرصة للمسلمين في الولايات المتحدة، وحافزا ليتعرف الشعب الأمريكي بصورة أقرب على الإسلام والمسلمين.. هل هذه نظرية صحيحة؟
إلى حد ما نعم.. هذا التحدي أعطى فرصة للمجتمع الأمريكي أن يتعرفوا على حقيقة المسلمين والإسلام، وكان أيضا فرصة للمسلمين أن ينشطوا للتعريف عن طبيعتهم ودينهم والدفاع عن حقوقهم وبناء تحالفات مع الآخرين.
وشهد المسلمون بعد فوز ترامب ظواهر غير مسبوقة من المساندة والمؤازرة للمجتمع المسلم، من المواطنين الأمريكيين في مختلف الولايات الأمريكية.
س: حملات العداء والكراهية ضد المسلمين في أمريكا تزايدت بعد مجيء ترامب.. هل هذا حقيقي وما تفسيركم لها؟
نعم بالتأكيد، هذه الحملات تزايدت إلى أرقام قياسية؛ وأصبحت حريات الأمريكيين بشكل عام في خطر، لا سيما نحن المسلمون، والأقليات الدينية والعرقية المختلفة كافة.
إذ إن عمليات القتل والتخريب والتهديد ضد مصالح المسلمين والتمييز العنصري ضدهم قفزت إلى مستويات غير مسبوقة، وأيضا حالة العنف في الولايات المتحدة زادت، والقتل الجماعي زاد وما إلى ذلك.
ونعتقد بأن صعود ترامب إلى السلطة أعطى ضوءا أخضر وشرعية إلى المتطرفين البيض العنصريين، الذين يخشون على مستقبلهم العددي، جراء نمو الأقليات الأخرى، وتغيير طبيعة أمريكا.
لأن أمريكا بالفعل أصبحت مجتمع مهاجرين، وخلال عشرين سنة ستكون الأغلبية للمهاجرين، ويصبح الأمريكيون البيض هم الأقلية.
وبدلا من الاحتفاء بالتعددية الأمريكية والاستفادة من التنوع داخلها تعاقب أمريكا من خلال فئة بيضاء لها تاريخ اضطهاد ضد الأقليات الأخرى، ورغم أننا نعيش في القرن الـ21، بدأت تعيدنا إلى عصور غابرة.
س: كم تصل نسبة هؤلاء في المجتمع الأمريكي، وهل هم فعلا من المؤثرين في المشهد؟
طبعا، هم مؤثرون بدرجة ما، وترامب نجح بأصوات العديد من هؤلاء، ولكن ليس كل من صوت لترامب عنصري، والانتخابات المقبلة قد تكون مفرزا رئيسا لتحديد حقيقة من يدعمون ترامب، رغم كثرة أخطائه وعدم أهليته، من أولئك الذين انخدعوا ببريقه وخطابه السياسي.
س: كثرت التسريبات واللغط حول دور الجنرال السعودي أنور عشقي في تهيئة مناخ تطبيع علاقات بين المملكة السعودية والإسرائيليين، وأنه مهد لزيارة مسؤول سعودي كبير تقول تسريبات إنه ولي العهد محمد بن سلمان لإسرائيل وبدء تطبيع على حساب القضية الفلسطينية.. فكيف ترون ذلك؟
بداية، أنور عشقي ليس واجهة للحكومة السعودية، ولكن التسريبات حول زيارة بن سلمان تثير الشكوك والغضب، ومن المؤسف جدا أن يكون ذلك صحيحا، ونأمل أن تثبت الأيام القادمة خطأ ما يقال عن تلك الزيارة.
س: وماذا حول تصريح السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة بسعي السعودية والإمارات لتدشين نظام حكم علماني؟
أولا يجب أن يفسح المجال للشعبين السعودي والإماراتي في أن يقولوا رأيهم في ذلك، وأن تترك الشعوب لتحدد لنفسها ماذا تريد أن تختار، فتلك الديمقراطية.
وإذا كان العتيبة يتشدق بالديمقراطية، فعليه احتراما لها أن يترك الشعوب تختار ما يناسبها، ولا يفرض عليها بالقهر خيارات الأنظمة، سواء هنا أو هناك، على أن يكون هذا الخيار من أجل وطنهم الذي يريدونه.
س: ما تصوركم في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" لمستقبل الربيع العربي وما أعقبه من ثورات مضادة؟
نحن نساند حريات وحقوق الشعوب في أن تكون لها دول وحكومات ديمقراطية تمثلها وتمثل تطلعاتها، وأن تكون هناك مشاركة بالفعل في المجتمع المدني لرسم المستقبل والمشاركة في الحكم وهكذا تنجح الشعوب.
