هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت مدينة عدن (جنوبي اليمن)، الخميس، تصعيدا جديدا من قبل حلفاء الإمارات، حيث منع القائم بأعمال حاكم المدينة من دخول مبنى المحافظة، أعقب ذلك اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات موالية للحكومة الشرعية وأخرى تابعة لما يسمى "الحزام الأمني" شرق عدن.
وأصدرت السلطة المحلية في عدن بيانا، تدين فيه قيام قوات موالية للإمارات بمنع أحمد سالم ربيع، المكلف بالقيام بأعمال محافظ المدينة، من دخول مكتبه وإغلاقه.
وأضاف البيان، الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أن الحراسة الموجودة في مبنى المحافظة عللت إجرائها بتوجيهات من قيادة التحالف في عدن.
وكان رئيس الحكومة الشرعية قد كلف ربيع بتسيير أعمال محافظ عدن، حتى عودته، والمقيم حاليا في السعودية منذ مغادرته المدينة الجنوبية قبل نحو شهرين تقريبا.
وقالت قيادة السلطة المحلية في عدن، التي تتخذها الحكومة الشرعية مقرا لها، إنها تواصلت مع قيادة التحالف، وأفادوا بعدم وجود أي توجيهات بهذا الشأن من قبلهم. مؤكدة أن هذا الإجراء لم يحدث للمرة الأولى، بل سبق أن منع محافظ عدن، عبدالعزيز المفلحي، الذي جاء خلفا للمقال، عيدروس الزبيدي، من دخول المبنى.
ودعا البيان إلى سرعة تسليم مبنى المحافظة، وإخراج القوات العسكرية المتواجدة فيه بصورة غير قانونية داخل المقر الحكومي، ووقف ما وصفته بـ"العبث والتصرفات غير المسؤولة التي تسيء للعاصمة عدن وأبنائها.
وحثت السلطات الحكومية، في بيانها، على تمكين وكيل أول محافظة عدن لممارسة مهام عمله في خدمة العاصمة عدن، وتوفير الخدمات الضرورية للسكان، وتطبيع الأوضاع والخدمات، وانتشالها من الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها، حتى عودة المفلحي دون أي قيد أو شرط.
ودعا البيان سكان عدن إلى الوقوف بجانب قيادة السلطة المحلية والتنفيذية لمحافظة عدن؛ لإيقاف ذلك العبث، ومحاسبة من قام بذلك.
اشتباكات شرق عدن
من جانب آخر، اندلعت اشتباكات دامية بين قوات موالية للرئيس عبدربه منصور هادي وأخرى تابعة لقوة ما يسمى "الحزام الأمني" المدعومة إماراتيا، بالقرب من ميناء الزيت في البريقا شرق عدن، مساء الخميس.
وأفادت مصادر محلية بأن المواجهات اندلعت بسبب رفض نقطة أمنية تقيمها قوات تابعة للمنطقة العسكرية الرابعة (موالية للرئيس هادي) احتجاز صهاريج تحمل مادة "الديزل"، مخصصة لمحطات الكهرباء في عدن.
وأَضافت المصادر لـ"عربي21" أن عناصر تابعين للحزام الأمني قدموا من خارج مديرية البريقا، إلى النقطة التابعة لقوات هادي بالقرب من المبنى الإداري للمديرية؛ بهدف "احتجاز الصهاريج المحملة
بمادة الديزل" واستبدال أفراد النقطة بهم.
وبحسب المصادر، فإن الصدام المسلح انفجر بين الحزام وقوات حراسة المنشآت التابعة للحكومة، التي تقيم حواجز أمنية من ميناء الزيت حتى جسر البريقة، الذين رفضوا قرار استبدالهم من قبل قيادة قوات الحزام الموالية لحكومة "أبوظبي".
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات توسعت، بعدما قامت قوات الحزام باستقدام تعزيزات عسكرية على متن مدرعات إلى مسرح المواجهات، حتى وصلت المعارك إلى بوابة ميناء الزيت، بعد انسحاب القوات الموالية للحكومة إلى هناك.
وأكدت المصادر ذاتها أن هذه المواجهات لها علاقة بفرض السيطرة على ميناء الزيت، الذي تسيطر عليه قوات الشرعية، وسط محاولة من قوات الحزام التي تدعمها الإمارات وضع يدها على هذا الميناء. لافتا إلى أن هناك سعيا من قبل الإماراتيين لاستكمال السيطرة على موانئ عدن إلى جانب ميناءي
المعلا والحاويات بالمنصورة في عدن.
وأسفرت الاشتباكات -وفقا للمصادر- عن مقتل ثلاثة من الجنود الموالين للشرعية، وثلاثة من قوات الحزام الأمني، التي تمكنت من السيطرة على نقطة جسر البريقة والدوار الواقع في محيط ميناء الزيت، بعد انسحاب الطرف الأول إلى داخله، وسط تمركز مدرعات تابعة للطرف الآخر بالقرب من بوابات الميناء.
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من قبل مسؤولين في السلطة المحلية أو في مديرية الأمن في عدن حول وقائع الاشتباكات.