هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجه نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، رسالة ضمنية إلى الجبهة المعروفة إعلاميا بالمكتب العام للإخوان أو تيار التغيير، قائلا: "إلى الإخوة والأخوات الذين طال بهم أمر الوقوف خارج الصف مع ما يجري من أحداث ألم يئن الأوان للعودة؟".
وأضاف – في بيان مساء الأربعاء بعنوان "القدس ورسائلها المتتابعة"، وصل "عربي21" نسخة منه-: "نذكرهم (في إشارة للمكتب العام للإخوان)، كما نذكر من هم ما زالوا في الصف، بمقولة الإمام الشهيد حسن البنا عليه رحمة الله (إن لم تكونوا بها فلن تكونوا بغيرها). الوقت لا يسمح والنصر له أحكامه، وأمانات هذا الدين سيحفظها الله بنا وبكم أو بغيرنا وغيركم".
ولأول مرة تصدر دعوة مكتوبة ومعلنة من قبل نائب المرشد العام للإخوان للجبهة الأخرى داخل الجماعة، عقب ظهور خلافات داخلية وواسعة ظهرت للعلن منذ نحو 3 سنوات، وذلك في أعقاب فشل الكثير من الوساطات التي حاول البعض القيام بها لرأب الخلاف الداخلي.
وقال "منير" إن الانقلاب العسكري، الذي حدث في 2013، جاء بعد ما وصفها بحرب شرسة نفسية وإعلامية تكاثفت لها كل الدنيا لإسقاط من وصفه بأول رئيس مصري لا يقبل بالخيانة والتفريط في الأرض (محمد مرسي)، ومطاردة جماعته والأحرار الذين استفاقوا في مصر من سحر العسكر الفراعنة، لتحدث الخيانات الواضحة بالتفريط في الأرض والعمل بجيش مصر ومقدراتها على التمهيد لما يُقال عنه صفقة القرن.
وأضاف "منير": "ينشط الكيان الصهيوني في ابتلاع أرض فلسطين بالمستوطنات والزحف نحو القدس حتى تأتي هذه الساعة التي تسعى فيها الإدارة الأمريكية في تقنين الاستيلاء على المدينة وجعلها عاصمة لهذا الكيان متغافلة عن كل القوانين والآراء التي ترفض هذه الخيانة".
وتابع: "يأتي قدر الله مرة أخرى لتكون جماعة الإخوان المسلمين والأحرار براء من هذا الإثم، ورسالة إلى الإخوة والأخوات الصامدين الصابرين المصابرين خلف قضبان السجون وفي المنافي الثابتين على الحق من كل الطوائف نقول: حسبكم شرف الجهاد في سبيل الله الذي تنالونه الآن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه لأصحابه: (إن أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا. حبسهم العذر)".
وأردف: "إلى أولئك الذين شاركوا بعلم أو بغيره داخل مصر وخارجها في طعن ثورة مصر وجماعة الإخوان المسلمين وتشويه مواقفها وتاريخها وكانت أوجعها طعنات الأصدقاء التي تأتي من الظهر، ولم يصدر من بعضهم حتى الآن كلمة حق دفاعا عن مظالم ودماء تهدر وأعراض تنتهك، وبراءة من نظام لم تعد خيانته لقضية العرب والمسلمين والإنسانية كلها على أرض فلسطين خافية".
واختتم بقوله: "أمام حقائق التاريخ والهجمة الجديدة على القدس التي يذرف البعض عليها دموعا لا فائدة منها، نقول إن الموقف أمام الله سبحانه وتعالى أقرب وأقصر مما نظن جميعا. لا نطلب إنصافا لنا ولا لبشر ولا لقضيتنا ولا لقضية القدس، فما زلنا نشعر أن من ينصر هذه القضية سواء كان في السجن أو غيره فهو الأقوى بإذنه سبحانه، فهو عز وجل نعم الوكيل، وإنما هي النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم وأملا في أن يسبق الخير الشر، وأن يثقل أمام الله في هذه الأمة ميزان الخير".
وظهرت أزمة جماعة الإخوان الداخلية للعلن بوضوح في شهر أيار/ مايو 2015، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة سلطة الانقلاب وشرعية القيادة في الظرف الجديد.
واشتعلت تلك الخلافات، في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015، حينما أعلن مكتب الإخوان المسلمين في لندن إقالة محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر) من مهمته متحدثا إعلاميا باسم الجماعة، وتعيين متحدث جديد بدلا منه، هو طلعت فهمي، وذلك في أعقاب خروج مشرف لجنة إدارة الأزمة السابق محمد عبد الرحمن (تم اعتقاله لاحقا) بعدد من القرارات الموقعة منه، التي قال إنها باعتماد من القائم بأعمال المرشد العام للإخوان عزت، التي تقضي بإعفاء بعض حاملي الملفات المهمة وتجميد عضويتهم.
من جهته، استنكر مصدر مسؤول بـ "تيار التغيير" دعوة "منير"، متسائلا: "هل الطريق إلى لم الشمل ورأب الصدع يأتي عبر مقطع في بيان؟ والذين طال بهم الوقوف خارج الصف ألا يعرفهم فيخاطبهم؟ وهل وقفوا خارج الصف أم هو من قال عنهم - بالمخالفة للحقيقة - أنهم فصلوا أنفسهم طواعيةً؟".
كما تساءل المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته – في تصريح لـ"عربي21"- :" ما موقفه (منير) من كل المبادرات السابقة للم الشمل، والتي كان من بينها مبادرة نواب حزب الحرية والعدالة، ومبادرة العلامة القرضاوي، ومبادرة تحالف دعم الشرعية، ونداء المفكر عزام التميمي، وأكثر من عشر مبادرات أخرى واجهها كلها بالرفض، بينما قَبِلَها الواقفون خارج الصف كما يسميهم؟ ألم يرفضها هو ومحمود حسين (الأمين العام للإخوان)؟".
واختتم المصدر المسؤول بتيار التغيير بالقول: إن "كان صادقا فليرسل لهؤلاء الإخوان ويعرض عليهم ما يريد وما أظنهم يرفضون شيئا فيه مصلحة الجماعة والأمة".