أما أسلوب الانقلابات والحكم العسكري أكل عليه الدهر وشرب، ولم يعد مقبولا، كما أن الديكتاتوريات التي تتسلط على رقاب الشعوب لن تستمر طويلا، ولن تنجح.
الشعوب العربية تستحق ما استحقته الشعوب الأخرى من الحرية وكرامة الإنسان، وأن يكون هناك حكم تمثيلي، وليس حكما جبروتيا.
س: ما سميت بالثورات المضادة في بلاد الربيع العربي.. ما أسبابها ومن يقف خلفها ولصالح من برأيك؟
هناك خليط معاد للديمقراطية في المنطقة العربية، يتشكل من حكومات ديكتاتورية تخشى من أي نهضة ديمقراطية أو شعبية، وهذه الحكومات فاشلة وتدعي أنها ناجحة.
لذا تحاول هذه الدول أن تمنع أي تغيير حقيقي يخدم شعوب المنطقة، بل وتقوم أيضا بتمويل الحملات المغرضة والمعارضة ليس فقط للإسلاميين، ولكن للإسلام دينا، فضلا عن حملات ومؤامرات بدأت تنكشف تفاصيلها في الغرب وفي بلاد أخرى.
س: هلا عرفتنا بدور مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في دعم قضايا المسلمين سواء في أمريكا أو خارجها بوصفكم مديره الحالي؟
مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) يعدّ أقوى وأوسع المؤسسات الإسلامية في الغرب وأمريكا، وهو مؤسسة أمريكية مستقلة غير حكومية، لا تنتمي إلى أي تيار إسلامي أو مدرسة فكرية أو مذهب أو جنس أو فئة عرقية.
والمركز أيضا يعد مؤسسة أمريكية إسلامية بالمعنى التقليدي، وأهم وظيفة له التعريف بالإسلام في المجتمع الأمريكي، ورفع مستوى الوعي بالإسلام لدى المسلمين أنفسهم، والدفاع عن حقوق المسلمين في الولايات المتحدة مواطنين أو غير مواطنين وفقا للقوانين والدستور الأمريكي.
إضافة إلى تنظيم المسلمين على المستوى السياسي ليكونوا قوة مجتمعية فاعلة في الحراك السياسي الأمريكي، وهو ما يستلزم بناء تحالفات مع مؤسسات مجتمع مدني وقوى مجتمعية ودينية وسياسية في الولايات المتحدة تلتقي مع المسلمين في أهداف خدمة الإنسانية، وتحقيق مفهوم العدالة وكذلك تنشيط التجمع الإسلامي ليكون فاعلاً في المجتمع الأمريكي.
س: تقول بناء تحالفات لتعزيز فهم الإسلام والحث على الحوار وحماية الحريات المدنية.. مع من تتحالفون؟
نتحالف مع كل القوى الدينية والسياسية واللادينية والأقليات؛ إذا اتفقت معنا في القضايا السياسية، فهناك مثلا مؤسسات يهودية أمريكية عريقة تتحالف معنا كمسلمين في مؤسسة "كير" لتحقيق الأهداف المشتركة؛ المتمثلة في العدالة والديمقراطية والحريات والاحترام المتبادل والتفاهم المشترك في المجتمع الأمريكي.
* تتعاونون مع مؤسسات يهودية في أمريكا.. قد يثير ذلك اعتراض البعض لا سيما المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، فما رأيك؟
من الأخطاء الشائعة لدى كثير من المسلمين هو التعميم فيما يخص صورة اليهود في المجتمع الأمريكي، بما يوحي بأنهم جميعا يدعمون إسرائيل، وهذا غير حقيقي.
فليس كل من هو يهودي في أمريكا موال لإسرائيل، ولكن "إيباك" هي المؤسسة الأكثر تأثيرا لصالح إسرائيل؛ بينما هناك منافسة شديدة ضد تأثيرها ذاك من مؤسسات يهودية أخرى مثل "إيه جي ستريت ثري" التي تختلف مع إيباك في نظرتها للحل السلمي تجاه قضية فلسطين.
لأن "إيه جي ثري" تؤمن بحل الدولتين، وتسعى لتحقيق ذلك، وتدين أحد جوانب الاحتلال الإسرائيلي.
