هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم تقدم المفاوضات السريع مؤخرا خلال الشهر والنصف الماضيين، حيث توصلت اللجان المفاوضة لبنود اتفاق أولي مع النظام السوري، عادت مفاوضات منطقة "الرحيبة" بشكل خاص والقلمون الشرقي بشكل عام للاصطدام بالعديد من العراقيل بل وصلت لطريق مسدود، وفقا لمراقبين.
وشهدت اللجان المفاوضة عن المنطقة انقساما حادا بين الممثلين المدنيين "الوجهاء"، وبين الممثلين العسكريين الممثلين عن فصائل المعارضة العاملة في القلمون الشرقي والبادية.
وعلى غرار كل الهدن التي أبرمها النظام في السابق في بعض المدن السورية، كان لا بد من وجود عراقيل في كل مفاوضات إلا أن هذه المرة تختلف عن سابقتها في ظل محاولة الفصائل عرقلة تلك المفاوضات بعد اعتبارها وسيلة للنظام يهدف من خلالها للالتفاف على لجان المفاوضات وجعلها عامة في القلمون الشرقي وليس في "الرحيبة" فقط، وسط اتهامات للنظام بمحاولة تطبيق نموذج جديد للغوطة الشرقية في القلمون الشرقي.
القائد العسكري في فصيل "أسود الشرقية" أحمد عباس، قال في حديث لـ"عربي21": إن "لجان المفاوضات تفاوض وكأنها تمتلك زمام الأمور بأكملها في القلمون الشرقي، وهي في الحقيقة لا تستطيع أن تفاوض عن الرحيبة حتى دون أن تتفق مع كافة الشرائح والفعاليات في المدينة حول صيغة معينة لطرحها، إضافة لمضيها في بنود تشكل خطرا كبيرا على مستقبل المنطقة، إذ يسعى النظام لجعل المنطقة خالية تماما من السلاح ولكن أي سلاح (سلاح المعارضة فقط) مع الاحتفاظ ببعض قواته من ميليشيات الشبيحة والميليشيات الطائفية هناك".
وأشار إلى أن البنود المتفق عليها تتعارض مع ما اتفقت عليه اللجنة مع الفصائل في عدة بنود أولها موضوع السلاح الثقيل الذي اشترطت الفصائل أن يبقى بحوزتها مهما كانت الظروف وأن يخرج معها في حال خرجت من الرحيبة، إضافة لمسألة إخراج المعتقلين التي لطالما تغنى النظام بها ولم ينفذها في كل الهدن السابقة وإن نفذ فإنه يخرج مئة من كل ألف معتقل، وقد كان الشرط جعل الإفراج عن المعتقلين أول بند يتم تنفيذه في هذه المفاوضات.
وأضاف عباس: "الخميس الماضي توجهت لجنة الرحيبة إلى دمشق للقاء مسؤولين في النظام السوري بهدف بحث البنود، وذلك بعد أن سبق أن علقت اللجنة تواصلاتها مع لجان المصالحة المختصة منذ حزيران الماضي، وفضّلت التواصل مع شخصيات نافذة في النظام كمحافظ ريف دمشق ورئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك وغيرهم، كل هذه الأمور أدت لامتعاض القيادة العسكرية للنظام فقامت على إثر ذلك بعرقلة دخول الخبز إلى الرحيبة اليوم لعدة ساعات قبل السماح للباعة بإدخاله من جديد".
ولفت إلى أن المخاوف بشكل رئيس تتجسد في محاولة استغلال الهدنة والالتفاف عليها ومحاولة تطبيقها بذات البنود في جميع مدن القلمون الشرقي واستغلالها لشن هجوم عسكري واسع من قبل النظام على المنطقة كما حدث في الغوطة الشرقية، رغم أن موسكو سبق أن أعلنت أنها توصلت لاتفاق مع الفصائل المقاتلة في الغوطة كجيش الإسلام وفصائل أخرى.
بدوره، القيادي في فصيل "كتائب أحمد العبدو" العامل في القلمون والبادية المكنى بـ"أبي صالح"، اعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن "أية هدنة في الوقت الراهن ستصب في صالح النظام لا محالة، فالنظام وبعد سيطرته على أحياء شرق دمشق بدأ يحاول بشتى السبل إنهاء وجود المعارضة في الريف الدمشقي، عبر الهدن تارة وعبر العمليات العسكرية تارة أخرى، أو (خرق الهدن) مع التذرع بمبررات تتعلق بالمبادرة وغيرها".