هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتواصل الاعتداءات على الأطر التربوية بالمغرب، فبعد اعتداء تلميذ ورزازات على أستاذه، الشهر الماضي، عرف يوم أمس الأربعاء 3 حالات اعتداء على أساتذة في ثلاث مدن مختلفة، أشعلت شبكات التواصل الاجتماعي بالتنديد والاستنكار، ودفعت وزارة التعليم إلى التأكيد على أنها "ستنصب نفسها طرفا مدنيا وفقا للقوانين الجاري بها العمل، في الدعاوى ضد كل من تسبب في إلحاق ضرر بنساء ورجال التعليم أثناء القيام بمهامهم".
اقرأ أيضا: تلميذ يعتدي على أستاذه بالمغرب بـ"وحشية" يشعل التواصل (شاهد)
الاعتداء بالسلاح الأبيض
اعتدى تلميذ بثانوية "الحسين بن علي" بالحي المحمدي بالدارالبيضاء (وسط) على أستاذة مادة الاجتماعيات، رشيدة مكلوف، بالسلاح الأبيض على مستوى الوجه، أمس الأربعاء، بعد خروجها من المؤسسة.
وقالت الأستاذة المعتدى عليها، في تصريح، إن إقدام التلميذ على هذا الأمر كان بسبب أنها شهدت ضده في حادث اعتداء آخر على أستاذة لمادة التربية الإسلامية، السنة الماضية، ارتأى على إثره المجلس التأديبي للمؤسسة نقله إلى مؤسسة تعليمية أخرى.
وأوضحت الأستاذة، رشيدة مكلوف، أنه بعد قرار نقل التلميذ إلى مؤسسة أخرى قريبة من مؤسستهم، قصدت والدته الثانوية وكالت لها السب والشتم، بعد أن أخبروها في الإدارة أنها كانت ضمن أساتذة طالبوا بنقل التلميذ وعدم الصفح عنه عقابا له على اعتدائه على أستاذته.
وأضافت الأستاذة مكلوف أنها وضعت شكاية ضد أم التلميذ لدى الشرطة بعد السب والشتم الذي تعرضت له بالمؤسسة، مشيرة إلى أنه بعد عودة الأساتذة من العطلة نبهها أحد التلاميذ إلى أن التلميذ “أ.م” يحمل سكينا وأنه يريد الاعتداء عليها انتقاما منها.
وأشارت إلى أنها فور خروجها من الثانوية لامتطاء سيارتها، تفاجأت بالتلميذ وهو يوجه لها ضربة إلى الظهر لتلتفت إليه، قبل أن يباغتها ويوجه لها طعنة بآلة حادة نحو وجهها، ليتم نقلها بعد ذلك إلى المستشفى من أجل تلقي العلاجات اللازمة.
إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، أن مصالح الأمن بمنطقة "عين السبع الحي المحمدي" بالدار البيضاء، اعتقلت مساء أمس الأربعاء، قاصرا يبلغ من العمر 17 سنة، يشتبه في تعريضه أستاذة بالثانوية التأهيلية الحسين بن علي، لاعتداء جسدي باستعمال السلاح الأبيض.
وذكر بلاغ للمديرية، أن المعطيات الأولية للبحث تشير إلى قيام المشتبه فيه، وهو تلميذ سابق بنفس المؤسسة التعليمية، باعتراض سبيل الضحية مساء أمس، حيث عرضها لجرح على مستوى الوجه باستعمال أداة حادة، لأسباب غير محددة، قبل أن تمكن التحريات المكثفة التي باشرتها مصالح الأمن من توقيفه في ظرف وجيز.
وأضاف البلاغ أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت المراقبة الشرطية رهن إشارة البحث الذي تجريه فرقة الشرطة القضائية، بإشراف من النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذا الفعل الإجرامي.
بدورها، قالت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في بلاغ توصلت "عربي21" بنسخة منه، إن المدير الإقليمي زار، أمس الأربعاء، رفقة طاقم إداري وتربوي الأستاذة التي تعرضت لاعتداء من طرف تلميذ بثانوية الحسين بن على بالحي المحمدي، مشيرة إلى أن هذه الزيارة جاءت بهدف تتبع الحالة النفسية والصحية ومؤازة عائلتها.
وأكدت الوزارة أن المدير الإقليمي عبر عن امتعاضه من هذه السلوكات التي تمس بالسلامة الجسدية والنفسية، للأطر التعليمية، مستنكرا الاعتداء الذي تعرضت له الأستاذة المشهود لها بالجدية والكفاءة.
وأكد المدير الإقليمي أن الأكاديمية الجهوية والإقليمية ستتخذان الإجراءات التربوية والقانونية لصيانة كرامة نساء ورجال التعليم.