ولكن "إيباك" على سبيل المثال تدعم التوجه الليكودي المحافظ الذي لا يؤمن عمليا بحل الدولتين ولا يسعى لتحقيق ذلك، لكن أيضا هناك قوة جديدة فاعلة في الساحة الأمريكية مثل جماعات السلام، الذين يدينون الاحتلال الإسرائيلي ويدعون إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ويرفضون التعامل مع الحكومة الإسرائيلية.
وكان ذلك من أعضاء هذه الجماعات كمتدينين أو حتى ليبرالييين، وهم ينشطون في الجامعات والمعاهد والمدارس الأمريكية، وفي أوساط بعض التجمعات الدينية غير اليهودية مثل المسيحيين الذين بدأوا يطلقون قرارات جماعية بمقاطعة إسرائيل ومنتجاتها، وما شابه ذلك.
كما أنهم وراء حملات المقاطعة ضد منتجات المستوطنات الإسرائيلية التي انتشرت في الولايات المتحدة وأوروبا، وكل ما سبق يؤكد أن التأثير السياسي لنفوذ إيباك يتراجع.
س: كم عدد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وما طبيعة تأثيرهم في المجتمع؟
بحسب آخر الإحصاءات، يقترب عدد المسلمين في أمريكا من الثمانية ملايين إجمالا، وعدد من لهم حق التصويت في الإنتخابات الأمريكية المختلفة أكثر من 75 في المئة من المسلمين، أي خمسة ملايين صوت مسلم في الانتخابات الأمريكية.
ونحن يوميا نؤثر في صناعة القرار الأمريكي على مختلف المستويات؛ لأننا مجموعة أمريكية تؤمن بالدستور الأمريكي، وملتزمة بالقانون الأمريكي، وتضع أمريكا ومصالحها كأولوية لنا كوننا مواطنين أمريكيين من دافع المواطنة الأمريكية.
ونسعى لترشيد السياسة الأمريكية الداخلية والسياسة الخارجية حتى تنتهج العدالة.
وعلى المستوى الداخلي، فتأثيرنا أكبر، لأن هذا يعكس تواجد المسلمين سواء في المجال العلمي أو التكنولوجي أو الطبي؛ إذ بالرغم من أن نسبة المسلمين في أمريكا لا تتجاوز 3 في المئة، إلا أن الأطباء المسلمين تتجاوز نسبتهم الـ 10 في المئة من إجمالي الأطباء في أنحاء الولايات المتحدة في مختلف الولايات الأمريكية.
ومن هنا، فإن تواجد الأطباء المسلمين في آلاف المستشفيات وغرف العمليات وغرف الطوارئ وأدائهم الطبي في معالجة الأمريكيين؛ إنما هو وجه إنساني له تأثير كبير، ليس فقط على المواطن الأمريكي المريض وذويه؛ بل حتى على رجال السياسة والإعلام الذين بدأوا يقدرون وجود المسلمين الاقتصادي والعلمي وسلمية المسلمين في أمريكا، كونهم أحد عناصر المجتمع الأمريكي اليوم.
س: حادث القتل الجماعي الذي وقع مؤخرا في الولايات المتحدة ما موقف الشعب الأمريكي منه، وما دلالاته ألا يعد عملا إرهابيا؟
هناك إدراك جماعي في أمريكا خصوصا بعد حادث القتل الجماعي الأخير، أنه لم يكن هناك محاولة تسييس هوية ودوافع الجاني، ولكن لو كان هناك أية إشارة على انتمائه للإسلام أو قُربه من المسلمين لكانت عملية التصنيف أتوماتيكيا.
وقد تناول ذلك بعض كبار الكتاب الأمريكيين في وسائل الإعلام، ومن هنا تحدي الاستخدام الانتقائي والمُسيس والمُغرض لإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين؛ حتى وإن كان هذا المسلم فاقدا لعقله، وإن كان مجرما فيعاقب دون دمغ الإسلام أو هذا الشخص بالإرهاب.
واليوم الإحصاءات الأمريكية كافة تؤكد أن معظم العمليات الإرهابية التي وقعت ضد المواطنين الأمريكيين داخل أمريكا نفذها أمريكيون بيض عنصريون؛ وهذا بحسب التقارير الأمنية والدراسات الميداينة.
بالتالي، فالتوظيف السياسي لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام ليست في مصلحة أمريكا ولا الحقيقة، وتجريد هذا المصطلح من الدين أنا أتبناه وأدعو إليه؛ فلا أقبل أن يوصم الدين المسيحي بالإرهاب نتيجة حادث من شخص مسيحي مجرم، كما هو الحال إذا كان الجاني شخصا مسلما، فالإسلام كدين يجب أن ننزهه عن أن يوصف بالإرهاب، نتيجة عمل إجرامي من شخص مسلم.
