هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءل مراسل صحيفة "التايمز" توم بارفيت، عن السبب الذي جعل من أوزبكستان مصدرا للمتشددين، حيث جاء تقريره في سياق العملية التي نفذها سيف الله سيابوف في مدينة نيويورك، وقتل فيها 8 أشخاص.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن سلطات أوزبكستان بدأت بالتحقيق مع والد المهاجم ووالدته وشقيقته (17 عاما)، حيث قالت وكالة الأنباء الأوزبكية "فرغانة" إن سيابوف كان يعيش في شقة في العاصمة طشقند عام 2006.
وينقل بارفيت عن جار سابق لسيابوف، قوله إن الأخير نشأ مع شقيقاته الثلاث، ولم يكن متدينا، ولا ارتاد المساجد، لافتا إلى أن صفحات الـ"فيسبوك" التي استخدمها سيابوف حتى عام 2011 و2013، تشير إلى أن عائلته جاءت من مدينة أوش في قيرغستان، التي يسكنها الأوزبك، حيث قال أحدهم إن سيابوف عاش فيها، لكنه لم يقل متى وكم هي المدة التي قضاها هناك.
وتذكر الصحيفة أن مواجهات عرقيى حدثت بين الأوزبك والقرغير في أوش، قتل فيها المئات عام 2010، أي في السنة التي وصل فيها سيابوف إلى الولايات المتحدة.
ويلفت التقرير إلى أن الأوزبكي أخبازون داجيلوف، الذي فجر نفسه في مترو مدينة سان بطرسبرغ في نيسان/ أبريل، وقتل 15 شخصا، هو من مدينة أوش، التي تقع في وادي فرغانة، الممتد على كل من أوزبكستان وقيرغستان وطاجكستان، حيث يعد الوادي مركز النشاط الإسلامي المتشدد في وسط آسيا.
ويقول الكاتب إن المنطقة تحولت إلى مصدر لتجنيد للجماعات الإسلامية في السنوات الأخيرة، حيث انضم الآلاف منهم إلى تنظيم الدولة في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن المقاتلين الأوزبك ينشطون في كل من باكستان وأفغانستان.
وتستدرك الصحيفة بأنه مع ذلك، فإن هناك ما يشير إلى أن سيابوف أصبح متشددا في الولايات المتحدة، حيث تقول المتخصصة في الأمن في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية إريكا مارات: "يبحث المهاجرون من وسط آسيا عن فرص عمل، ومن يصبح منهم متشددا عادة ما يتحول بعد الهجرة"، وتضيف أن السبب هو "عدم قدرتهم على التكيف مع المجتمع الغربي، بالإضافة إلى الخلافات السياسية في بلادهم، بحيث يمنحهم خطاب المتطرفين معنى وحسا بالانتماء".
وينوه التقرير إلى أن الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف تبنى حتى موته سياسة قمعية متشددة ضد المحافظين المسلمين، وتم تغطيس أحد معارضيه بالماء المغلي حتى مات، مسندركا بأنه رغم قمعه للتطرف، إلا أنه فاقم المشاعر الغاضبة بين أبناء شعبه الذين يعيشون في الخارج.
ويفيد بارفيت بأنه يعيش في روسيا حوالي مليوني أوزبكي، غالبيتهم من المهاجرين الاقتصاديين، ولا ميول متشددة بينهم، مشيرا إلى أن هذا لا ينفي انخراط بعضهم في جماعات متطرفة، ففي الشهر الذي نفذ فيه داجيلوف هجوم سانت بطرسبرغ ذاته، قام رحمت أكيلوف، الذي رفض طلبه للجوء السياسي، بقيادة شاحنة ودهس خمسة أشخاص، وجرح عشرة، وذلك في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وتورد الصحيفة أن أوزبكيا قام بفتح النار في تركيا على محتفلين بالعام الجديد في ناد ليلي في مدينة أسطنبول، وقتل 39 شخصا، لافتة إلى أن تنظيم الدولة أعلن مسؤوليته عن هذه الهجمات كلها.
وبحسب التقرير، فإن الرئيس الأوزبكي شوكت ميرمانوفيتش قام بإرسال تعازيه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعرض مساعدته في التحقيق، منوها إلى أنه منذ وصوله إلى السلطة كانت هناك ملامح تخفيف الحكم الديكتاتوري.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه تم خفض عدد الأشخاص في "قائمة سوداء" حرمت المواطنين من العمل بسبب تهمة التطرف، التي عرفت بطريقة غامضة، من 17582 إلى 1352 شخصا؛ أملا في منع الأوزبك المحرومين من الانضمام إلى الجماعات ذات الفكر المتطرف.