الاعتداء على أستاذ بقطعة زجاجية
ذكرت مصادر محلية، أن تلميذة اعتدت على أستاذها بسيدي رحال، وذلك بعدما طلب الأستاذ الضحية من التلميذة مغادرة الفصل بسبب عدم استجابتها لتنبيهه بالتوقف عن مضغ علكة داخل القسم، مشيرة إلى أن التلميذة غادرت الفصل بعد ذلك وعادت وفي يدها قطعة زجاجية، قبل أن تباغت الأستاذ بضربه على وجهه وتركته مضرجا في دمائه.
وأوضح بلاغ للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببرشيد (وسط)، توصلت "عربي21" بنسخة منه، أن الدرك الملكي اعتقل التلميذة التي اعتدت على أستاذها.
وأشارت المديرية إلى أن التلميذة المذكورة تم وضعها تحت تدابير الحراسة النظرية، في انتظار تقديمها أمام أنظار القضاء، لافتة إلى أن لجنة إقليمية انتقلت إلى عين المكان لمؤازرة الأستاذ المعتدى عليه.
وأضاف البلاغ أن كلا من مدير الأكاديمية الجهوية لجهة الدار البيضاء سطات، والمدير الإقليمي ببرشيد اتصلا بالأستاذ المذكور (ز.ع) للاطمئنان على حالته والتعبير عن إدانتهما لما تعرض له.
اعتداء جسدي على أستاذة بفاس
أفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن عناصر منطقة أمن بنسودة بفاس (وسط)، تمكنت صباح الخميس، من توقيف تلميذ قاصر يبلغ من العمر 17 سنة، يشتبه في قيامه بتعريض أستاذة بالثانوية الإعدادية عبد الكريم الداودي لاعتداء جسدي، أمس الأربعاء.
وقال بلاغ المديرية إن المعطيات الأولية تشير إلى أن المشتبه فيه قام بتعريض الإطار التربوي لاعتداء بالضرب على مستوى الوجه داخل أحد الفصول الدراسية، نقلت على إثره الضحية للمستشفى لتلقي العلاج، في حين باشرت مصالح الأمن مجموعة من التحريات الميدانية التي مكنت من توقيف المشتبه فيه صباح اليوم بمنزل أسرته بحي بنسودة.
وقد تم الاحتفاظ، حسب البلاغ، بالقاصر تحت المراقبة الشرطية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة.
الوزارة تنصب نفسها طرفا مدنيا
جددت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تنديدها واستنكارها لهذه الاعتداءات التي تعرضت لها بعض الأطر التربوية، وأكدت على أن "السلامة الجسدية لجميع الأطر التربوية والإدارية حق محفوظ، وخط أحمر لا يمكن المساس به في أي حال من الأحوال".
كما أكدت الوزارة، في بلاغ توصلت "عربي21" بنسخة منه، الخميس، حرصها على التصدي الحازم لهذه السلوكات المشينة، لافتة إلى أنها "أصدرت مذكرة وزارية بتاريخ 07 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 أرست مجموعة من المبادئ الأساسية، من أهمها اعتبار العنف بالوسط المدرسي بكل أشكاله سلوكا منبوذا بكل المقاييس. كما نصت على مجموعة من التدابير التربوية والإدارية والقانونية وكذا الأمنية، التي من شأنها التصدي لجميع صور هذا العنف.
وأشار البلاغ إلى أن الوزارة أصدرت "توجيهاتها إلى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية من أجل تنصيب نفسها طرفا مدنيا، وفقا للقوانين الجاري بها العمل، في الدعاوى ضد كل من تسبب في إلحاق ضرر بنساء ورجال التعليم أثناء القيام بمهامهم، حماية لحقوقهم الأساسية ودفاعا عن حرمة المنظومة التربوية".
ودعت الوزارة إلى "تعبئة مجتمعية شاملة لجميع الفاعلين التربويين والشركاء الاجتماعيين والأسر وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والتلميذات، ووسائل الإعلام وجمعيات المجتمع المدني وكافة فعاليات المجتمع، من أجل تكثيف الجهود لمحاربة جميع أشكال العنف التي تناقض قيم المدرسة المغربية وتسيء إلى صورتها"، وفق البلاغ ذاته.
للإشارة، فإن الاعتداءات المتتالية التي تعرض لها عدد من الأساتذة، أثارت موجة غضب كبيرة، وسط نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، الذين أجمعوا على التنديد بهذه السلوكيات المشينة التي ليست من أخلاق المغاربة، ودعوا إلى محاسبة كل من سولت له نفسه الاعتداء على مربي الأجيال، وتحمل وزارة التعليم مسؤولياتها في حماية الأطر التربوية والرفع من شأنهم، بحسب تعبيرهم.