أطلق سياسيون وناشطون سوريون مبادرة
"أبناء
سوريا" بهدف الضغط على المعارضة لتوحيد الحكومتين
"المؤقتة" التابعة للائتلاف، و"الإنقاذ الوطني" التي تم
الإعلان عنها في مدينة
إدلب مطلع الشهر الحالي.
ويسعى القائمون على المبادرة، إلى تشكيل حكومة
واحدة، وإلى انتخاب برلمان سوري يمثل المعارضة، وصولا إلى إصلاح تمثيل الجهات
المعارضة في الائتلاف السوري المعارض.
وتنص المبادرة التي تسلمت "
عربي21"
مسودتها، على "دمج الحكومتين، وتكليف جواد أبوحطب رئيس الحكومة المؤقتة
برئاستها، ومحمد الشيخ رئيس
حكومة الإنقاذ بمنصب النائب".
وتدعو المبادرة، إلى "إعادة تشكيل وزارة
الدفاع في المؤقتة، وإجراء المشاورات المطلوبة مع الائتلاف للوصول إلى التمثيل
الصحيح، وإلى دمج فصائل المعارضة في كل المناطق في جيش واحد".
ووفق مسودة المبادرة، تتولى المؤقتة مهمة إعادة
صياغة الائتلاف، بينما تتولى الإنقاذ متابعة موضوع "هيئة تحرير الشام".
عضو المبادرة، الدكتور مأمون سيد عيسى، أكد أن
المبادرة ليست جديدة، مبينا أنها طرحت للمرة الأولى قبل نحو شهرين، ما قبل الإعلان
عن تشكيل حكومة الإنقاذ في إدلب.
وقال سيد عيسى: "لقد طرحناها من قبل وحصلت
اجتماعات حينها بين المؤقتة و"المؤتمر السوري العام"، لكن إعلان الأخير
عن "الإنقاذ" أوقف المشاورات الثنائية".
وأضاف لـ"
عربي21": "والآن أعدنا تفعيلها، تفاديا للارتدادات السلبية الناجمة عن وجود حكومتين للمعارضة، وتجنبا
للآثار السيئة المترتبة على ذلك".
وأشار سيد عيسي وهو ناشط سياسي، إلى خيبة أمل
كبيرة في أوساط المعارضة السورية، خصوصا وأن حالة الانقسام الحالية قد تتطور
مستقبلا إلى حالة من الصراع العسكري فيما بين الفصائل على خلفية ولاء كل فصيل
لحكومة على حدة.
وحول حظوظ نجاح المبادرة، رأى سيد عيسى، أن
وجود شخصيات مستقلة في المبادرة يرفع من نسبة حظوظ النجاح، لكنه أشار بالمقابل إلى
وجود عقبات كبيرة داخلية وإقليمية ودولية، من شأنها أن تفشل المبادرة.
واستطرد قائلا: "بدأنا بالتواصل مع
الحكومتين، والمبادرة هي اختبار لثورية الجميع، لأن التجاوب معها يصب في مصلحة
الثورة، أما من يضع مصلحة الثورة وراء ظهره فلن يستجيب لها".
من جانبه، قلل الناشط الإعلامي مصطفى النعيمي،
من حظوظ نجاح مبادرة "أبناء سوريا"، مرجعا تقديره إلى "الإرادات
الدولية والإقليمية التي تدعم كل حكومة على حدة".
ورأى النعيمي، العامل بمجال التوثيق في مدينة
إدلب، أنه "من الأجدى ترميم المشروع الثوري السابق المتمثل بالمؤقتة، لأن
ولادة جسم ثوري جديد يعني شهادة وفاة للجسم السابق"، وأضاف
لـ"
عربي21": "لم يعترف المجتمع الدولي بحكومة الإنقاذ الحالية".
بدوره، وصف ناشط آخر، طالبا عدم الكشف عن اسمه،
المبادرة بـ"الجنين الميت"، معتبرا أنه "من المستحيل أن يتعامل
العالم مع حكومة الإنقاذ التي لا تعدو كونها واجهة مدنية لهيئة تحرير الشام".
وقال: "إن حكومة الإنقاذ محكوم عليها
بالموت، وفي حال وافقت المؤقتة على الاندماج معها، فإن ذلك يعني موتها، علما بأن
الأخرى ليست بأفضل حال من الأولى على صعيد الاعتراف الدولي، الذي يتجه إلى إعادة
إنتاج نظام الأسد".
وتم الإعلان عن حكومة "الإنقاذ
الوطني" مطلع الشهر الحالي في مدينة إدلب التي تسيطر عليها "هيئة تحرير
الشام".