هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلق المغرب أول قمر صناعي في تاريخه لأغراض عسكرية، من قاعدة "غويانا" الفرنسية وسيكون من مهامه الرئيسية التجسس على الدول المجاورة، ورصد التنظيمات الإرهابية.
القمر.. السابقة
وتم إطلاق أول قمر صناعي للمغرب يحمل اسم "MOHAMMED VI-A"، من قاعدة "كورو" التابعة لمنطقة "غوايانا" الفرنسية التي تطل على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية.
وأطلق القمر الصناعي، الذي يبلغ وزنه 1110 كلغ، الأربعاء، في الساعة الواحدة و43 دقيقة صباحا بتوقيت غرينيتش، على متن الصاروخ الإيطالي الصنع "فيغا"، الذي يقوم برحلته رقم 11 منذ بداية استغلاله في 2012.
وأصبح المغرب بعد هذه العملية، ثالث دولة إفريقية تملك قمرا صناعيا خاصا بها بعد مصر وجنوب أفريقيا.
كما يستعد لإطلاق قمر آخر في السنة المقبلة، يحمل اسم "MOHAMMED VI-B".
القمر الصناعي المغربي "MOHAMMED VI-A "، صمم من طرف شركة "تاليس إيلينيا سبيس" الفرنسية، التي تكلفت بالجانب المتعلق بآليات التصوير، وشركة "إيرباص ديفانس آند سبيس"، التي اهتمت بتوفير المنصة والجزء الأرضي لتخطيط البعثات ومراقبة الساتل.
وقالت الرباط إن القمر المغربي يتميز بقدرته على خدمة أهداف مدنية وأمنية، ومن المتوقع أن يتم استعماله لأغراض المسح الخرائطي، والرصد الزراعي، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والسواحل.
وسيمكن هذا القمر الصناعي، المغرب من تعزيز ترسانته الأمنية، وقد حمل القمر الصناعي "إيل موركان إيو سات1" صاروخ إيطالي الصنع.
الجزائر.. إجراءات مضادة
وهاجمت الصحافة الجزائر الخطوة المغربية، وسجلت أن السلطات الجزائرية شرعت في إجراءات مضادة للتشويش على القمر الصناعي المغربي.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "البلاد" الجزائرية إن لجنة حكومية مشتركة شرعت منذ الشهر الماضي تشرين الأول/ أكتوبر، في أشغال نصب أنظمة مراقبة تكنولوجية، وعوازل إسمنتية مزودة ببرامج إلكترونية وأجهزة تشويش، لتعزيز المراقبة على الحدود مع المغرب.
وتابعت الصحيفة الجزائرية أن "هذه الخطوة أملتها دواع أمنية متزامنة مع اعتزام المغرب إطلاق قمر صناعي تجسسي".
وأوضحت الصحيفة أن "العازل الذي بدأت الأشغال بخصوصه مزود بأنظمة مراقبة واتصال كهروبصرية جرى تصنيعها بشراكة مع مؤسسة ألمانية متخصصة في نظم المراقبة بأجهزة الرادار".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الغرض من القمر الصناعي المغربي الجديد هو إطلاق أنشطة تجسس على الحدود الجزائرية".
وتعرف العلاقات المغربية الجزائرية توترا بين البلدين على خلفية تصريحات لوزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل انتقد فيها المغرب الذي رد عليها بقوة.
غضب إسباني
لم تردد إسبانيا في إعلان رفضها لإطلاق المغرب قمرا صناعيا لأغراض عسكرية، واعتبرت أن من شأن هذا القمر الصناعي الإخلال بالتوازن العسكري وتقوية ميزة التجسس لدى المغرب.
وقالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية الواسعة الانتشار، إن القمر الذي اقتناه المغرب إلى جانب قمر آخر في صفقة قيمتها حوالي 500 مليون أورو سنة 2013، ولهما القدرة على التقاط صور مراقبة بدقة 70 سم، سيصبح المغرب بفعله أول بلد جار يمتلك هذه التجربة، حيث سيمكنه من رصد كل ما يتحرك على الأرض بدقة عالية.
وأضافت "إلباييس"، أنه "على الرغم من أن المغرب دولة صديقة لإسبانيا في مجالات تتعلق بالتعاون البناء في مكافحة الهجرة غير الشرعية والجهادية، فإن الاستراتيجيين العسكريين يحذرون من أن الميزة التكنولوجية التي حصل عليها المغرب قد تثير توجسا كبيرا".
وسجلت الصحيفة أن من شأن هذا القمر، أن يمكن من "الحصول على معلومات مفصلة حول المنشآت العسكرية وتحركات القوات العسكرية للجيران، إسبانيا والجزائر، أو جبهة البوليساريو (مطالبة بانفصال الصحراء عن المغرب)، ليكون بذلك ثالث دولة في القارة بعد مصر وجنوب إفريقيا تتوفر على هذه القدرات".
وشددت على أن "أول قمر صناعي تجسس مغربي تم بناؤه بأقصى قدر من السرية بعد توقيع العقد سنة 2013 إبان الزيارة التي قام بها في نيسان/أبريل من ذات العام إلى الرباط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وجرى بناءه من قبل عملاق الصناعة الأوروبية إيرباص".
وأقرت الصحيفة أن المغرب يهدف من خلال هذا القمر الصناعي إلى "محاربة الهجرة غير النظامية والتهريب بشتى أنواعه، ومطاردة الجماعات الجهادية التي تنشط في الساحل، مثل القاعدة في المغرب الإسلامي، ورصد تحركات القراصنة على مستوى خليج غينيا، وكذلك مراقبة حدوده التي من السهل اختراقها".