هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قُتل 22 من أفراد الشرطة الأفغانية في هجمات لعناصر حركة طالبان، مساء أمس الاثنين، استهدفا نقاط تفتيش بولاية قندهار جنوبي البلاد، حسبما أفاد مسؤولون والشرطة الأفغانية.
وجاءت الهجمات في ولايتي قندهار (جنوب) وفرح (غرب) ليل الاثنين الثلاثاء بعد ساعات من هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف قافلة عسكرية أميركية وأسفر عن إصابة أربعة جنود.
وأصدرت حركة طالبان بيانات على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تبنت فيها الهجمات.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المتحدث باسم محافظ قندهار قدرت خوشبخت قوله: "بإمكاني التأكيد أن طالبان شنت الليلة الماضية سلسلة هجمات على نقاط تفتيش تابعة للشرطة في منطقتي ميواند وزاري حيث فقدنا 22 شرطيا شجاعا". وأضاف أن 45 مسلحا قتلوا خلال اشتباكات استمرت لنحو ست ساعات.
اقرأ أيضا: قتلى وجرحى في هجوم مسلح على الشرطة الأفغانية
من جهته قال المتحدث باسم شرطة قندهار مطيع الله هلال لوكالة "فرانس برس"، إن المسلحين استخدموا في أحد الهجمات شاحنة للشرطة مفخخة لدك الحاجز. وأصيب 15 شرطيا على الأقل في الهجمات المنسقة.
في السياق ذاته أكد متحدث باسم مهمة "الدعم الحازم" التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان أن "أربعة جنود أميركيين أصيبوا وجميعهم بوضع مستقر في منشآت صحية أميركية"، مؤكدا عدم سقوط قتلى.
من جانبه قال المتحدث باسم محافظ فرح ناصر مهري فقال لوكالة "فرانس برس"، إن تسعة جنود من عناصر الجيش الوطني الأفغاني وثلاثة مدنيين على الأقل قتلوا في هجومين منفصلين في الولاية المحاذية لإيران.
وأضاف: "هناك إشارات بأن طالبان قد تكون استخدمت تكنولوجيا الرؤيا الليلية للاقتراب ومفاجأة قواتنا، رغم أنه تم رصدهم قبل وصولهم إلى المواقع (الأمنية) وسقط ضحايا" في صفوفهم.
بينما زعمت حركة طالبان، عبر بيان، أنّ مسلحيها قتلوا أكثر من 40 شرطياً في الهجومين المذكورين.
وقالت طالبان للصحفيين عبر تطبيق واتساب إنها قتلت 43 شرطيا وفردا من قوات غير نظامية ودمرت 13 عربة مدرعة. وعادة ما تبالغ طالبان في تقدير أعداد القتلى.
اقرأ أيضا: اشتباكات تودي بحياة 14 من الشرطة و"طالبان" جنوب أفغانستان
وقالت حكومة إقليم فراه في غرب البلاد إن طالبان هاجمت أيضا منطقة بالا بولوك في الإقليم اليوم الثلاثاء مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود وإصابة ثلاثة آخرين.
وتقاتل طالبان من أجل استعادة الحكم الإسلامي بعد أن أسقطت حكمها قوات تقودها الولايات المتحدة في عام 2001.
ويشير المفتش الأمريكي العام المسؤول عن ملف إعادة إعمار أفغانستان إلى أن سيطرة الحكومة على البلاد تراجعت ست نقاط مئوية لتصل إلى أقل قليلا من 60 في المئة فقط مقارنة بالعام الماضي.
وكثفت طالبان هجماتها على المواقع الأمينة في أنحاء البلاد خلال الأسابيع الأخيرة في عرض قوة في وقت تنشر فيه الولايات المتحدة المزيد من القوات لتدريب ومساعدة القوات الأفغانية. وأشار محللون إلى أن هجمات طالبان شبه اليومية تقريبا تهدف لإظهار قدرتها على ضرب حتى الأهداف المحصنة بشكل كبير بهدف تثبيط عزيمة القوات الأفغانية التي تعاني أصلا من سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والانشقاقات في صفوفها.
اقرأ ايضا: تقرير: طالبان تسيطر على مزيد من الأراضي وتوسع نفوذها
ويستخدم عناصر طالبان عادة عربات مدرعة من طراز "هامفي" ومركبات شرطة مسروقة من قوات الأمن الأفغانية للوصول إلى المجمعات الأمنية عبر القيام بعدد من التفجيرات.
واستخدم هذا التكتيك عدة مرات الشهر الماضي حيث كانت نتائجه مدمرة فقتل وأصيب المئات خلال عدة أيام دامية دمرت أو تسببت بأضرار بالغة في قواعد عسكرية ومقرات للشرطة.
وعانت قوات الأمن الأفغانية من ارتفاع كبير في أعداد الضحايا في محاولاتها مواجهة المتمردين الذين ازداد نشاطهم منذ انسحاب القوات القتالية التابعة لحلف الأطلسي من البلاد أواخر العام 2014.
وارتفع عدد الضحايا بـ35 بالمئة عام 2016 مع مقتل 6800 جندي وشرطي، وفقا لمنظمة "سيغار" الأميركية.
وشن المتمردون هجمات أكثر تعقيدا ضد قوات الأمن عام 2017، حيث وصفت "سيغار" أعداد الضحايا في صفوف الجنود في وقت سابق من العام بأنه "مرتفع لدرجة صادمة".
وفي آب/ أغسطس، أعلن ترامب أن القوات الأميركية ستبقى في أفغانستان لمدة غير محدودة حيث ستزيد الهجمات على المسلحين وتنشر المزيد من القوات.