قتل مسلحون، فجر الأربعاء، زعيم "
حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة"، المسلحة،
الجزائري عبد السلام
طرمون، بمدينة سبها بليبيا، ويجري محققون من الجزائر وليبيا، التحقيق بظروف مقتله، وإن تم ترجيح تصفيته بطلق ناري.
وقال مصدر عسكري رفيع المستوى، بتصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء "إن زعيم الجماعة المسلحة النشطة في أقصى الجنوب الجزائري "حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة"، عبد السلام طرمون، لقي مصرعه في ظروف غامضة شمالي
ليبيا، فجر الأربعاء".
وأضاف المصدر الذي اعتذر عن ذكر اسمه: "إن المعلومات الأولية، تفيد أن هجوما مسلحا استهدف موكب عبد السلام طرمون بالقرب من مدينة سبها، في ليبيا"، مضيفا: "لحد الآن، تُجهل الجهة التي تقف وراء عملية التصفية، والمرجح أنه قتل بطلق ناري من مسافة قريبة".
وقال أحد أقرباء زعيم "حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة" المسلحة، والذي يتحدر من مدينة جانت بمحافظة إيليزي أقصى جنوب الصحراء، الأربعاء، إن "عائلة عبد السلام طرمون، أخبرت بمقتله بسبها، صبيحة الأربعاء". مضيفا بتصريح لصحيفة "
عربي21 ": "إن أفرادا من عائلة طرمون فتحوا منذ الصبيحة، "مجلس عزاء" بحي زلواد بوسط مدينة جانت، حيث تلقوا مكالمة هاتفية من ليبيا تفيد بمقتل ابنهم".
هجوم تيقنتورين
وشارك عبد السلام طرمون، رفقة عناصر من تنظيمه المسلح، "حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة"، في الهجوم الذي شنته "جماعة المرابطين" التي يتزعمها مختار بلمختار، المتحالف معه، آنذاك، على المنشأة الغازية بتيقنتورين، بمنطقة إن أمناس، جنوب البلاد شهر كانون الثاني/ يناير 2013، حيث احتجز العشرات من الرهائن، بينما قتل 39 رهينة أجنبي داخل المنشأة في عملية لتحرير الرهائن قادتها وحدات من القوات الخاصة التابعة للجيش الجزائري.
لكن سرعان ما انشق تنظيم عبد السلام طرمون عن تنظيم المرابطين، لمختار بلمختار، حيث غادر إلى ليبيا بعد ذلك، وتحالف مع جماعات مسلحة هناك.
وقال الخبير الأمني أحمد بن ساعو، بتصريح لـ"
عربي21"، الأربعاء "إن طرمون يقدم كواحد من أخطر قادة التنظيمات المسلحة في الجزائر، بعد مختار بلمختار، زعيم تنظيم المرابطين، والاثنين، يوجدان على لائحة المطلوبين دوليا".
وأكد بن ساعو: "إن زعيم تنظيم أبناء الصحراء من ضمن قائمة من 226 عنصرا جزائريا مسلحا ينشطون خارج الجزائر، تفيد قرائن بوجودهم ضمن تنظيمات متشددة تنشط خارج البلاد، أهمها تنظيم الدولة بسوريا والعراق وليبيا"، مضيفا: "يرجح احتمال أن شحنات السلاح التي ضبطها الجيش الجزائري على الحدود الشرقية، شهر سبتمبر / أيلول الماضي، قد أرسلها زعيم تنظيم أبناء الصحراء لأتباع له بالجنوب الجزائري".
شحنات السلاح
وتابع بن ساعو: "إن مصرع قائد هذا التنظيم، من شأنه أن يفكك الكثير من الألغاز بخصوص مصدر شحنات السلاح المتطور الذي يضبطه الجيش الجزائري من حين لآخر على الحدود مع ليبيا وأيضا مع مالي والنيجر جنوبا". معتبرا مقتله "ضربة قاسمة لواحدة من التنظيمات التي شنت هجمات متوالية على مواقع عسكرية للجيش الجزائري منذ العام 2007 تاريخ تأسيس هذه المجموعة المسلحة".
وأظهرت البيانات العسكرية للجيش الجزائري الصادرة في 2017، إفشال 25 محاولة إدخال 10 أنواع من الأسلحة الحربية إلى البلاد من دول الجوار الأفريقي، ويقول خبراء إنه تم تهريبها من ليبيا بعد انهيار نظام معمر القذافي.
وتبنى تنظيم "أبناء الصحراء"، عمليات ضد ثكنات للجيش الوطني الشعبي بالجزائر، بمناطق متفرقة من إقليم محافظتي تمنراست وإيليزي جنوبا، آخرها هجوم مسلح نفذته الجماعة شهر آذار / مارس 2017 ضد موقع عسكري ثابت بمنطقة عبدو نفوك غرب مدينة جانت، بالصواريخ الراجمة.
ورجح بن ساعو أن يكون مصرع طرمون، مرده "خيانة من جهات ليبية مسلحة تحالف معها، وتنشط بالعمق الليبي".
ويرى ذات الخبير أن "حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة" تأسست في البداية كحركة مطلبية، تدعو السلطات إلى تنمية مناطق الجنوب الجزائري، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة مسلحة، تحالفت مع عدد من التنظيمات المسلحة المصنفة إرهابية، على غرار تنظيم المرابطين لمختار بلمختار.
ويأتي مقتل طرمون، بوقت شدد الجيش الجزائري من رقابته العسكرية على الحدود مع ليبيا، حيث ضاعف تعداد وحداته القتالية هناك، أوائل العام 2017، لمنع تسلل مسلحين من ليبيا، خاصة بعد الحصار الذي مورس على عناصر تنظيم الدولة.
وبمناسبة رأس السنة الميلادية 2018، هنأ نائب وزير الدفاع الوطني وقائد أركان الجيش الجزائري، الفريق قايد صالح، وحدات الجيش ودعاهم إلى مزيد من اليقظة والمحافظة على حالة النفير التي أعلنها الجيش على الحدود الشرقية مع ليبيا.