كما أن وفرة السلاح في أمريكا وعدم وجود قوانين صارمة تحد من انتشاره، لاشك أنها سبب رئيس في انتشار العنف ضد التجمعات المختلفة؛ والجريمة في أمريكا للأسف أصبحت علامة فارقة في الحياة الأمريكية.
س: يسأل البعض، لماذا لا يصنف هذا الحادث على أنه عملية إرهابية مسيحية كما يلصق تهمة الإرهاب بالإسلام عندما يكون الفاعل مسلما، فما رأيك؟
لا نريد أن يدمغ أي دين سواء الإسلام أو المسيحية بالإرهاب، فيقال هذا إرهاب مسيحي؛ لأن ما وقع من قبل لم يكن إرهابا إسلاميا؛ وأرفض اتهام أي دين بالإرهاب بسبب أي جريمة.
ولا يجب أن نسقط إلى مستوى إدانة الأديان فقط لأن هناك تقريرا سياسيا مبتورا، وإن شاء الله يزول.
وأعتقد بأن الشعب الأمريكي سيدرك أن الإرهاب ليس له دين، وأن الجريمة مرض ويجب محاكمة المجرم وفقا للقانون، بدلا من أن يدمغ الدين الذي ينتمي إليه هذا المجرم بالإرهاب.
س: هل هناك ازدواجية في المعايير من الغرب تجاه الإسلام والمسلمين على وجه الخصوص وفق ما يثيره نشطاء حقوقيون؟
نعم، هناك ازدواجية بالفعل، ولكن لا يجب أن ننحدر إلى مستوى من يتهم الإسلام، ومن المهم جدا أن أؤكد أن أمريكا دولة ليست أيديولوجية، ولكنها دولة تحترم القانون.
ويجب على المسلمين والعرب سواء داخل أمريكا أو خارجها أن يستثمروا في العمل السياسي والتواصل مع الرأي العام الأمريكي، ومع صانع القرار الأمريكي، حتى يستطيعوا التغيير، وهو متاح بنسبة 100 في المئة.
لاسيما أن غيرنا تحرك واستطاع أن يؤثر، فلماذا لا يؤثر المواطن العربي والمسلم في أمريكا؟
س: كيف ترى الدور التركي على الصعيد الإقليمي والدولي لاسيما في قضية إبادة مسلمي الروهينغا على يد جيش ميانمار؟
لاشك في أن تركيا اليوم تمثل نموذجا في غاية الروعة لنصرة المظلومين في العالم الإسلامي من فلسطين إلى كشمير، مرورا بسوريا والعراق وليبيا واليمن وأبناء تركستان وغيرهم من الأقليات المضطهدة، وآخرهم أبناء إقليم أراكان المسلم في "بورما" التي يطلق عليها اليوم ميانمار.
كما أن دور تركيا في استضافة 3.5 ملايين لاجئ من سوريا وحدها فضلا على الآلاف من رعايا العديد من الدول المجاورة وبأعداد كبيرة، يؤكد أن ما فعلته حكومة رجب طيب أردوغان يعد نموذجا يحتذى به في نصرة المظلومين في العالم، ويحيي الأمل في مستقبل الأمة الإسلامية.
ولا ننسى أن تركيا ليست مجرد بلد ينمو اقتصاديا منذ عقد من الزمن ويزدهر حديثا، بل إن الحديث عن تركيا يعود بنا إلى عهد الإمبراطورية العثمانية، وما أنتجته من حضارة استمرت قرونا، وهو ما يجعلها تتحرك بدافع مبادئها التي قامت عليها قرونا بنصرة المظلوم مهما كلف ذلك.
فوقفت تركيا مع الشعوب المظلومة، وآوت المطاردين من أحرار تلك البلدان ودعمت الشعوب العربية ضد الانقلابات العسكرية والثورات المضادة التي أعادت الاستبداد والديكتاتورية إلى تلك البلدان.
وفي قضية الروهينغا، تركيا كانت من أوائل الدول التي دعمتها في إقليم أراكان، وقد ذهب إلى قلب ميانمار رئيس الوزراء التركي السابق داود أوغلو وبرفقته زوجة الرئيس التركي طيب أردوغان قبل عامين.
ومؤخرا، زار وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو الروهينغا، وسلطت تركيا الضوء على قضيتهم في المنابر الدولية كافة، وفي الأمم المتحدة، فضلا عن إرسال المساعدات الإنسانية لهم، ودعت مرارا حكومة ميانمار إلى ضرورة وقف الانتهاكات التي تمارس ضدهم.