هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قامت القوات التابعة للواء خليفة حفتر، باستدراج آمر معسكر معمل القاعدة الثالث في بنغازي، العقيد علي عبد السلام الشيخي إلى منطقة المرج حيث يقيم حفتر، ثم قامت هناك باعتقاله وإيداعه سجن الشرطة العسكرية.
ووجهت القوات للشيخي اتهامات عسكرية ومنها إخراج آليات عسكرية دون إذن القيادة العامة، كما اعتقلت ثلاثة ضباط تابعين للشيخي وقامت بتعذيبهم كي يشهدوا ضده، حسب صحيفة "الوسط" المحلية.
ويعد العقيد علي الشيخي من كبار الضباط المساندين لحفتر وعمليته العسكرية المسماة "الكرامة"، وشارك مع حفتر في عدة معارك في الشرق الليبي، ليختفي بعدها ثم يتم الكشف عنه في سجن "الكويفية" العسكري بعد اعتقاله على يد قوات حفتر.
صراعات واعتقالات
وذكر مصدر من الشرق الليبي، فضل عدم ذكر اسمه لظروف أمنية، لـ"عربي21"، أن "معسكر "الكرامة" (قوات حفتر) يشهد الآن عدة صراعات داخلية بسبب التصرفات التي تقوم بها قوات "الجيش" هناك، وآخرها ما قامت به ضد مقرات تابعة لحكومة الوفاق الوطني في بنغازي".
وأكد المصدر أن "حفتر يريد توريط بعض القيادات العسكرية التي بدأت تتذمر ضده في تهمة الانقلاب عليه كي يسهل اعتقالهم، ومنهم اللواء ركن سليمان العبيدي، وهو مستشار عسكري سابق للرئاسي الليبي، وبالفعل قام حفتر باعتقال بعض الضباط".
اقرأ أيضا: قعيم يعلن الحرب على حفتر ويتهمه بمحاولة اغتياله
والسؤال: هل بدأ حفتر في التخلص من قيادات ساندته في مشروعه العسكري؟ ولماذا الآن؟ وهل يمكن أن ينشق عنه قيادات جديدة؟
على خطى القذافي
من جهته، أكد رئيس المجلس العسكري صبراتة (غرب ليبيا)، العميد الطاهر الغرابلي، أن "حفتر الآن يسير على خطى القذافي في التخلص من مناوئيه، فهو يستعمل القوة لوأد أي تمرد ضده ولو صغير مثلما حدث مع فرج قعيم مؤخرا، ليثبت قوته وسيطرته".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الوضع العسكري في الشرق الليبي سيشهد تغييرات كبيرة خلال الفترة المقبلة، وفي الصدام الأخير بين حفتر وقعيم لم يجد الأول قادة تدير المعركة إلا أولاده صدام وخالد، وهو ما يعني غياب قادة كبار عن قوات حفتر".
وتابع: "حفتر الآن في أشد الحاجة لاستقطاب ولاء العسكريين وليس في حاجة أن يبعدهم، كما يسعى لكسب تأييد أوسع من القبائل، لأن قواته في حالة ضعف شديد وليس لديه قوات منظمة وقوية إلا القوة المساندة، كما أنه لا يثق في أحد الآن إلا أبناءه، لكن في الوقت الحاضر استبعد حدوث انشقاقات عن حفتر لقبضته الأمنية القوية على عساكره"، وفق تقديره.
حملة "تطهير"
وقال الإعلامي الليبي من بنغازي، عاطف الأطرش، إن "كل الأسماء التي احتلت جزءًا من المشهد العسكري الإعلامي بدأت تتساقط من حسابات "حفتر"، ويبدو أنه وصل لمرحلة تنظيف نفسه من حلفائه المتورطين في أي مخالفات قانونية أو إنسانية أو مالية وعسكرية".
وأضاف لـ"عربي21": "حفتر بدأ في تلميع نفسه للمرحلة السياسية القادمة لطرح اسمه من جديد كحاكم ليبيا بأقل الأضرار الممكنة، وسنسمع عن ملاحقات جنائية واعتقالات لأسماء كثيرة ولا أستبعد منها حتى ضابط الإعدامات محمود الورفلي"، حسب رأيه.
اقرأ أيضا: لماذا يرفض حفتر تسليم الورفلي للجنائية الدولية؟
لكن الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية الليبي، عبد الله الرفادي، وصف "حفتر" بأنه "لبؤة ستأكل كل أبنائها، وأنه ليس معنيا بتأسيس جيش أو محاربة إرهاب، إنما هو جزء من مشروع لقتل ليبيا والاستيلاء على خيراتها وتمكين حكم عضود فيها يخدم مخططات أصحاب هذا المشروع"، وفق قوله.
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "حفتر لا يؤمن بالشراكة، فلا يريد شركاء وإنما يريد أتباعا، والشيخي ليس هو المعتقل الأول ولن يكون الأخير".
غموض
وأوضح الصحفي الليبي، محمد علي، أن "المشير" حفتر أصبح يدرك أن التهديدات بانهيار قيادته داخلية وليست خارجية، وهو ما تؤكده تحركات المجلس الرئاسي الأخيرة عبر قيادات كانت يوما مقربة من "حفتر".
وقال إن "اعتقال "الشيخي" لازال يشوبه الغموض، وأعتقد أن الأسباب هي تنسيق مع جهات قد تراها القيادة العامة (قوات حفتر) تشكل خطرا الآن، لكن حقيقة فإن سياسة القيادة العامة مخالفة لما كانت تنتهجه قبل أشهر وهي مبنية الآن إما على الولاءات أو الاستبعاد من دائرتها"، وفق ما قاله لـ"عربي21".