تعليقا على كلام
بوتين في قاعدة "
حميميم" خلال لقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد بشأن انسحاب القوات الروسية من
سوريا، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليلا لمعلق الشؤون العربية في الصحيفة "تسفي برئيل".
واعتبرت الصحيفة أن قول بوتين لعسكره بسوريا إن "الأصدقاء والوطن بانتظاركم"، كان بمثابة "بشرى ممتازة للجنود والمستشارين والطيارين الذين "أنهوا مهمة محاربة الإرهاب في سوريا"، بحسب قول بوتين. لكن الصحيفة أردفت بالقول: "فقط لم يزل غير معروف لهؤلاء الجنود متى يجب عليهم حزم أمتعتهم، وكم منهم بالضبط سيغادرون الدولة. هل ينوي بوتين سحب قواته كجزء من الجهود السياسية التي تجري هذه الأيام في جنيف، أم إنه سيبقيها في سوريا إلى حين اتضاح نتائج المحادثات التي انسحب منها ممثلو النظام وعادوا إليها مرة أخرى يوم الأحد؟".
وترى الصحيفة أن هناك "سؤالا حاسما آخر هو: هل
روسيا ستنسحب من الإشراف على المناطق الآمنة في جنوب سوريا ووسطها، أم إن هذه المهمات ستستمر حسب المخطط الذي اتفق عليه مع الولايات المتحدة وإيران وتركيا؟".
وترى الصحيفة الإسرائيلية أن "إعلان بوتين لا يبين بالتفصيل شروط سحب القوات، ولا حجم الانسحاب ولا موعده، وهكذا يمكن التقدير بأن النية ليست ترك الساحة السورية نهائيا، بل تقليص الوجود الروسي بصورة جزئية. المناطق الحاسمة مثل المناطق الأمنية والنشطة في الحدود الشرقية للدولة سيتواصل عملها كالمعتاد".
وتشير الصحيفة إلى لقاء الخميس القادم في أستانا "حول المناطق الآمنة من أجل البحث في تنفيذ الإشراف وتوزيع المسؤولية بين روسيا وإيران وتركيا". وتعتبر أن "هذا اللقاء يجب أن يهم إسرائيل جدا، لأنها تتوقع رؤية ما إذا كان الرئيس الروسي سينجح في إقناع الإيرانيين بإبعاد قواتهم عميقا نحو الشرق في جنوب سوريا، الى أبعد من 25 كم".
وتذهب الصحيفة إلى أن "تعهد بوتين بضرب المنظمات الإرهابية إذا رفعت رأسها يوضح أنه لا ينوي ترك الساحة العسكرية، أو تغيير الاستراتيجية التي اتبعها حتى الآن، وغيّر من خلالها ميزان القوى لصالح الأسد، لكن الانسحاب - حتى لو جزئيا- سيضع في يده شرعية للمطالبة بأن تترك كل القوات الأجنبية في سوريا".
وترى الصحيفة أن "نجاح روسيا، التي بالتأكيد ستلعب دورا هاما في المعركة الانتخابية للرئاسة التي ستجرى في شهر آذار القادم، لم يتم التعبير عنه فقط بصورة غيّرت ميزان القوى في صالح الأسد، تظهر بصورة بارزة بشكل خاص كونها أبعدت الولايات المتحدة عن الساحة".
وترى الصحيفة أن "إدارة نسيج مركب من عدة حالات لوقف إطلاق النار المحلي التي مكنت في النهاية من إقامة المناطق الآمنة هو إنجاز يصعب إبقاءه قائما بدون مظلة عسكرية تشرف من جانب على منع الهجمات في المناطق الآمنة، ومن الجانب الآخر تواصل القتال ضد معارضي النظام المصنفة كمنظمات إرهابية. ومن أجل تحقيق هذين الهدفين يحتاج النظام الى قوات روسية هامة، وأساسا إلى سلاح الجو".
وينتهي تحليل الصحيفة إلى القول إنه "في كل اتفاق سياسي على مستقبل سوريا، فإن مكان الطاغية السوري سيكون مضمونا على الأقل في المدى القصير، والسؤال هو كيف سيتم تقسيم "الغنائم" الاقتصادية والسياسية بين روسيا وإيران".