هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم يتأخر رد المغرب على تصريحات قائد الانقلاب العسكري في ليبيا خليفة حفتر، التي أعلن فيها نهاية مسار التسوية السياسية الذي احضنته الرباط ورعته الأمم المتحدة، والذي اشتهر إعلاميا بـ"اتفاق الصخيرات".
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والتعاون الدولي المغربية، معلقا على تصريحات حفتر، "من يريد إزالة اتفاق الصخيرات يسعى لإنهاء الشيء الوحيد الذي يجمع الليبيين، ويوحد المجموعة الدولية، ومن يسعى لإنهاء الصخيرات يريد الفراغ".
وكشف المصدر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ"عربي21"، أن "الموقف المغربي من الأزمة الليبية، كان موقفا استباقيا، عبر عنه وزير الخارجية ناصر بوريطة، بحضور المبعوث الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة، غسان سلامة، في زيارته الأخير للمغرب".
وكان الممثل الخاص للأمم المتحدة لليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، قد عقد في الأسبوع الأول من الشهر الجاري مباحثات مع وزير الخارجية المغربي بالعاصمة الرباط.
وأضاف المسؤول المغربي، إن اتفاق الصخيرات لا ينتهي يوم 17 كانون الأول/ ديسمبر 2017".
اقرأ أيضا: حفتر يعلن نهاية "الاتفاق السياسي الليبي"..هل من مستجيب؟
ووضع المسؤول المغربي، ثلاثة اعتبارات لعدم نهاية "اتفاق الصخيرات"، وقال: "أولا إن هذا الاتفاق ليس ملكا لليبيين وحدهم اليوم، بل هو في ملكية الأمم المتحدة والمجموعة الدولية".
ثاني الاعتبارت، يضيف المصدر المسؤول: "يكمن في أن الأمم المتحدة اتخذت موقفا، وأصدر مجلس الأمن قرارا بأن على اتفاق الصخيرات أن يستمر".
وزاد: "ثالثا لأن البنود الأساسية لاتفاق الصخيرات لم تطبق، فلا يمكن القول بأن الاتفاق انتهى وهو لم يبدأ بعد، فمن بين أول بنود اتفاق الصخيرات أن يتم تبنيه، وإنشاء المؤسسات الليبية، وهذا لم يقع أصلا".
وخلص المصدر متسائلا: "إذا أزيل اتفاق الصخيرات ماذا سيبقى؟".
هذا وكان وزير الخارجية والتعاون المغربي ناصر بوريطة، قد أعلن أن "المغرب يجدد دعمه لدور الأمم المتحدة ولخطة العمل التي وضعها غسان سلامة والتي أيد المغرب مبدأها وتفاصيلها وأهدافها".
وتابع الوزير المغربي أثناء استقباله المبعوث الأممي غسان سلامة بداية الشهر الجاري، أن تسوية هذه الأزمة بالنسبة للمملكة يتعين أن يتم في إطار الأمم المتحدة وعملية الصخيرات التي تم تفعيلها تحت إشراف الأمم المتحدة".
وأشار الوزير إلى أن "مواقف المغرب نابعة من أن الحل في ليبيا لن يكون عسكريا، وإنما الحل سيكون سياسيا ولن يأتي من الخارج وإنما من الليبيين أنفسهم، انطلاقا من الأرضية المشتركة التي هي اتفاق الصخيرات".
وشدد بوريطة على أن "اتفاق الصخيرات يمثل مرجعا أساسيا لحل الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق قابل للتعديل والتطوير ليأخذ بعين الاعتبار التطورات على الأرض وبعض النقائص التي ظهرت ولتحسين مواده لتتجاوب مع هواجس ومصالح كل الأطراف".
وكان الجنرال الليبي خليفة حفتر، قد أعلن من جانب واحد نهاية الاتفاق السياسي الليبي واعتباره فاقدا للشرعية بعد يوم 17 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وأكد حفتر أن كل الأجسام المنبثقة عن الاتفاق الليبي أصبحت فاقدة للشرعية، رافضا بشدة خضوع الجيش الليبي (قواته)، إلى أي جهة مهما كان مصدر شرعيتها".