هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم تمر الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس، دون أن تخلف جدلا واسعا بين الأوساط الحزبية والإعلامية في تونس بين مؤيد معارض للزيارة التي شهدت توقع اتفاقيات اقتصادية مشتركة.
واستنكر حزبي الوطنيين الاشتراكيين الموحد والعمال اليساريين الزيارة، وهاجموا في بيانات متفرقة السياسة التركية في المنطقة وحذرت من تداعياتها.
في المقابل، رحبت حركة النهضة بالزيارة، وأكد الناطق باسمها عماد الخميري "على عمق العلاقات التونسية التركية ومتانتها، وشدد على أهمية الزيارة لدعم شتى مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين".
صراع محاور
وفي حديث لـ"عربي21"، وصف الخميري الأحزاب التي هاجمت الزيارة، بأنها "تسعى لإدخال تونس في صراع المحاور بعدم قدرتها على التفريق بين مصالحها الإيديولوجية الضيقة، وبين العلاقات القائمة بين الدول والشعوب".
وأضاف المتحدث: " مع الأسف العديد هناك من الأحزاب والنخب في تونس من تريد جر بلدنا إلى الخروج عن ثوابتها الدبلوماسية التي دأبت عليها بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وحماية المصالح العليا لتونس".
اقرأ أيضا: أردوغان يلتقي نظيره التونسي السبسي بختام جولته الأفريقية
ورأى أن "موقف الاصطفاف الذي يدعون إليه لا يراعي مصالح الشعب التونسي لأن تركيا ظلت لأكثر من سبع سنوات بعد الثورة تدعم تونس في كافة المجالات".
مخاوف مبررة لكن
وتعليقا على هذا الجدل، أكد الصحفي والمحلل السياسي كمال الشارني في حديثه "وجود مخاوف لدى النخبة السياسية وبعض الأوساط المثقفة في تونس من سيطرة اقتصادية وسياسية من الجانب التركي على تونس"، معتبرا أن "هذه المخاوف لها ما يبررها".
لكن في المقابل يصف الشارني في حديث لـ"عربي21" تعامل بعض هذه الأحزاب والنخب وحتى وسائل الإعلام مع زيارة أردوغان بـ"التشنج المدفوع بمنطق الاصطفاف الإيديولوجي وسياسة المحاور".
وأضاف متسائلا: "هل أن تركيا معنية اليوم بالسيطرة على الاقتصاد التونسي الذي لا يعني لها الشيء الكثير مقارنة بأسواق عربية أخرى ذات كثافة سكانية مرتفعة، وهل أن هذا البلد فرض مثلا شروطا مجحفة على المصدرين التونسيين أو منع رجال الأعمال من الاستثمار في تركيا؟".
كما اعتبر المحلل السياسي أن "من ينتقد العجز التجاري التونسي مع الجانب التركي ويتناسى العجز التجاري التونسي مع كل من الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والذي يمثل أضعاف تلك النسبة هو مع الأسف يتعامل بسياسة المكيالين".
وكان الرئيس التونسي ونظيره التركي أكدا في وقت سابق "على متانة العلاقات بين الدولتين، وعلى تطابق وجهات النظر في عدة قضايا دولية، في مقدمتها قضية القدس والأزمة الليبية"، كما أعلن السبسي عن قبوله دعوة أردوغان لزيارة تركيا قريبا.